هناك فى موريتانيا كل شيء غير شفاف وغير واضح حتى فيما يتعلق بمن سيحكم البلاد التسيير غير واضح ولا شفاف وإنما تطبعه الأرتجالية وقد تحول المبالغ المخصصة لجهة إلى نفقات حكومية بحتة أو لأستضافة أجانب فالمطارات والموانىء تنشأ دون دراسة جدوى ودون معرفة هل يمكن تسييرها أم لا وعندما تعجز الحكومة تسلمها لأجانب وتصبح جميع المرافق الحيوية للبلد تابعة لجهات أجنبية تتحكم فيها والدولة عاجزة عن تسيير مرافقها الحيوية وكل دولة تعجزت عن تسيير مرافقها الحيوية فهي أعجز عن تسيير البلد لذا فقد تحول كل شيء إلى غموض وأرتجال وعجز وفساد وتخبط حتى مرشح الرئاسة حتى الان لايعرف من هو وكان ينبغي أن يعلن ويعرف حتى يجد من يتفاعل معه ومن يقيمه فهو ليس مستشار بلدية ولا عضو فى مجلس جهوى ينتظر أن يرشحه حزب من الأحزاب هو مرشح للرئاسة والرئاسة معناها شخص يقود بلد بالكامل ولا بد أن يعرف قبل خوض الأنتخابات بزمن طويل حتى يبت فى شخصه وتعرف قدرته العقلية والعلمية وأخلاقه الطبيعية لكي ينال دعم الشعب إذا كان أهلا للمسئولية أو يرفضه الشعب إذا كان غير ذلك فى الوقت الذي مازال بالإمكان ترشح غيره إن عمليات التعليب الرئاسي والنزول بالمظليات على الشعوب لم يعد صالحا فى القرن الواحد والعشرين وترشيح شخص لايرغب قالبية الشعب فيه هو نوع من إدخال الفتنة على الأمة الموريتانية ومثله كمثل من قام بأنقلاب ليتولى الرئاسة رغما عن الجميع كما كان حال قيادة البلد حتى هذه اللحظة ، الشعب يريد معرفة المترشحين للرئاسة الآن وليس غدا ولا بعد غد فإذا كان من أهل الخير دعماه وإذا كان من أهل الشر نبذناه وأهل الخير والشر لهم ملامح وصفات كما قال الشاعر :
للخير أهل يعرفون بهديهم إذا اشتدت عند الخطوب المجامع
وللشر أهل يعرفون بشكلهم تشير إليهم بالفجور الأصابع
إن الشعب الموريتاني أغلبه أمي وفقير وجائع لكنه آن له أن يشب على الطوق وينبغي أن لا ينتخب إلا من يصلح للحكم فقد جرب من لايصلون وعرف شكلهم ومبلغ علمهم ونفوسهم الفاسدة المليئة بالكوابيس والقنابل والرصاص وبعضهم تحول رصاصه إلى بطنه وهذا الشكل من الناس جربناه وكفانا منه نريد رئيس بلا عقد نفسية وبلا حقد على المواطنين يعرف أن لكل مواطن حق فى هذا البلد ولا يمنعه حقه حتى وإن كان مخالف له فى الرأي فالخلاف فى الآراء من طبائع البشر ولو جعل الله الناس على طبيعة واحدة لهلكوا جميعا فى وقت واحد ولم تتقدم أمة فى التاريخ إلا بتعدد الآراء والحضارة العربية الإسلامية نموذجا ولو درستم مدى تعدد الآراء فى عهد الخلفاء الراشدين لعرفتم السبب الذي تسلم فيه العرب والمسلمون قيادة العالم المعروف فى ذلك الزمان ولم تحدث الأنتكاسة إلا عندما منع الرأي الآخر وأصبحت كلمة الحكام لا معقب لها