الموظف أداة بناء كما أنه قد يكون أداة هدم والكثير من الموظفين يشغلون مناصبهم دون أن يعرفوا ما لهم وما عليهم إن الموظف ليس خادما لمن هم فوقه ولا مجرد منفذ أوامر كما هو حال الجندي فى الجيش إنه مسئول تحمل أمانة ومسئولية عندما قبل بتولي الوظيفة والأمانة أمر عظيم هربت منها السماوات والأرض والجبال خوفا من تحملها ومن تبعاتها على الموظف عندما يشغل وظيفة أن يجلس مع نفسه ويحاورها حول ماهية الوظيفة وماذا ينبغي أن يفعل فيها وإذا ما فعل ذلك سوف يأتيه الجواب من ضميره قائلا هذه الوظيفة تولاها الكثيرون قبلك ولو كانت تبقى مع أحد ما وصلت إليك أنت مجرد راعي فيها ترعى مصالح شعب وتتحمل مسئولية أمة ولذا فالمحاباة ممنوعة والمصلحة الخاصة محظورة وخدمة العموم بنزاهة وحياد وتفاني هو المطلوب وهناك شيء يتعلق بالأوامر العليا فكل أحد يصيب ويخطيء وإذا ما صدرت إليك أيها الموظف أوامر عليا عليك أن تنظر فيها فإذا كانت موافقة للقوانين والأعراف النبيلة للبلد يمكنك أن تطبقها أما إذا كانت مخالفة للقوانين المعمول بها والأعراف النبيلة أو فيها ضرر للبلد أو للمال العام أو تحابي أحدا من أقرباء الجهة العليا أو من أصدقائه أو ليس فيها مصلحة بينة للوطن أو فيها شيء لا يتماشى مع نظم العدل والنزاهة والشفافية فعلى الموظف أن يرفضها وينبه الجهة التى اصدرت إليه الأوامر على الأضرار المترتبة على تنفيذها فإذا قبلت منه ذلك فبها ونعمة وإذا رفضتها وألحت عليه بتنفيذها عليه عند إيذ أن يقدم استقالته ويترك تحمل تلك السئولية لمن اصدر إليه تلك الأوامر وبذلك يبرأ نفسه أمام الله ويسلم من مسائلة الناس ومن تحميله جزء من المسئولية ولا يقول مثل ما قال بعض الموظفين السابقين عندما يسأل لم فعلت كذا وكذا من ظلم وجور وأنتهاك لحقوق يرد كنت مجرد منفذ الأوامر عليا هذا الجواب لا يقوله من له عقل أو من يتحمل السئولية ولا ينبغي لمن يقوله أن يتحمل أي مسئولية فى الدولة أبدا لأن صاحبه ليس مسئولا وإنما هو مجرد أداة وخادم مطيع لمن هو فوقه وضيع دينه وآخرته وأخلاقه فى خدمة غيره وليس فى خدمة الوطن ولا فى مصلحة المسئولية نعوذ بالله من حاله ، إذن هذه جملة مباديء ينبغي أن يتحلى بها المسئول لكي يسلم فى وظيفته فى الدنيا والآخرة