بعد أشهرا قليلة من الأحتجاج السلمي حقق الشعب الجزائري ما لم يحققه فى عشرية الجمر والرصاص التى تحولت إلى كارثة وطنية من قتل وتفجير وإرهاب وخلقت مدرسة للتطرف الإرهابي فى شبه المنطقة هذا هو الفرق بين الحراك المدني السلمي المثابر وبين الحركات المتأسلمة الضيقة الأفق التى تبدل السلم بالعنف لقد علمتنا المدرسة الجزائرية دروسا ينبغي أن نستوعبها ونستفيد منها كان بإمكان بلادنا أن تكون أول من تجاوز محن الشعوب وأن لا تقبل بالهوان والظلم الذي مورس على غالبية شعبنا فى العشرية المنصرمة لكننا كنا بحاجة إلى شعب يستطيع أخذ زمام المبادرة شعب عنده روح الوطنية والمثابرة ينطلق بكامله عندما يسام فى حقوقه الوطنية ومعيشته وإرادته هذا النوع من الشعب لم نحصل عليه بعد ربما خرج افرادا بأمر من جهات معينة من أجل الاحتجاج لكن ذلك سرعان ما يخبوا كنار الحشيش الهش ثم إن افراد لا يستطيعون تحقيق أي شيء وإنما الذي يحقق المطالب هو الهبة الشعبية العفوية الغير مسيسة والتى تستمر وتثابر حتى تتمكن من تحقيق الأهداف المطلوبة للتغيير البناء الشامل الذي يمنح المواطن حقه فى العيش الكريم على أرضه ولا يمن عليه أحد أنه حفر بئرا بمال الشعب أو بنى مدرسة اوشيد طري
فالهبة الشعبية فى الجزائر كانت عفوية ولم تدخلها الأحزاب السياسية إلا بعد أن لاحت نتائجها فى الأفق وبذلك يكون الشاعر التونسي على حق عندما قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
إن الحكام عادة لا يرون إلا عروشهم وقصورهم أما معانات الشعوب فهي غائبة عنهم وإذا ما رأوا منها شيئا فسروه على أنه من الشعوب نفسها وليس من الحكام ولإقناعهم بأن معاناة الشعوب سببها هو هم وبطاناتهم الفاسدة بطانة السوء التى لاتأمرهم وتشير عليهم إلا بما فيه مصلحة لها وحدها لا بد من الأحتجاج السلمي أمامهم حتى يتبينوا أنهم على خطأ وأن الشعوب هي التى على الحق نرجوا ان يتغير النظام فة بلادنا تغيير جذريا وأن لا يحوجنا إلى هبة مثل تلك التى حدثت فى الجزائر وأتتغير الأنظمة العربية لصالح الشعوب وأن يعلم كل حاكم عربي أنه مجرد فرد من أفراد بلده وليس إلها يعبد من دون الله ولا إقطاعيا يملك الأرض ومن عليها