المشهد الموريتاني افسده الاستعمار اولا حيث قرب المتعاونين معه وجعلهم فى مواجهة خصومه الذين وقفوا فى وجهه وقاوموه بما لديهم من سلاح ومال ، وعندما اراد ان يرحل سلم الامر الى خلفاءه المقربين الذين يجسدون سياسته وينفذون اوامره فاسدوا المشهد بالرشوة وسوء التدبير فقربوا المنافقين والمتملقين وابعدوا الوطنيين المخلصين اقتداء بما فعل المستعمر فانهارت القيم وذهبت الامانة الى غير رجعة واصبح النفاق والتملق للحكام سياسة ينهجها الجميع فرفعوا المختلس الى مصاف الابطال الوطنيين واهملوا ابطال المقاومة وحرموا ابناءهم من كل شيء لكونهم يجسدون عالم الفضيلة فى البلد كما هو حال امثالهم فى بلدان العالم الطبيعي ثم طوروا الرشوة حتى شملت منح الوظاءف السامية والغير سامية مقابل الولاء وقسموا المجتع الى فءات موالية ومعادية الموالية تتمتع بكل شيء والغير موالية معناها انها معادية ولذا تحرم من كل شيء هذا السلوك هو السبب فى الجهل والتخلف والخلاف والفقر والمرض الذي تعاني منه موريتانيا ومازال الوضع يتفاقم بشكل اعظم واسوء خاصة فى هذه الحقبة الاخيرة التى ظهرت فيها انواع من التملق والنفاق والرشوة بالوظاءف لم يسبق لها مثيل