إن اختيار الموظفين للخدمة العمومية ينبغي أن يكون مبني على قواعد أهمها هو العقل الخلاق المفكر القابل للتطور وليس الجمود العقلي ولا روتين الحمار فى العمل فالحمار يستطيع أن يظل مدى الحياة وهو فى خدمة واحدة مثل سقي الماء وحمل الأمتعة من هنا إلى هناك دون أن يعرف كيف يطور عمله ويحسنه بينما الإنسان يحتاج إلى عقل خلاق والموظف هو أداة الدولة للبناء فإذا كان لا يعرف من العمل إلا روتين الحمار الذي ذكرنا فهو غير صالح على الإطلاق للبناء والتقدم وبالتالي يجب أختيار الموظفين على أساس القدرة على التفكير الخلاق وتطور العمل وتجديد المهارات لأن الطريقة التى كان الموظفين فى بلادنا يختارون عليها غير صالحة للبناء ولا للتقدم نحو الأفضل الوساطة والمحسوبية والزبونية وتجربة المجرب واختيار الموظفين على أساس شهادات ورقية قد تزور وقد يكون حاملها ابله أو عديم المقدرة على العمل المنتج كل ذلك جعل بلدنا فى هذه الوضعية من التخلف والفساد
فعندما ترى ابله لا يمت إلى الذكاء بصلة يتقاضى المستحقات الضخمة من خزينة الدولة بينما هناك الذكياء والمفكرين لا يحصلون على ابسط وظيفة ولا يقاضون أوقية واحدة من خزينة الدولة سوف تعرف أن المنظومة الوطنية فيها خلل وتعاني من الأمراض المزمنة القاتلة
عندما يعين رئيس أو وزير أو مدير على مؤسسة يملؤها بالأقارب والزبائن والمعارف يتقاضون الرواتب دون أي خدمة للوطن فهذا يحصل فى بلدنا وحده من بلدان العالم
كذلك الحال مع المنتخبين لا يبنون ولا يطورون ولا ينتجون شيئا يضيف قيمة ولا تأليفا ولا بحثا وإنما يستهلكون الإمكانات فقط وهذا النوع من ركائز الدولة عديمة المردودية ولا يصلح للبناء ولا التقدم .
