مازالت بلادنا تعاني من مخلفات المستعمر الذي جثم عليها اكثر من نصف قرن وحولها إلى إقطاعية خاصة به ولكي يتمكن من نهب البلاد وجه كل اسلحته نحو ابناء البلد المخلصين فقتل من قتل وشرد من شرد ثم حاصر ابناء المقاومة وفرض عليهم الغرامات والعشرات ومنعهم من العيش الكريم فى بلدهم لأنه يخشاهم لكون آبائهم كبدوه خسائر فادحة فى ساحة المعركة ولكن المأساة لم تنتهي مع رحيل المستعمر بل تواصلت مع ما يسمى بمرحلة الأسقلال فقد استمر تهميش وإهانة ابناء المقاومة على يد الحكام الذين خلفوا المستعمر فى الحكم والذين نهجوا نهجه فى ممارسة شئون الدولية فكانت إدارة المستعمر هي النموذج الذي قاموا باحتذائه فاستمر الظلم والنهب والفساد وانعدام العدل والرشوة والمحسوبية وغيرها من الأعراض والامراض التى ورثت عن المستعمر وهكذا تاسست موريتانيا على الظلم والغبن وعلى إدارة فى واد والشعب الموريتاني فى أودية أخرى بعيدة كل البعد عن واد النظام الذي حكم بعد الأستعمار ولم يستطع أي حاكم بل لم يرد أي حاكم ان يتخلص من الأرث الأستعماري البغيض لأن من خلف المستعمر فى حكم البلد هم الموالين للأستعمار أنفسهم سواء كانوا مدنيين او عسكريين ، فماهو الحل ياترى عن موريتانيا سوف لن تتقدم بأدوات المستعمر وإذا لم تطوى صفحته وتتخلص البلاد من إرثه فلن يحصل فيها بناء يذكر سوى ترحيل هذه الكبة من هنا إلى هناك وإنشاء كبات اخرى على انقاض تلك القديمة ويأتي هذا الرئيس ويجلس فى القصر مدة معينة ويرحل ويظل الشعب فقير وجائع ويعاني من الفقر والجوع والتخلف إلى إشعار آخر وهكذا يظل الرؤساء يتعاقبون على الحكم تعاقب الليل والنهار دون أن تحدث طفرة أقتصادية ودون أن تحدث نهضة علمية تضع البلاد فى المسار الإنماء الصحيح
لماذا جاء الأستعمار وما اسباب سيطرته على العالم هناك العديد من الأسباب وأولها تخلف الحضارة العربية الإسلامية عن الركب نتيجة تولي قيادات لا تصلح للحكم وهناك اسباب اخرى قد يوجزها أحدنا على ما يلي :
الدوافع الاقتصادية من أهم العوامل التي دفعت الدول إلى الاستعمار هي البحث عن الأموال، والسيطرة الاقتصادية، وجَني الأرباح، ونشأت بدايات الاستعمار للأغراض الاقتصادية من قبل الإسبان الذين نقّبوا عن الذهب عند اكتشافهم للعالم الجديد وخاصةً الأمريكيتين، وأدركوا مقدار الربح والقوة الاقتصادية التي يمكن جنيها بواسطة عمليات تصدير هذه المواد بعمليات منظّمة ومنسّقة.[١] الدوافع السياسية يُعتبر القرن التاسع عشر عصر القوميات، والحِراك السياسي القوي القائم على التنافس بين الدول من أجل السيطرة على مصادر القوى والتربّع على العرش، وامتلاك السلطات ذات النفوذ القوي، بالإضافة الى اكتساب المكانة المرموقة سياسياً، وهذه العوامل هي التي أدت فيما بعد الى قيام الحرب العالمية الأولى، كما كانت هذه الأمور أحد أهم دوافع الرغبة في ظهور التوسع الاستعماري، ومن هذا الإطار السياسي تفرّعت الأسباب لكل بلد؛ فمثلاً فرنسا دفعتها هزيمتها أمام بروسيا عام 1870م، الى التوسع الاستعماري لمحو الهزيمة من ذاكرتها، أما ألمانيا وإيطاليا وقد كانتا حديثتي الحضارة والنشوء، فكان دافعهما الرغبة في الحلول مكان الامبراطوريات الأوروبية التي هُزِمت.[٢] نشر الثقافة تعتقد الإمبراطوريات المستعمرة أنها أعلى شأناً، وأرفع قيماً، وأكثر ثقافةً من الشعوب أو الأمم التي تستعمرها؛ لذلك ظنوا أنهم باستعمارهم للبلدان المتخلفة حسب اعتقادهم سيساهم في تثقيفهم، ورفع شأنهم من خلال التعليم، ونشر الثقافة لديهم؛ فمثلاً في نهايات القرن التاسع عشر، زعمت أوروبا وتمسّكت برؤيتها العنصرية، بأنه ينبغي استعمار الأعراق من الطبقات الدنيا المتخلفة من أجل الارتقاء بهم حضاريّاً، ومن هذا المُنطلق عملت القوى الأروبية على الاستعمار والاحتلال من خلال اعتقادها بتفوق جنسها، والتمسك بأنها تختلف وتتميز عن الأعراق الأخرى.[٣] المُعتقدات الدينية بدأ المتدينون بنشر الدين المسيحي أثناء توسّع مناطق النفوذ للإمبراطوريات، وكان ذلك من خلال تحويل دين المواطنين في البلدان المُستعمرة الى دين الدولة المُستعمِرة؛ فمثلاً بنى المبشرون في أوروبا الكنائس في الأراضي المُستوطنة أثناء القرن التاسع عشر، بالإضافة الى نشر لغة الدولة الحاكمة من خلال الحوارات والاحتكاكات الدينية، ورغم ذلك فقد حاول بعض المبشرين حفظ لغة الدولة الأصلية، وقد تنوّعت الآراء حول التصرف بشأن السكان الأصليين؛ فقد طالب المبشرون في بريطانيا بإنهاء تجارة الرقيق، بينما طالب المبشرون الفرنسيون بامتلاك الشعب والسيطرة عليه في فيتنام، وكان ذلك خلال الحقبة الزمنية نفسها في القرن التاسع عشر.[٣] حب الاستكشاف تُعتبر الرحلات الاستكشافية التي هدفت الى التعرف على مناطق غير معروفة بالنسبة للمستعمرين من الدوافع الاستعمارية؛ فقد قاموا ببعضها بهدف الأبحاث الطبية أو العلمية، أو بسبب الرغبة في خوض المغامرات، وقد عمل المستكشفون الخرائط قبل غيرهم من المنافسين الإمبرياليين، وذلك لتعزيز الإنجازات على الصعيد الوطني والشخصي، والرغبة في زيادة نفوذ، وتوسيع الدولة المُستعمِرة