شكل تصريح ماكرون الأيام الماضية بشأن علاقة بلاده بالقارة الإفريقية موجة من الغضب تطلبت ردود فعل وإدانة من طرف عدد من الرؤساء الأفارقة بينهم السينغال التى يزور رئيس حكومتها بلادنا حاليا وهناك مطابات فى الأوساط الفرنسية بأستقالة الرئيس ماكرون قبل نهاية مأموريته الأخيرة
وبعد تقلسص النفوذ الفرنسي فى القارة تشهد هذه الخيرة مخاضا وأحداث متوقعة العام الحالي 2025 يلخصها الكاتب شيخ عثمان امباردونكا ويترجمها
: سيدي.م.ويدراوغو
لماذا أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب إفريقيا؟
قارة اليوم والمستقبل.. إفريقيا على أبواب عام 2025م
بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بين الإدراج في مجموعة البلدان الأقل نموًّا والخروج منها
يُعدّ عام 2025م عامًا مليئًا بالأحداث الكبرى في القارة الإفريقية التي ستشهد أحداثًا مهمة في الرياضة والاقتصاد والسياسة. وفي مطلع عام 2025م، تُقدّم لكم “بي بي سي إفريقيا” الأحداث التي ستشهدها القارة الإفريقية، والتي ستُشكّل علامة فارقة في التقدُّم والتحديات التي تواجهها القارة.
الأحداث الثقافية لهذا العام:
يُفتَتح عام 2025م على المستوى الثقافي بانطلاق “مهرجان الفودون”؛ حيث من المقرر أن تستضيف مدينة “ويدا” التاريخية في بنين النسخة الثانية من “مهرجان الفودون” في الفترة من 9 إلى 11 يناير الجاري.
ومهرجان الفودون عبارة عن فعالية سنوية ذات شهرة عالمية ومكرسة للاحتفال بفن الفودون الثقافي والروحي.
يتميز هذا الحدث بالعديد من الأحداث البارزة؛ منها: حفل الفودون العظيم، ويعتبر اللحظة المركزية للاحتفالات التي تتميز بخروج أديرة الفودون بحضور كبار الشخصيات والأتباع، وتتبعها حفلات وعروض على الواجهة البحرية بمشاركة فنانين بنينيين وعالميين. تسعى بنين، مهد الفودون، إلى الترويج لهذا التراث ومشاركته مع العالم.
ومن خلال الندوات والموائد المستديرة، تُقدّم أيام الفودون فرصة لاستكشاف الأبعاد المتعددة لهذا التقليد المتجذر بعمق في تاريخ بنين.
فيسباكو 2025م:
مهرجان واغادوغو للسينما والتلفزيون الإفريقي (فيسباكو) حدث ثقافي آخر هذا العام. وتنطلق الدورة التاسعة والعشرون لمهرجان واغادوغو للسينما والتلفزيون الإفريقي (فيسباكو) في الفترة من 22 فبراير إلى 1 مارس تحت شعار “دور السينما والهويات الثقافية الإفريقية”، وقد اقترحت السلطات البوركينابية أن تكون جمهورية تشاد في قلب هذه الكتلة الكبيرة من السينما الإفريقية كدولة ضيف شرف.
وتشير اللجنة المنظمة إلى أنها قدَّمت أربعة ابتكارات رئيسية؛ منها: إنشاء جوائز جديدة، أبرزها “جائزة توماس سانكارا للوحدة الإفريقية” المُموَّلة مِن قِبَل الحكومة البوركينابية، و”الجائزة العامة” التي ستمنحها إذاعة بوركينا فاسو(RTB).
وتم تقديم 1,351 فيلمًا للاختيار الرسمي، منها 258 فيلمًا روائيًّا طويلًا، و286 فيلمًا وثائقيًّا طويلًا، و53 فيلمًا للرسوم المتحركة، و64 فيلمًا مدرسيًّا، و611 فيلمًا قصيرًا.
وفي الوقت نفسه، ستستضيف هذه الدورة الثانية والعشرين للسوق الدولي للسينما والسمعي البصري الإفريقي (MICA) منصة دعم لظهور مواهب جديدة في سلاسل القيمة الرئيسية لصناعة السينما.
انتخابات تلوح في الأفق:
على الصعيد السياسي، سيشهد عام 2025م عددًا من الانتخابات: التشريعية والبلدية، وقبل كل شيء الرئاسية.
في غانا، سيؤدي الرئيس المنتخب جون ماهاما اليمين الدستورية اليوم 7 يناير في حفل سيحضره ضيوف ورؤساء دول إفريقية، وهو يعود إلى السلطة بعد ثماني سنوات من مغادرته لها.
وقد فاز الرئيس السابق البالغ من العمر 66 عامًا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر الماضي أمام نائب الرئيس الحالي ماهامودو باوميا، مرشح الحزب الوطني الجديد، الذي أقرَّ بالهزيمة.
ويُعلّق الشعب آمالاً كبيرة على الرئيس الجديد لإخراج اقتصاد البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سنوات.
انتخابات مجلس الشيوخ في توغو:
كما ستُجرَى أول انتخابات لمجلس الشيوخ في توغو في 15 فبراير. وقد تم تأجيلها بعد أن كان من المقرر إجراؤها في 2 فبراير “للسماح للجهات الفاعلة السياسية بتنظيم نفسها بشكل أفضل”؛ وفقًا لمرسوم رئاسي.
وتعتبر هذه الانتخابات إحدى المراحل الأخيرة في تنفيذ الدستور الجديد الذي انتقدته المعارضة والمجتمع المدني بشدة.
وستبدأ الحملة الانتخابية لانتخابات مجلس الشيوخ هذه في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس 30 يناير 2025م، وستنتهي بنهاية يوم الخميس 13 فبراير 2025م.
وقد أعلنت العديد من أحزاب المعارضة التوغولية، بما في ذلك التحالف الوطني من أجل التغيير، أنها ستقاطع هذه الانتخابات؛ لاعتقادهم أن الانتخابات “جزء من انقلاب دستوري مستمر”.
وعلى الرغم من اعتماد قرار إنشاء مجلس الشيوخ بموجب تعديل دستوري في عام 2002م؛ إلا أنه لم يتم إنشاء مجلس الشيوخ قط. وسيضم المجلس ما مجموعه 61 عضوًا؛ سيتم انتخاب 41 من أعضاء مجلس الشيوخ مِن قِبَل أعضاء المجالس الإقليمية والبلدية، وسيتم تعيين 20 آخرين مِن قِبَل رئيس مجلس الوزراء، وفقًا لأمرٍ نُشِرَ في الجريدة الرسمية في 3 ديسمبر 2024م.
وقد ندَّدت المعارضة والمجتمع المدني بالدستور الجديد، الذي يلغي انتخاب رئيس الدولة بالاقتراع العام، ويُؤسّس لنظام برلماني، باعتباره وسيلة لبقاء الرئيس فور غناسينغبي في السلطة إلى أجل غير مسمى.
هل تنتهي الحكومات الانتقالية في الجابون وغينيا؟
في غينيا، أعلن رئيس المجلس العسكري أن 2025م ستكون “سنة انتخابية حاسمة لاستكمال العودة إلى النظام الدستوري”، غير أن الجنرال مامادي دومبويا لم يُحدِّد موعدًا محددًا لانتهاء العملية الانتقالية التي كان من المقرر أن تنتهي في نهاية 2024م.
ويرأس مامادي دومبويا مجلسًا عسكريًّا أطاح بالرئيس ألفا كوندي في سبتمبر 2021م، وكان المجلس العسكري تعهَّد في البداية تحت ضغط دولي بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين بحلول نهاية 2024م، ومنذ ذلك الحين فشل المجلس في الوفاء بوعده. كما تعهَّد بإجراء استفتاء دستوري قبل نهاية عام 2024م، لكنَّه لم يلتزم بذلك أيضًا.
وأضاف في الربع الأول من عام 2025م، سأوقِّع مرسومًا يُحدِّد موعد الاقتراع للاستفتاء (الدستوري). بعد وضع قانون الانتخابات، خلال عام 2025م، سنعمل جميعًا معًا لمواصلة وضع المعالم القوية للانتخابات العامة، على حدّ تعبير الجنرال دمبويا في خطابه بمناسبة العام الجديد.
ومن جانبها، دعت أحزاب المعارضة الرئيسية ومنظمات المجتمع المدني إلى تظاهرات في كوناكري خلال شهر يناير الجاري “للمطالبة برحيل المجلس العسكري، وبدء مرحلة انتقالية مدنية”. وتُندِّد المعارضة بممارسة السلطة الاستبدادية بشكل متزايد والانتهاكات المتعددة للحقوق.
احتمال نهاية المرحلة الانتقالية في الغابون:
تعهد الجنرال بريس كلوتير أوليغوي نغيما الذي جاء إلى السلطة مِن قِبَل المجلس العسكري الذي أطاح بـ”سلالة بونغو” في 30 أغسطس 2023م بتسليم السلطة إلى المدنيين في نهاية العملية الانتقالية.
وقد بدأت مراجعة القوائم الانتخابية في 2 يناير الجاري تحضيرًا للانتخابات الرئاسية عام 2025م. وستُجْرَى مراجعة اللوائح من 2 إلى 31 يناير “في إطار الأعمال التحضيرية لتنظيم الاقتراع المقبل”؛ وفقًا لوزير الداخلية هيرمان إيمونغولت.
وحتى الآن تم احترام الجدول الزمني للجنة المعنية بالمرحلة الانتقالية وإعادة بناء المؤسسات، بما في ذلك اعتماد دستور جديد تم التصويت عليه في استفتاء أُجري في 16 نوفمبر 2024م. ثم خطط لإصلاح قانون الانتخابات في الربع الأول من عام 2025م، ثم مراجعة القوائم لإجراء الانتخابات في أغسطس بمناسبة نهاية الفترة الانتقالية.
انتخابات رئاسية مُرتَقَبة في الكاميرون وساحل العاج:
في كوت ديفوار، يتواصل التحضير للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أكتوبر 2025م، وقد انتهت عملية استعراض القوائم الانتخابية يوم الأحد 17 نوفمبر، وأسفَر ذلك عن تسجيل أكثر من 940 ألف ناخب جديد. وهذا الرقم أقلّ من الرقم الذي أشارت إليه اللجنة الانتخابية المستقلة، التي كانت تنظر في تسجيل نحو 4.5 ملايين من مقدمي الطلبات الجدد. لكنّ المعارضة تدعو إلى مراجعة جديدة للقوائم قبل الانتخابات الرئاسية.
وقد أشار الرئيس واتارا في خطابه بمناسبة نهاية العام إلى أن هذه الانتخابات سيتم إجراؤها في أكتوبر 2025م، مؤكدًا أن الانتخابات ستكون “هادئة” و”شفافة وديمقراطية”، لكن الرئيس الإيفواري البالغ من العمر 83 عامًا لم يعلن بعدُ عن رأيه في الترشح لولاية رابعة.
في الكاميرون، نشرت الهيئة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات، الإحصاءات التفصيلية المتعلقة بالقوائم الانتخابية الوطنية النهائية في 30 ديسمبر 2024م. وفقًا لأرقام شركة Elecam، ويوجد حاليًّا 7.845.622 ناخبًا مسجلاً بصورة منتظمة.
وتم استئناف عملية تسجيل الناخبين في 1 يناير وفقًا للمادة 70 من قانون الانتخابات. وسيستمر التسجيل حتى 31 أغسطس قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.
هذه الانتخابات الرئاسية يثير ترشُّح “بول بيا” المحتمل حولها جدلاً؛ إذا تم تقديمه داخل حزبه، حزب التجمع من أجل الديمقراطية والسلام، على أنه “المرشح الطبيعي”؛ فمن المتوقع أن تطالب المعارضة بتقاعد “بول بيا”.
وعلى الرغم من عدم توضيح “بيا” البالغ من العمر 92 عامًا (الذي ظل 42 عامًا في السلطة)، ما إذا كان سيترشح لولاية ثامنة أم لا؛ إلا أنه في 31 ديسمبر 2024م، وخلال خطابه للأمة، أشار إلى أن “تصميمه على الخدمة لا يزال سليمًا ويتعزَّز بشكلٍ يوميّ”.
انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي:
ستقوم مفوضية الاتحاد الإفريقي بتجديد قيادتها في مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي المقرر عقده في 15 فبراير في أديس أبابا، بإثيوبيا.
ووفقًا لمبدأ التناوب الإقليمي، سيخلف التشادي موسى فاكي من منطقة شرق إفريقيا. وتمتد هذه الولاية التي تمتد لخمس سنوات حتى عام 2029م، وتستند الانتخابات إلى أغلبية ثلثي الدول الأعضاء التي تتمتع بحق التصويت.
يتنافس على رئاسة الاتحاد ثلاثة مرشحين هم محمود علي يوسف، وزير خارجية جيبوتي الحالي، ورايلا أمولو أودينغا، رئيس وزراء كينيا السابق، وريتشارد راندرياماندراتو، وزير خارجية مدغشقر السابق. وسيتبع ذلك أيضًا هذا العام الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لإنشاء الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
ومن جانبها تحتفل الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيسها في سياق من القطيعة التاريخية؛ حيث أعلنت ثلاث دول من أعضائها المؤسسين: مالي وبوركينا فاسو والنيجر انسحابها من هذه المنظمة دون الإقليمية في يناير 2023م، مع التأكيد بعدم العدول عن قرارهم على الرغم من محاولات الوساطة. ومنذ ذلك الحين، أسَّسوا كيانًا جديدًا، هو تحالف دول الساحل.
سيبدأ الانسحاب الرسمي لهذه الدول الثلاث من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في 29 يناير 2025م، وفقًا لقواعد المنظمة.
هذا السياق من إعادة التشكيل الجيوسياسي، كما يقول الخبراء، يوضح التحديات الرئيسية التي تواجه الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في دورها في التكامل الإقليمي والاستقرار في غرب إفريقيا.