إسمع أولا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدنيا ، فى الحديث الشريف المروي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :
الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولا يجمعها إلا من لا عقل له ، صدق رسول الله
وفى حديث آخر ، الدنيا بمثابة المشرق والآخرة بمثابة المغرب وكلما إقتربت من إحداهما بعدت عن الأخرى ، وفى القرآن العظيم الكثير من الآيات تحذر من الدنيا ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغنكم بالله الغرور ، و، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون
إذن كيف تصبح زاهدا فى الدنيا مع كل هذه المغريات مع أن الله تبارك وتعالى أعطى أمثلة للناس تحذرهم من الدنيا فقال ، إنما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه فأختلط به نبات الأرض مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ، إقرأوا إنشأتم سورة سبح ، وهي المعروفة بالأعلى فإنها تساعد من يريد الزهد فى الدنيا ، ومن قرأها وتأملها وأنتفع بها سيكون زاهدا فى الدنيا بأذن الله إذا كان الله يريد له السعادة ومن قرأها ولم يزهد فى الدنيا فربما يكون من الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)
صدق الله العظيم