أضواء لسان الحال على طريقة حكم ولد الغزواني للبلاد وكيف تعامل مع الملفات الشائكة

ثلاثاء, 10/22/2024 - 12:26

 

ولد الغزواني ضابط فى الجيش الموريتاني ويقول عنه من عرفوه فى الجيش أنه كان ضابط منعزل شخصيا يقوم بعمله المكلف به دون تدخل فى اعمال الآخرين قادته صداقته القديمة مع الضابط ولد عبد العزيز إلى اختياره لقيادة الجيش مع أن الكثيرين فى الجيش كانوا أعلى منه رتبة واقدم خدمة وولد عبد العزيز حظي برعاية الرئيس السابق معاوية ولد الطايع حيث رقاه وعينه على قيادة حرسه الخاص والسبب يتعلق بالعائلة  فزوجة ولد عبد العزيز من أقرباء ولد الطايع ثم إن ولد عبد العزيز كان ضابطا يصلح للمهمات العسكرية وبطبيعة الحال لا يصلح للمهمات السياسية وبعد الأنقلاب على ولد الطايع اصبح  ولد عبد العزيز من أهم ركائز النظام فى المجلس العسكري الذي تشكل بعد الإطاحة بولد الطايع ومعلوم أن رئيس الدولة المرحوم اعل ولد محمد فال من أسرة ولد عبد العزيز إبن عمه مباشرة وهنا كان نفوذ ولد عبد العزيز على غيره لا تخطئه العين فأستطاع تنحية الضباط الأعلى منه رتبة الذين لا يقبلون منه فرض الأوامر لأنهم فوقه من حيث النظام العسكري كالعقيد عبد الرحمان ولد ببكر وغيره حيث أحيلوا إلى التقاعد لكن النفوذ الأكبر لولد عبد العزيز حصل عليه فى فترة المرحوم سيد ولد الشيخ عبد الله حيث تمت ترقيته إلى رتبة جنرال بطلب منه واشرك معه صديقه ولد الغزواني فى نفس الرتبة حتى لا يتهم بأنه لا يريد سوى نفسه ولم يتردد الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله فى توقيع الطلب لكن ولد عبد العزيز بخلاف غيره كان طموحه أعلى من رتبة جنرال كان عينه على الرئاسة نفسها ويده على الجيش الذي كلف صديقه ولد الغزواني بقيادته حتى جائت اللحظة التى تمت فيها تنحية الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله عندما رفض أوامر ولد عبد العزيز ثم تسلم السلطة لحقبة من الزمن وفى النهاية سلمها لصديقه ولد الغزواني

عندما تولى ولد الغزواني دفة الحكم سنة الفين و تسعة عشر لم يكن يفهم شيئا من العمل الحكومي وأول قرار أتخذه فى مجلس الوزراء هو دباغة الجلود وهو قرار عادة ما تقوم به الأمهات الكبيرات فى السن دون حاجة إلى انعقاد مجلس الأسرة فضلا عن مجلس الوزراء

فترته مع ولد عبد العزيز يبدو أنه كان مجرد مأمور يتلقى الأوامر من ولد عبد العزيز فقط وينفذها دون معرفة مايجري فى البلد لذا اعتمد على نظامه بشكل كامل واتبع سلفه فى تسيير الشأن العام وهو نظام فاسد بطبيعة الحال ويعلم أعني النظام أنه فاسد لذا حاولوا إلقاء لوم الفساد على ولد عبد العزيز وحده لكي يذهبوا هم بسلام ويبرءوا أنفسهم وهم

شركاؤه فى جميع المفاسد التى راح البلد والشعب ضحية لها حتى اليوم بعد سنة من حكم ولد الغزواني تبين له أنه لايستطيع إصلاح مفاسد البلد وأن عليه أن يترك الحال على حاله ويخرج فى النهاية لا له ولا عليه وبما أنه لم يكن يعمل فى السياسة فقد مكنه ذلك من الأنفتاح على السياسيين وتلبية طلباتهم وعلى الخارج لكي يكون شخصية عالمية ويترك الأمور بيد من كانوا يسيرون البلد مع بعض التوصيات التى لا تمس من مصالحه ولا تثير عليه الشارع الموريتاني وبما أن الصحافة الموريتانية المستقلة ثرثارة فقد فضل إسكات بعضها بالوظائف وتجاهل البعض والأبتعاد عن اضوائه الحارقة وفيما يخص ملفات البلد شكل لجان لكل قطاع وطلب موافاته بالنتائج ولكن تقرير اللجان واللجان نفسها من نفس النظام لذا لم يسفر ذلك الإجراء عن نتائج تذكر كل ما فى الأمر هو تقديم تلك التقارير للرئيس ومن ثم توضع فى سلات المهملات التى يمتلإ القصر الرئاسي بها وتفرغها شاحنات النفايات كل يوم ومن يريد معرفة تلك التقرير عليه أن يراقب شاحنات النفايات الخارج من القصر الرئاسي ويتبعها حتى تفرغ حمولتها فى ضواحي العاصمة ثم يبدأ فى فرزها حتى يعثر على تقرير اللجان الحكومية والآن ولد الغزواني فى آخر مأمورية له ونظامه يبحث عن خلف له لكي يظل ماسكا بزمام الأمر فى البلد دون تغيير ولا تحديث ولا إصلاح ولا تقدم بينما يقضي ولد الغزواني معظم وقته فى التنقل خارج البلاد ..

 

على مدار الساعة

فيديو