مقال بقلم تيموثي ستانلي، الباحث التاريخي والكاتب لدى صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية ومؤلف كتاب "مواطنو هوليوود: كيف أحدث التعاون بين لوس أنجلوس وواشنطن ثورة في السياسة الأمريكية." الآراء الواردة في المقال تعكس وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
لندن، بريطانيا (CNN) -- أظهر استطلاع جديد لشبكة CNN الأخبارية أن دونالد ترامب سيتعرض للهزيمة بسهولة بحال قرر خوض انتخابات الرئاسة في عام 2020 من قبل ثلاثة مرشحين محتملين من الحزب الديمقراطي هم جو بايدن، الذي سيتقدم عليه يتقدم بنسبة 57-40 في المائة، أو بيرني ساندرز بنسبة 55-42 في المائة، أو أوبرا وينفري بنسبة 51-42 في المائة
لكن هل ينبغي للرئيس أن يخاف؟ الإجابة كلا. لأن ترامب لديه تجارب عديدة قلب فيها الموازين وعاد للتصدر بعدما كان في مراكز متأخرة، وبحلول عام 2020 فإنه يأمل بأن تتراكم الإنجازات الحقيقية لديه ليتغلب على خصومه من المرشحين.
إذا. كيف نقرأ نتائج هذا الاستطلاع؟
في البداية، نحن بحاجة إلى قاعدة جديدة عندما يتعلق الأمر بمناقشة قضية دونالد ترامب. القاعدة هي أن علينا أن نقر بأنه فاز في عام 2016 ونعمل من هذا المنطلق على تجاوز الأمر.
ونقاشه المستمر حول ما فعله أو قاله سابقا عن أمريكا هو مبالغ فيه. في الواقع، فإن إثارة هذا النقاش يصب في مصلحة ترامب، لأنه يدفع الليبراليين في أمريكا إلى ردود فعل خارجة عن المنطق، كما أنه يركّز النقاش على حقبة كان فيها ترامب في ذروة شعبيته.
وفي واقع اليوم الأمور مختلفة جدا، حيث يحظى ما يسمى بالرئيس "الشعبوي" بنسبة 40 في المائة من التأييد في أحسن الأحوال. وإذا جرت الانتخابات غداً، فسوف يخسر
ولكن من سيهزمه؟
المرشحون الثلاثة الذين وردت أسماؤهم في الاستطلاع يعكسون نقاط القوة والضعف في الميدان. هم موهوبون وذوو شخصيات جذابة، ولكن بايدن (75) وساندرز (76) متقدمان في السن، واختيار وينفري يعني الاستسلام لخيار الدفع بشخصيات مشهورة دون أن يكون لديها عمق سياسي حقيقي، وهي نفس الطريقة التي اتبعها ترامب للفوز سابقا.
ويبرز هنا السؤال: أين المرشحين الشباب؟ وكيف يمكن للشخصيات الديمقراطية التي ورد ذكرها في الاستطلاع العمل على رأب الصدع داخل الحزب وكذلك بين التيارات المتشددة والتيارات الحداثية في البلاد.
ومن السابق لأوانه إصدار حكم بشأن ضعف الرئيس - أو عدمه - استنادا إلى استطلاعات الرأي التي أجريت قبل ثلاث سنوات من الانتخابات المقررة عام 2020. كما لا يجب إهمال إمكانية يكون لديه الكثير من الإنجازات التي يمكن له الحديث عنها آنذاك، كوجود نتائج إيجابية لسياسته الضريبية وبرامجه للتأمين الصحي وتشجيع الاستثمار في أمريكا وتعزيز البينة التحتية.
وعلى الصعيد الخارجي، يمكن بحلول عام 2020 أن نرى توجيه ضربات قوية للتيارات الإسلامية المتشددة بفضل التحالفات التي يبنيها ترامب بالشرق الأوسط مع إسرائيل والسعودية، كما يمكن أن تتراجع إيران سياسيا أمام ذلك الواقع.
باختصار، عندما تأتي الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الديمقراطيين لن يتمكنوا بالضرورة من خوض المعركة على ملعبهم وإظهار أنفسهم على أنهم الطرف الوحيد الذي لديه إيجابيات. ولكن في حين أنه من السهل الكشف عن أوجه القصور الأخلاقية في أداء الرئيس بعد ثلاث سنوات من الآن، سيتعين على الديمقراطيين مواجهة إرث مشاريع ترامب طويلة الأجل، وهو إرث قد يثبت جاذبية كبيرة للناخبين الأمريكيين.
هذا هو السبب في أن الصحفيين، الذين يريدون محاسبة إدارة ترامب، بحاجة للتركيز أكثر على ما يفعله الرئيس وليس على ما يقوله. وهذا هو السبب في أن الديمقراطيين بحاجة إلى تحدي ترامب بشأن الآثار الأوسع لرئاسته، بدلا من الصراخ حول روسيا، ستيف بانون والانشغال في التغريدات