توجه أمس الأحد نحو ستة ملايين وثمان مائة ألف ناخب سينغالي إلى صناديق الأقتراع وحسب المراقبون فإن الإقبال كان كثيفا والطوابير طويلة وتشير المصادر إلى تقم الرئيس الحالي ماكي صال على أقرب منافسيه إدريس سك ، والسؤال هو لماذا بعض المترشحين للأنتخابات فى جارتنا السينغال يركزون حملاتهم الأنتخابية على موريتانيا دون مشاكلهم الداخلية بينما المترشحين للأنتخابات فى موريتانيا لايذكرون السينغال بشيء فالرئيس عبد الله واد فاز على عبدو ديوف عندما ركز حملته على العلاقات مع موريتانيا فى تسعينيات القرن الماضي وفى هذه الحملة كانت موريتانيا داخلها بقوة بعضهم يريد العداء والشر معها وبعضهم يريد العلاقات الطيبة وحسن الجوار والتعاون لماذا هذا الصخب السينغالي المتجه نحو موريتانيا ، إليكم ملف عن العلاقات الموريتانية السينغالية
كانت موريتانيا والسينغال جارتان منذ العصور الحجرية وكانت الممالك التى تأسست فى موريتانيا مثل مملكة غانا والمرابطون يبسطون نفوذهم على أماكن كثيرة من السينغال وكانت بعض الإمارات الموريتانية التى تشكلت فيما بعد تبسط نفوذا على بعض الأراضي السينغالية ولكن عندما طلع المستعمر تغيرت المعادلة ورجحت الكفة السينغالية فقد إتخذ المستعمر من السينغال مقر إقامة دائمة عندما أحتلها قبل أن يفكر فى أحتلال موريتانيا بنحو قرنين من الزمن ومن هنا كانت السينغال هي قاعدة الأنطلاق نحو أحتلال موريتانيا فلما توجه كبولاني إلى موريتانيا ليحتلها أخذ معه آلاف السنغاليين مدنيين وعسكريين إضافة إلى جيشه الفرنسي المكون من حوالي ثمان مائة جندي وضابط متمرس فى القتال والغزو وهكذا بدأ أحتلال موريتانيا وعندما بسط الأحتلال هيمنته على عموم التراب الموريتاني بعد حقبة من المعارك مع المقاومة الوطنية فى موريتانيا جعل السينغال هي عاصمته وموريتانيا مجرد ولاية تابعة للعاصمة فى سينلوي بالسنغال ومن هنا كان النفوذ السينغال كبيرا على موريتانيا حيث أن غالبية أطر الدولة الموريتانية كانوا من الجارة السينغال أثناء الأستعمار والمرحلة الأولى من الأستقلال وكان كبولاني قد نشر وحدات عسكرية على الأراضي الموريتانية قبل أن يتوجه إلى مدينة تيجكجة ليجعل منها مركز أحتلال لجميع التراب الموريتاني فوضع وحدة مراقبة قرب تانيت عند الطرفاية شمال العاصمة نواكشوط تتألف من حوالي خمسين جنديا سينغاليا يقودهم عسكري فرنسي ووضع وحدات أخرى فى أماكن موريتانية وكان الكثير من الشعب السينغال طيبا ولطيفا مع إخوته فى موريتانيا وعمل الكثير منهم فى موريتانيا وتوطن وتجنس ولم يكن أحدا يفرق بين الموريتاني والسينغالي وكان معظم المسئولين السامين فى الدولة الموريتانية المستقلة حديثا هم من الجارة السينغال ومن الفرنسيين أنفسهم ولكن ظهر تيار فى السينغال معادي لموريتانيا فأشعل أحداث تسعة وثمانين ولا زال هذا التيار يعرض المواطنين الموريتانيين المقيمين فى السينغال للخطر يعتدي عليهم ماديا ومعنويا ويتحرش بمن لم يقدر على أذائه وإلا أن الغالبية العظمى من السينغاليين تحب جارتها موريتانيا وشقيقتها فى الدين والنسب والجوار وحتى فى الأستعمار ، هذا وينوي البلدين بعد تقاسم عائدات الغاز المشترك وضع جسر على النهر يربط بين البلدين ويكون جسر تواصل بين شمال إفريقيا وغربها صحيح انه سوف يؤدي إلى خسارة العائدات الموريتانية من العبارة فى روصو وقد يؤدي إلى إفلاسها بعد أكثر من نصف قرن من الربط بين الجارتين عبر النهر لكن لابأس إذا كان جسر التواصل سوف يربط بين شعوب المنطقة ويجعلهم أكثر قربا مع بعض
لسان الحال موريتانيا