كنا فى الحلقة الأولى تناولنا بعض الواجبات والمسلكيات التى ينبغي للرئيس فى بلادنا أن يتحلى بها ومنها أن يكون إنسانا وليس أسدا مفترسا له نصيب الأسد من جميع مقدرات البلد كما ذكرناه أن المأموريات لا تتجاوز إثنتين فقط فمن لم يستطع بناء البلد فى مأموريتين فلن يستطيع بناؤه فى عشر مأموريات وبناء البلد يعني بناء الشعب ومن يظن أنه يستطيع بناء بلد بدون شعب فهو كاذب إذن الركيز الأولى لبناء البلد فى أي بلد هي بناء الشعب والشعب ليس حجر ولا إسمنت ولا حديد وإنما هو بشر بحاجة إلى الأكل والشرب والتعليم والصحة لكي يكون قادرا على العطاء والمساهمة فى بناء الوطن فشعب جائع وعاطل عن العمل ومهمش جاهل ومريض جسديا أو نفسيا لا يستطيع المساهمة فى بناء الوطن ولا وطن بدون شعب ولا دولة بدون شعب ووطن إذن على الرئيس أن يفهم كيف يضع اللبنات الأولى للبناء أن لا يكون انتهازيا ولا عشوائيا وأن يعلم أنه يقود بلد كمن يقود سفينة فإذا اراد سلامة البلد حافظ على جميع الركاب دون استثناء وإذا ما حاول المحافظة على بعضهم والتضحية بالبعض الآخر عرض قيادته للخطر ولن يصل الجميع بسلام إلى بر الأمان
كذلك عليه أن يعلم أن الرئاسة تكليفا وليست تشريفا وأن أنجح الرؤساء اكثرهم تواضعا وأقلهم حظا من الأستفادة ، أنظروا إلى فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول قائد فى الإسلام لم يكن له نصيب أكثر ولا أكبر من نصيب أحد أفراد المسلمين بل كان فى الغالب يترك نصيبه للمسلمين وعندما توفى عليه السلام لم يخلف ورائه مالا بل خلف دينا إقترضه من الشعير لإطعام عياله هذا هو فعل من يريد السلامة فى الدنيا والنجاح فى الآخرة أما من يريد النجاح فى الدنيا والخسارة فى الآخرة فعليه بفعل الطغاة ، لا تنظروا إلى ما يفعله طواغيت أهل الأرض وأنظروا إلى ما يفعله من يجب أن يقتدى بهم
أما أختيار الوزراء وكبار الموظفين فى الدولة فهو أمر خطير جدا ولا ينبغي ان يتولاه إلا من سيكون قدوة حسنة للمجتع فالقدوة السيئة هي التى جعلت هذا البلد يظل متخلفا بعد أكثر من نصف قرن من الأستقلال ، إن الرئيس مسئولا عن من يعينهم فى المناصب العليا وكل جرم فى حق أحد أظلم أو هضم فإنه يتحمله لأنه هو من مكنه ولولاه ما كان يستطيع ذلك
يتواصل فى الحلقات القادمة بحول الله