أحد الوزراء فى حكومة ولد عبد العزيز قال أن الكهرباء موجودة وإذا انقطعت سوف تعود ومعنى الكلام هو أن الكهرباء فى بلادنا ليست رسمية وإنما هي جورنالية بالصطلح الأجنبي الذي يعبر عن العمل المؤقت فالكهرباء فى بلادنا تعتمد على الحظ وليست على التقنية فإذا كان حظنا جيدا فإن التغطية الكهربية سوف تستمر لعدة أيام ثم تنقطع وإذا كان حظنا سيئا سوف تتقطع ليلا ونهارا وأظن أن حظنا فى هذه الحقبة كان سيئا للغاية لأن الكهرباء ظلت تتقطع بلا هوادة ،
لماذا يحدث هذا ؟ الجواب هو أنه لم توضع أسس علمية للعمل فى بلادنا نحن نعتمد على فن الأرتجال وهو الذي نستطيع معرفته العالم كله تقريبا بأستثناء دول عندها مشاكل قطاع الطاقة فيه منتظم والكهرباء بدون أنقطاع عشرات السنين رغم الزلازل والأعاصير وموجات البرد والعواصف التى تجتاحها من حين لآخر بينما نحن التى لا يوجد فينا شيء من ذلك الكهرباء تتقطع فى عاصمتنا كل يوم وليلة نتيجة الإهمال وسوء التسيير
هناك نوعين من الكهرباء نوع يعتمد على الذبذبات الكهربية المتموجة وإذا لم يوضع لهذا النوع ضابع يمنع الانقطاع عند زيادة الضخ أو نقصانه فإنه يظل متقطع إلى الأبد وهذا النوع أظن أن بلادنا إقتنته لأنه ارخص
النوع الآخر من الضخ الكهربي هو التيار المستمر وهذا النوع هو الأفضل لبلادنا ذات المناخ الصحراوي الجاف ولكن الدولة لم تهتم به أو أن المقاولين إختاروا النوع الأول لأسباب أو لأخرى
النتيجة هي أن وجود الكهرباء معناه استمرارها وإذا لم تستمر فهي غير موجودة لكون الأنقطاع يسبب العدم والعدم هو الأصل والوجود طارئ
وهذه الفلسفة بحاجة إلى تدرس للتلاميذ فى بلادنا علهم إذا بلغوا و زاولوا عملا يتقنونه وفى الحديث رحم الله عبدا مؤمنا إذا صنع شيئا اتقنه ،
