المبالغة فى التقرب من الهمجيين وفتح وسائل الإعلام الرسمية لهم على مصراعيها فى حين تغلق تماما أمام النهضويين والمفكرين والكتاب والفلاسة والمثقفين هذا هو أساس تخلف بلادنا فلم تنهض أمة قط إلا بمثقفيها وفلاسفتها ومفكريها ونهضوييها والمثقفين أشكال وانواع بعضهم مثقفي البطون والشهوات وهؤلاء نراهم دائما إلى جانب من لديهم منفعة من الحكام والرؤساء لا يعنيهم شيء سوى الحصول على الوظائف والرواتب العالية فالرئيس الفاسدة عندهم فى قمة الإصلاح والأستقامة ما داموا يحصلون على مبتغاهم فى ظل حكمه والنماذج من هذا النوع بادية للعيان ومشاهدة بالأبصار والأسماع والأذواق فينا نحن الموريتانيين وهذا النوع من المثقفين هو الذي يدعم الفساد ويجر الخراب ويمنع الإصلاح ويحول دون التقدم
وهناك نوع آخر من المثقفين وهو الذي لا يسمع له صوت داخل البلد ولا خارجه لا يؤيد حقا ولا ينكر باطلا وهذا النوع من المثقفين مثله كمثل الثمرة التى لا رائحة فيها ولا طعم
كما أن هناك المثقف الحر المستقل برأيه والمتميز بثقافته يكتب ويؤلف ويبحث وينتقد ويبدي رأيه ويوجه مجتمعه نحو الأخذ بناصية العلم والمعرفة ويحث قادة البلد على العدالة والأستقامة والرشاد وينير الطريق الذي يؤدي إلى التقدم ويعرف بالنواقص التى تحول دون النهوض كما يحارب الفساد والمفسدين والتملق والمتملقين وسياسة المحسوبية والزبونية والشرائحية والهمجية
ويطلب من السلطات تحسين ظروف الجهلة ما ديا وليس سياسيا فالسياسة لها أهلها العارفين بسلبياتها وإيجابياتها ولا ينبغي أن تكون موزعة على الطبقات الهشة من المجتمع كتوزيع الإسعافات والمساعدات الغذائية السياسية لا توضع فى مراجل الجياع ومجتمع تسيست طبقته الفقير الجائعة الجاهلة مصيره الخراب إن فتح وسائل الإعلام الرسمية التفزة والإذاعة وتعميم بثهما فى كل قرية وبادية وتخصيص المبالغ الطائلة لذلك الغرض وفتهما أمام الدهماء والهمجيين هو الخطأ الكبير المسئول عن كثير من هذه الأختلالات الموجودة حاليا فى بلادنا
إن أروبا لم تنهض إلا بواسطة مفكريها ومثقفيها وفلاسفتها وقادة الرأي المستنير فيها بينما نحن نغلق كل وسائل الإعلام الرسمية فى وجوه مثقفينا الأحرار ونكتم اصواتهم خوفا منها ونتركهم جانبا بعيدا عن ساحات النقاش الفكري النهضوي لأن هناك من لا يرغب فى سماع الحق ولا يريد إلا ما أراد فرعون الذي يقول لقومه ما أريكم إلا ما أرى ولا اهديكم إلا سبيل الرشاد مع أنه فى قمة الضلال
