مقاتلو بوليساريو على اهبة الاستعداد في الصحراء الغربية

أربعاء, 02/08/2017 - 20:47

يقف 25 الفا من المقاتلين الصحراويين على اهبة الاستعداد في الجهة الثانية من جدار الدفاع الذي شيده المغرب في الصحراء الغربية، “كما ان كل صحراوي قابل للتجنيد” في هذه المستعمرة الاسبانية السابقة.

ومنذ 1975 يسيطر المغرب على أجزاء كبيرة من الصحراء الغربية وهي اراض شبه قاحلة يقطنها حوالي نصف مليون نسمة. وبعد حرب دامت 16 عاما تم اقرار وقف لاطلاق النار في 1991. ومنذ ذلك التاريخ نشرت الامم المتحدة على اثره بعثة لحفظ السلام وتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو).

لكن الاستفتاء تاجل مرات عدة بسبب الخلاف بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) والمملكة المغربية حول عدد الناخبين الذي يحق لهم المشاركة. وتقترح الرباط “حكما ذاتيا” لهذه المنطقة الشاسعة تحت سيادتها وهو ما ترفضه بوليساريو المدعومة من الجزائر.

واكد مسؤولون صحراويون كبار ان مقاتلي الحركة المطالبة بالاستقلال مازالوا مجندين في الجهة التي يسيطرون عليها من “حائط الرمال”. وقام المغرب في الثمانينات بتشييد جدار من الرمال والحجارة بارتفاع ثلاثة امتار وبطول 2700 كلم يقسم اراضي الصحراء الغربية الى نصفين.

واوضح “وزير دفاع″ بوليساريو لوكالة فرنس برس انه “رغم وقف اطلاق النار لازلنا نواصل التجنيد”. وبحسبه فان بوليساريو تضم 25 الف مقاتل” وكل صحراوي” رجل وامراة يبقى “قابلا للتجنيد”.

واضاف “الانسداد الذي يعرفه مسار السلام وخصوصا الوضع في غارغرات يضعنا في حالة تأهب على طول الجدار”. وغارغرات مدينة صغيرة جنوب شرق الصحراء الغربية قرب موريتانيا قامت بوليساريو بانشاء نقطة عسكرية فيها بعد ان بدأ المغرب شق طريق معبد خارج جدار الدفاع.

وفي شمال غرب الاقليم قرب منطقة المحبس التي يسيطر عليها الصحراويون، يبدو الجدار محاطا بالخنادق والاسلاك الشائكة.

وفي الموقع وصف المسؤول العسكري في القطاع شيخ بشري امحمد كيف يقوم رجاله المسلحين بدوريات على متن سيارات رباعية الدفع بمراقبة اي تحرك قرب الجدار. كما ان مهمتهم ايضا هي ضمان امن المنطقة المزروعة بالالغام المضادة للافراد.

وعلى مسافة اقل من 100 كلم من هنا وفي مخيمات للاجئين الصحراويين بتندوف (جنوب غرب الجزائر) يشرح مدير “متحف المقاومة” للزائرين ان “الجيش الصحراوي” تمكن من “التأقلم” مع بناء الجدار رغم “بعض الصعوبات”.

وبحسب محمد ولدا، وهو عسكري، فان “جدار الدفاع لم يكن فعالا في حماية المغاربة. فالجيش عرف كيف يتسلل من مناطق معينة رغم ان عدد الجنود الصحراويين لم يكن يتعدى 12 الف مقابل جيش جرار مغربي”.

واشار الى انه وفقا لوثائق منظمة الصليب الاحمر الدولي -لم تتمكن وكالة فرنس برس من الاطلاع عليها- فان الصحراويين “أسروا 511 سجين حرب بين تاريخ تشييد الجدار واعلان وقف اطلاق النار”.

وفي المتحف، يعرض محمد ولدا “غنائم الحرب” وهي اسلحة وعربات مصفحة او حتى وثائق عسكرية مغربية “تم الاستيلاء عليها في الجانب الاخر من الجدار”. وخلف الجدار “تدور حرب استنزاف” كما يتذكر القائد الحالي لبوليساريو ابراهيم غالي.

واوضح ردا على اسئلة لوكالة فرنس برس في مخيم في تندوف “شيد المغاربة هذا الجدار معتقدين انه غير قابل للعبور” لكنه “أصبح يشكل عبئا اقتصاديا ونفسيا على الجيش المغربي بدل ان يكون حلا”.

وتابع “في هذه الاثناء بدأ المغرب المفاوضات التي ادت الى مخطط السلام للأمم المتحدة ووقف اطلاق النار”.

 

 

 

على مدار الساعة

فيديو