يبدو ان تونس توصلت الى مسار ديموقراطي حقيقي فى العالم العربي بفضل شعبها المثقف والواعي والقادر معرفيا على تغيير الاوضاع اذا ما دعت الحاجة الى ذلك عن طريق صناديق الاقتراع وهو ما يجعل السياسيين يحسبون الف حساب وحساب للشعب التونسي بحيث يكونون اكثر قربا منه واسرع تلبية لرغباته واستجابة لمطالبه ومنحه كافة حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
اما نحن فى موريتانيا فمازلنا نتعثر فى تجربة المسار الديموقراطي منذ اكثر من عشرين سنة نتيجة التخلف والجهل وانتشار الامية ومازال السياسيين فى بلادنا باستطاعتهم خداع الشعب ذو الاغلبية الجاهلة المغفلة والتلاعب بحقوقه دون محاسبة ودون خشية من ردة فعل باتجاه صناديق الاقتراع ومازال المفسدون بامكانهم التربع على عروش الصدارة داخل المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشيء الذي يحول دون تقدم البلاد نحو التنمية و الديموقراطية الحقيقية والشفافية الضرورية للحياة العامة وأقترح على ولد الغزواني إذا أراد تشكيل حزب أن يسميه حزب الفقراء لأن الشعب الموريتاني أغلبه فقراء وأغلب من صوت لولد الغزواني فى الأنتخابات الماضية هم من فيئة الفقراء والمحرومين والمهمشين هذا لاحظناه بأعيننا فى الأنتخابات ، وكان الرئيس السابق ولد عبد العزيز قد لقب نفسه رئيس الفقراء ثم جسد ذلك اللقب على صعيد الواقع بتجويع الناس وتفقيرهم حيث كان يحسب أن المال العام مجرد ملك للاغنياء وحدهم دون غيرهم ولا شيء فيه للفقراء وقام بسن قوانين البلد على أساس ذلك الغبن البين مماحرم غالبية الشعب من الأستفادة من الطفرة المالية التى حصلت فى العقد الماضي نتيجة تراكمات مالية أتجهت نحو البلاد منذ أواخر سنة 2006 بمافيها ارتفاع سعر الحديد فضلا عن المساعدات الأجنبية كما قام النظام بسياسة قرض الأموال الطائلة من الخارج ممارفع المديونية الآن بشكل يقارب التسعين فى المائة