لم يسبق لبلادنا أن شهدت مثل هذا الإجرام المالي فى تاريخها رحم الله الحجاج ما أعدله الأنظمة التى سبقت هذا النظام كانت أكثر عدلا ولم تحدث فيها مثل هذه الفوضى التلصصية التى حدثت فى عهد هذا النظام مؤسسات الدولة نهبت ولم يسلم القطاع الخاص من ظاهرة التلصص هذه المنتشرة اليوم
ما السبب يا ترى ؟
أظن أن السبب الأول فى هذه الظاهرة المقيتة هو أن النظام لم يكن عادلا إلا فى توزيع الفقر والبطالة أما الثروة فقد إحتكرها على نفسه وزمرته وعدم العدل من أهم اسباب الفساد التى منها التلصص على المال العام والخاص السبب الآخر هو تعيين الأشخاص حسب الولاء وليس عن طريق الكفائة والأستقامة ، والسبب الثالث هو عدم الحكامة ، فالنظام يعتمد على موظفين من نفس الإدارة التى ينتشر فيها الفساد للأسباب التى ذكرنا سابقا ولم يشرك فى الأمر منظمات المجتمع المدني العالم فى مجال محاربة الفساد خصوصا تلك المستقلة عن النظام لأنه يوجد بعض أسماء منظمات مجتمع مدني انشأها النظام من أجل خلط الأوراق والحيلولة دون أن تلعب تلك المنظمات الحقيقية المستقلة دورها ولتمييع المشهد حتى يختلط الغث الرديء بالمنظمات الحقيقية الجيدة ، ثم إن هناك اسباب أخرى منها عدم القدوة الحسنة فى ممارسة الشأن العام والمحابات على حساب المسئوليات وعدم الكفائة إلإدارية وسوء التسيير عندما يشاهد الموظف مقدرات البلد تهدر على الأشياء التافهة وعلى الكرنفالات والمهرجانات العقيمة وعلى الأستضافات الأجنبية الغير ضرورية وعلى المشاريع المرتجلة الفاشلة ماذا يفعل ؟ سوف تكون ردة فعله كالآتي لماذا لم نستفد من هذا ؟ لماذا يستحوذ هؤلاء على هذا وأنا أنظر ثم تبدأ عملية النهب وإذا ما أكتشف منها شيء وهو أقلها يحال إلى شرطة الجرائم المالية وبعدها تحيلهم هذه الأخيرة إلى القضاء بعضهم يتعرض للسجن فترة ثم يطلق وبعضهم لم يجد القضاء مبررا كافيا لإدانته فيخرج فورا وربما يعين فى وظيفة أخرى قد تكون أكبر وقد يعود إلى وظيفته السابقة وهلم جرى هذا هو الحال عندما جاء نظام ولد عبد العزيز للحكم واستمر طيلة حقبته على هذا النحو كل يوم تقريبا
