بعد مرور قرابة الشهرين على تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني فمازالت رائحة نظام ولد عبد العزيز المتعفنة تزكم أنوف المواطنين ويتسائلون إلى متى سنتخلص من نظام الفساد والأستبداد فالرئيس الجديد وعد ببرنامج طموح لكنه فيما يبدو لايعرف كيف يطبقه ولا كم يلزم من الوقت للشروع فى تطبيقه لذا فإنه مازال يتبع خطوات سلفه وكأنه مجبر على ذلك أو لا يعرف كيف يتصرف خارجها لقد سمع الشعب تصريحات الوزير الأول ولد بده ولد الشيخ سيديا حول برنامج الحكومة لا سيما ما ذكر بأن الرئيس ولد الغزواني سوف يمنح جميع الصلاحيات لأصحاب القطاعات وسوف يحاسب المقصرين فى العمل وهذا يشبه إلى حد ما من يريد أختبار استقامة اللصوص بأن يمنح كل واحد منهم مبلغا مدة زمنية ليعرف هل هو مستقيم أم لا وعندما تنتهي المدة وتلتهم المبالغ يكتشف أنهم مجرد لصوص ، ولد الغزواني عنده مدة زمنية لاتتعدى خمس سنوات وإذا جرب فيها جميع المفسدين والمختلسين سوف تنتهي وتنتهي معها مقدرات الشعب دون تحقيق أي شيء مما وعد به
وهناك إشكالية تتعلق بفريق ولد عبد العزيز وحزبه الذي كونه من مشارب متناقضة ومتباينة هدفها هو الحصول على منافع الدولة ولا يجمعها إلا ما تشكلت عليه فى أول الأمر هذه المجموعة لا تعرف من العمل إلا يملي عليها الرئيس فإذا أمرها أن تتجمع فسوف تتجمع مع أن كل واحد منها يكره صاحبه خوفا أن يستحوذ على النفوذ والمنافع ويحرمه من ذلك هم الآن فى انتظار ما سيفعل الرئيس الجديد هل يتبناهم ويأمر بعقد المؤتمر الحزبي المؤجل منذ سبعة أو ثمانية أشهر أم سيقوم ولد الغزواني بتشكيل حزب جديد يكونوا هم نواته الأولى كعادتهم منذ دخلت البلاد المسار الأنتخابي فى تسعينات القرن الماضي فكل رئيس جاء يقوم بتشكيل حزب جديد فيتحول من كانوا فى حزب النظام السابق إليه وينبذون حزبهم السابق وراء ظهورهم
ماذا علي الرئيس أن يفعل ؟
الرئيس إنتخبه الشعب ولد يعينه ولد عبد العزيز وإن كان سمح له بالترشح لأنه إذا قام بترشيح أحدا غيره فقد لا يحصل على التزكية المطلوب من طرف الجميع وبالتالي قد يطلع حظ بعض المعارضين فى تولي الحكم وعندها سيكون ولد عبد بعيدا عن التجوال والتنزه فى الخارج بل فى غيابات السجون ، هذا ما حصل بالفعل وولد الغزواني مدين للشعب الذي إنتخبه وليس لأحد آخر وواجبه أن يستخدم جميع الصلاحيات المخولة للرئيس من أجل خدمة من إنتخبوه لا من وافقوا على ترشحه على مضض وإذا لم يفعل فقد خان الشعب وخان الامانة التى عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها
