من يظن أنه سيسلم من ألسنة الناس فهو كاذب وجاهل وغبي لو كان شيء يسلم من ألسنة الناس لسلم ربنا جل وعلا قالوا أنه ثالث ثلاثة وأن له ولد وأنه فقير يبحث عن القرض لقوله تعالى من يقرض الله قرضا حسنا وقالوا أن يداه مغلولتاني غلت أيديهم
ولم يسلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قالوا أنه كذاب وأنه ساحر وأنه مجنون
ولم يسلم أنبياء الله ورسله من ألسنة الناس ومن بطشهم فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قاتلوه وحاصروه وأذوه أشد الأذى حتى نصره الله عليهم وسيدنا نوح عليه السلام كذبوه وقالوا أنه مجرد نجار خشب يريد أن يخدعهم وسيدنا إبراهيم عليه السلام كذبوه وأوقدوا النار ثم قذفوه فيها حيا مكبلا بالاغلال وسيدنا موسى عليه السلام رموه بالبهتان حتى برئه الله وسيدنا زكرياء عليهم السلام نشروه بالمنشار قسمين وسيدتنا مريم عليه السلام أتهموها بالزنا وسيدنا عيسى عليه السلام حاولوا قتلته وصلبه على خشبة فرفعه الله إليه وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب إغتالوه فجرا وهو ذاهب إلى المسجد لأم صلاة الفجر فى مدينة الكوفة التى يقال لها اليوم النجف الأشرف بالعراق
فلا سلامة من الناس ولا من ألسنتها وعلى العاقل أن يقبل على شئونه ولا يلتفت إلى ما يقوله الناس عنه فإذا كان مستقيما يثبت على الأستقامة وإذا كان منحرفا يصحح وضعه بنفسه ويستقيم لله وحده لا للخلق ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يدفع البلاء عن الأمم والساكت عن الحق شيطان أخرس والكذاب فى النار والصادق فى الجنة والسلام على من إتبع الهدى .
