العرب عملوا على تشويه صورتهم فى الخارج نتيجة جهلهم وأستبدادهم وظلمهم وفسادهم وانتهاكهم لحقوق الإنسان وعدم إنسانيتهم فالأنظمة العربية ألد أعدائها هم المصلحون الذين ينتقدون المسلكيات الخاطئة والتسيير الغير مجدي والفساد ونهب المال العام واستحواذ طبق بعينها على كل شيء وحرمان بقية الشعوب من خيرات بلادهم ، وكان ينبغي على الأنظمة أن تعتني بهؤلاء المصلحين والمستشارين النزهاء للأنظمة دون أن يتقاضوا أي أجر على مايقومون به من محاولات إصلاح البلد من الداخل وجعله نموذجا يحتذى به فى العالم
ونتيجة لفساد الأنظمة فى العالم العربي وطغيانها واستبدادها لجأ بعض اصحاب النفوس المريضة والجهلة إلى فكرة التطرف والإرهاب لعلها تعطيهم مكانة أو شيء من الحقوق المهضومة أو بدواعي الأنتقام من الأنظمة والشعوب التى لم تحرك ساكنا أمام هذا الفساد المستشري فى العالم العربي مستخدمين فى ذلك إسم الدين يقتلون النفس البريئة بإسم الدين وينهبون المال الحرام باسم الدين ، وهذا ما جعل اصحاب الحضارة الغربية يسخرون من العرب ومن الدين الإسلامي نتيجة أفعال أنظمة استبدادية فاسدة وجماعات منحرفة مريضة نفسيا وجاهلة بالعلم والحضارة والشرع والدين ، عندما تكون الأنظمة الحاكمة فى العالم العربي خطرة على شعوبها تنتهك حقوقهم وتقتلهم وتسجنهم إذا عارضوها وتحرمهم وتشردهم فهي بذلك مهدت السبيل لفكرة التطرف والأنحراف وشوهت سمعة الحضارة العربية الإسلامية التى تأسست على العدل والحرية والإنصاف وحقوق الإنسان والتكافل بين الناس مع الدين لأن هذه قيم إسلامية لايصلح الدين إلا بها فالخليفة فى الدولة الإسلامية مثلا لم يكن له من المال العام إلا مثل ما لأحد أفراد الناس العاديين وإذا مدحه أحد من باب الإطراء والتملق حث التراب فى وجهه طبقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم / أحثوا التراب فى وجوه المداحين / وصدق رسول الله ، فإن المداحين والمنافقين والمتملقين خطر على الحكام فيظن الحاكم أنه يقوم بكل ما هو صحيح إذا المداحين والمتملقين والمنافقين يمدحونه ويطرونه ويشيدون بجميع ما يقوم به حتى وإن كان من الاخطاء الفادحة ومن هنا يتحول نفسيا إلى طاغية فرعونية ولو فى القرن الواحد والعشرين ومن أشد ذلك الإطراء خطورة هو ما قاله أحد الأطر الموريتانية لرئيس البلد أنه اطعم من جوع وآمن من خوف ، وهذه صفات الرب جل وعلا ، إذن بد من إصلاح الأمة وأول إصلاح ينبغي أن يبدأ من الطبقة الحاكمة لأنها هي التى تقود البلدان والقيادة إذا كانت فاسدة فسد كل شيء وعلى العلماء أن يقوموا بدورهم فى هذا فالعلماء أعطاهم الباري جل وعلا العلم والمكانة ليس من أجل جمع المال وتحصيله تلك مهنة التجار فى سوق شارع الرزق أو سوق التبتابة ولكن من أجل أن يبينوا للناس حكم الله طبقا لماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكتمون منه شيئا خوفا من حاكم أو طمعا فى مكانة أو فى مال أو فى وظيفة إن العلماء الحقيقيين عملهم هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوجيه حكام المسلمين إلى الأستقامة وإخطارهم بعدم الظلم وتحذيرهم من الفساد فى ، قال تعالى : وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا / صدق الله العظيم