مسألة اختيار القيادات من أشد الأمور خطورة على الدول

أربعاء, 10/31/2018 - 10:55

 

فى النظام الموريتاني الحالي هناك اربعة جهات تتحكم فى النظام ويتم أختيار القيادات منها وهي التى يرتكز عليها أولها الجيش فمنذو الأنقلاب الأول سنة ثمان وسبعين والجيش يتحكم فى كثير من مفاصيل الحكم ولم يحد من ذلك الدخول فى عهد الديموقراطية بل ظل له حصته فى المشهد الحكومى فالرئاسة له وإن كان ملبسة بلبوس مدني كأن يقوم الرئيس بنزع بدلته العسكرية ويرتدي اللباس المدني لكي يسمح له القانون بتولي الرئاسة ، الركيزة الثانية تتمثل فى المجموعات القبلية طبعا دور القبيل الإجابي الأول انتهى مع بزوغ فجر الدولة الموحدة ولكن الدور السلبي للقبلية هو الذي بقي ومنع الدولة من التطور ومواكبة العالم المتقدم فلابد لكل قبيلة وكل إثنية من نصيب فى الحكومة عادة ما يكون على حساب المهنة والكفائة والحياد والمساواة التى يتطلبها تولي المسئوليات العامة ، أما الركيزة الثالثة فهي رجال الأعمال وأصحاب الثورة فهؤلاء يعتمد عليهم النظام بإمكانهم إسقاط الحكومات إذا لم تكن فى صالحهم عن طريق رفع الأسعار على المواطنين وعادة تداريهم الحكومات بالصفقات المشبوهة كذلك يتعاملون مع معظم موظفي الدولة عن طريقة الرشوة والمحسوبية فالموظف المستقيم الذي لا يقبل الرشوة اندر من اليقوت الأحمر فى موريتانيا وهكذا يستولي رجال الأعمال على معظم ثروة البلد بواسطة الرشوة وفرض النفوذ ، أما الركيزة الرابعة فهي ما يسمى برجال الدين ومصيبة البلد أن هذه الفيئة من المجتمع يقل فيها الورع وقد يصدق قول الله فى معظمهم ، وتاكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما ، وعادة ما تكون مع الأنظمة الحاكمة حتى وإنكانت من المستعمر إلا ما قل منهم لا أعمم فإن بينهم فقهاء حقيقة وليسو مزورين وفيهم من يتسم بالورع ولكنهم قلة مع الأسف وهذا إنعكس على مشهد الأمة فعندما يكون من يطلق عليهم رجال الدين يحابون الأنظمة على حساب الدعوة والصدح بالأمر والنهي عن المنكر والوقوف فى وجه الطغاة الفاسدين لئلا يلتهموا البلد ويحرموا ساكنته من حقهم فيه وتعيين أصحاب المفاسدة فى الوظائف السامية بدل أهل الفضل والأستقامة ، كان بنوا أمية يعينون أصحاب المفاسد فى الوظائف السامية فسفكوا الدماء وأكلوا أموال الناس بالباطل فأنتهت دولتهم بسرعة وعندما جاء العباسيون عينوا الموالي فى الوظائف السامية لأنهم حصلوا على دولتهم عن طريق ثورة موالي بنو هاشم على بني أمية بقيادة أبو مسلم الخراساني ، وقد آل الأمر فيما بعد إلى دولة الموالي فى مصر بعد سقوط الخلافة العباسية على يد المغول

على مدار الساعة

فيديو