
إن دعوة الرئيس للحوار لها عدة دلالات منها أن المسئولية كبيرة وناتجها الملاحظ ضعيف ومع أن الطيف السياسية فى البلد ضعيف ولا يشكل أي تهديد لكرسي الرئاسة إلا أن الوضع العام البلد ليس على مايرام لقد مكث ولد الغزواني ست سنوات على رئاسة البلاد وكان يظن أن أمور البلد الأتصادية والأجتماعية والتنموية سوف تسير تلقائا فى ما كان يتصور اولوياتي وطموحاتي وتعهداتي تلك المشاريع الذاتية التى سبق للشاعر أن لمح على مضمونها الذاتية بالقول أن افضل العبادات لدي الذاتيين هي عبادة الذات
“مارست الف عبادة وعبادة ...فوجدت افضلها عبادة ذاتي
وهنا خلط الرئيس تصورين متناقضين فى الحكم
وهما الذاتية ، وترك الحبل على الغارب للمسئولين
فالذاتيون لايمكن أن يحققوا أي شيء إلا بالممارسة الذاتية وهذا لم يفعله ولد الغزواني وإنما خول غيره ليتصرف كما يشاء فى ذاتيه وكانت النتيجة معروفة وهي أنه لاأحد يستطيع تحقيق شيء بذاتية آخر
ست سنوات والرئيس ينتظر معجزة تحقق له ذاتيته بينما الاوضاع تتدهور الماء الكهرباء السكن البطالة الأسعار الدواء والطرق الهجرة إلى غير ذلك المشاكل تتفاقم والرئيس منح الحكومة صلاحية التسيير العام وراح يتنقل حول العالم
هذه الأشياء كان بالإمكان حسمها فى السنوات الأولى لو كان هناك رجال وممارسة جادة وتصور واضح ومتابعة جدية لكن التساهل ووضع الثقة فيمن لا يستحقها وتعيين موظفين غير أكفاء على مسئوليات تحتاج الكفائة والقدرة المعرفية والعمل الميداني جعل السنين تأتي وتذهب والوضع يزداد تدهورا والتقدم العكسي هو الحاصل من هنا لجا الرئيس إلى طلب الحوار لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
ولاشك أن إفرازات الحوار سوف تتطلب إشراك الطيف السياسي فى المسئولية وإشراكه فيها يعني مشاركته فى الحكم مما يطرح السؤال التالي :
هل نبثق الحوار عن أتلاف حكومي أم عن حل البرلمان والمجالس المحلية والدعوة إلى أنتخابات جديدة بآليات وحكامة غير تلك السابقة ؟ ننتظر ....