الأمراض الناتجة عن تلوث المياه تتسبب العديد من ملوثات المياه في إصابة الإنسان بأنواع مختلفة من الأمراض، وتُعتبر المياه العادمة المصدر الرئيسي للمواد المُسببة لتلوث المياه، حيث تحتوي المياه العادمة على المُمرِضات والمواد العضوية، وتؤدي المواد العضوية إلى إحداث ضرر في المياه كونها تُحلَّل من قبل البكتيريا الموجودة في المياه العادمة، مما يؤدي إلى تناقُص كبير في كميات الأكسجين الذائب في المياه، وبالتالي تغيُّر من خصائص مياه البحيرات والأنهار، كما تتسبب المواد السامة الملوثة للمياه مثل :الرصاص، والزئبق، والمبيدات الحشرية، وغيرها في إصابة الإنسان بالسرطانات والعيوب الخًلقية، وفيما يلي بعض الأمراض الناتجة عن تلوث المياه: [١] الأمراض المسببة للإسهال يتسبب الإسهال بموت 1.4 مليون طفل سنوياً بحسب إحصائات منظمة الصحة العالمية، ويُعتبر الإسهال أحد الأعراض المصاحبة لدخول المُمرضات إلى الجهاز الهضمي، وتصل غالبية هذه الأمراض إلى الإنسان عن طريق مياه الشرب الملوثة، أو سوء تصريف المياه العادمة، أو نقص النظافة الشخصية. وفي الآتي بيان لأمثلة لبعض الأمراض الناتجة عن تلوث المياه، والتي يمكن أن تسبب الإسهال:[٢] الكوليرا: (بالإنجليزية: Cholera) وهو التهاب بكتيري يتسبب بمعاناة المصاب به من الإسهال الشديد، والذي قد يؤدي إلى الجفاف والموت إذا لم يتم علاجه، ويعتمد علاج الكوليرا بشكل رئيسي على تعويض الجسم عن السوائل المفقودة، بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية التي تضعف البكتيريا، وتحد من انتشارها.[٣] الزُحار: أو الديزنطاريا (بالإنجليزية: Dysentery) وهي عدوى تصيب الأمعاء، وبالأخص القولون، وتعتبر العدوى البكتيرية هي المصدر الرئيسي للإصابة به، ويتسبب الزحار بمعاناة المصاب من تشنجات في المعدة، والإسهال الذي قد يسبب الجفاف، كما قد تؤدي الإصابة بحالات الجفاف الشديد إلى الموت، ويتم علاج الزحار في العادة باستخدام المضادات الحيوية وشرب كميات كبيرة من السوائل.[٤] التيفوئيد يُعتبر تلوث مياه الشرب من مسببات مرض التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid)؛ وهو التهاب بكتيري يؤدي إلى معاناة المصاب من أعراض وعلامات عديدة منها الحمى والتقيؤ والإسهال، وتنتشر البكتيريا المُسببة للتيفوئيد في الأمعاء والدم، وقد تتسبب بالموت في حالاتها الشديدة، ويتم علاج هذا المرض بالاعتماد على المضادات الحيوية بشكل أساسي، وتعويض السوائل المفقودة من الجسم، كما أنّ بعض الحالات الشديدة قد تتطلب الخضوع للعمليات الجراحية لإصلاح الأضرار الحاصلة للأمعاء.[٥][٢] داء الفيل يُعتبر تلوث المياه مسؤولاً عن 66% من حالات الإصابة بداء الفيل، أو ما يُعرف بداء الخيطيات الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphatic filariasis)، حيث يتعرض الإنسان للعدوى بهذا المرض كنتيجة للتعرض للدغات البعوض الذي يحمله وينقله إلى الدم، ويتكاثر هذا البعوض في البيئات التي تحتوي على المياه الملوثة بالمواد العضوية. ويتأثر الجهاز اللمفاوي بهذه العدوى، وقد يصاب بها الأطفال دون ظهور علامات للمرض، ثم تبدأ الأعراض بالظهور في مراحل تالية من حياة المريض على هيئة انتفاخ أجزاء من جسم الإنسان بشكل شاذ، وألم وعجز حركي لدى المصاب بها، ويتم اتخاذ العلاج الكيماوي كوسيلة للحد من انتشار المرض وتفاقمه.[٦][٢] التراخوما يُعتبر تلوث المياه أحد أهم عوامل الإصابة بمرض التراخوما (بالإنجليزية: Trachoma)، حيث تزداد نسبة الإصابة بالعدوى البكتيرية المسببة للمرض في المناطق التي تقل فيها المياه النظيفة المُعدة للاستخدام الشخصي، وتؤدي الإصابة بهذه العدوى إلى تحسس العين في البداية، ثم انتفاخها وخروج القيح منها، كما قد تتسبب بالعمى إذا لم يخضع المصاب بها للعلاج المناسب، ويتضمن العلاج في العادة تناول المضادات الحيوية أو الخضوع للعمليات الجرحية في المراحل المتقدمة، أما طرق الوقاية منه فهي تتركز على وجود المياه النظيفة، وغسل الوجه بها باستمرار، كما تتضمن حسن إدارة المياه العادمة والنفايات لتجنب تلوث المياه وانتشار البكتيريا المسببة للتراخوما فيها.[٧][٢] البلهارسيا يُعتبر مرض البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis) أحد الأمراض التي تنتشر في المياه الملوثة، والتي تنتقل إلى الإنسان عند تعرضه لهذه المياه أثناء السباحة مثلاً في المسطحات المائية التي تحتوي على فضلات أشخاص مصابين بالمرض، ويؤدي تعرض جلد الإنسان إلى الطفيليات المسببة للمرض إلى التصاقها به، ثم اختراق الجلد والدخول إلى مجرى الدم، حيث تضع بيوضها داخل جسم الإنسان وتتكاثر فيه، ويعاني الشخص المصاب بالبلهارسيا من الحمى، وآلام في منطقة البطن، بالإضافة إلى البراز الذي يختلط بالدم، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع الحلزونات تحتضن الطفيليات المسببة للبلهارسيا وتقوم بنقلها.[٨][٢] الملاريا تُعتبر الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) أحد الأمراض التي تشكل خطراً على حياة المصاب بها، وتنتج عن الإصابة بنوع معين من العدوى الطفيلية، ويصاب بها الإنسان في العادة عند تعرضه للدغات بعض أنواع البعوض الذي يحتضن الطفيليات المسببة للملاريا، إذ تنتقل الطفيليات إلى مجرى الدم داخل جسم الإنسان نتيجة هذه اللدغات، لتتمركز في الكبد بعد ذلك، ثم تصيب خلايا الدم الحمراء، ويؤدي تكاثر الطفيليات داخل هذه الخلايا إلى انفجارها، ويعاني المصاب بالملاريا من الحمى الشديدة، والشعور بالغثيان، والصداع، بالإضافة إلى الاستفراغ، وفقر الدم، وغيرها من الأعراض والعلامات، أما في الحالات المتقدمة من المرض فقد تؤدي إلى انتفاخ الأوعية الدموية، وتجمع السوائل في الرئتين، وفشل الكلى والكبد والطحال، وغيرها من الأعراض والعلامات التي تشكل خطورة على حياة المصاب، ويرجع ارتباط انتشار هذا المرض بتلوث المياه إلى أنّ المياه الراكدة الملوثة تُعتبر بيئة مثالية لتكاثر البعوض الحامل للطفيليات المسببة للملاريا، ومن الجدير بالذكر أنّ تجفيف البعض من هذه المياه، بالإضافة إلى تحسين طرق ري المزروعات من شأنه أن يخفض من نسبة الإصابة بالمرض بمعدل 42% على المستوى العالمي، مما يعني تجنب أكثر من نصف مليون حالة وفاة سنوياً بسبب الملاريا.[٩][٢] داء الفيالقة يُعتبر داء الفيالقة (بالإنجليزية: Legionnaires' Disease) أحد أنواع الالتهاب الرئوي البكتيري، والذي يصل إلى الإنسان عن طريق استنشاق بخار أو رذاذ الماء الملوث بالبكتيريا المسببة للعدوى، ويعاني المصاب بهذا الالتهاب من الحمى الشديدة، والسعال، والصداع، وآلام في الجسم