البحث العلمي ليس له منهج واحد وإنما له مناهج متعددة وعلى الباحث أو الطالب أن يلم بها

أحد, 05/15/2022 - 12:46

قرأنا فى قصاصة خبرية أن لجنة البحث العلمي أو إدارة البحث العلمي فتحت نقاشا أمس حول منهج البحث العلمي وبما أن هذه الفترة فترة أمتحانات وتحضير طلاب للحصول على شهادات رأينا أن نساهم فى ذلك النقاش عن بعد دون حضور إلى الورشة التى يجري فيها النقاش وبصفتنا نهتم بالبحث العلمي و لدينا بعض المؤلفات العلمية والثقافية نلفت أنتباه القاريء على أن البحث العلمي هو الوسيلة التى تقدمت بها الأمم وإهمال البحث العلمي أو الباحثين يعتبر جريمة فى حق الشعوب وعقبة مانعة لفرص التقدم

ثم إن البحث العلمي ليس له منهج واحد وإنما له مناهج متعددة أود أن نطلع عليها الباحثين أولا والطلاب ثانيا لئلا ينخدع أحدهم بسماع كلمة منهج البحث العلمي فاليتابع معنا هذا المقال الذي جمعناه من مصادر متعددة من أجل التعريف بالمناهج العلمية المتعددة :

يُقصد بمناهج البحث العلمي المسالك أو الدروب أو الأساليب التي يمكن أن يتبعها الباحثون والباحثات؛ وذلك عند تبنِّي مشكلة بحثية معينة، ومن ثم السعي حثيثًا للكشف عن الأسباب التي أدَّت لحدوثها، وبطريقة تُقنع القراء من ذوي الاهتمام، وبما يؤدي في النهاية لوضع حلول واقعية؛ يمكن أن تستخدم في التخلص من المشكلة، أو الحد منها، وظهرت مناهج البحث العلمي منذ القدم، غير أنها تأصلت ووضعت لها نظم وقواعد منذ بداية القرن العشرين، وتظهر أهمية مناهج البحث العلمي في إيجاد خارطة طريق وخطوات مرتبة للتفكير، ودون ذلك سيشوب البحث العشوائية، ومن ثم الخروج عن السيطرة، وعدم وضوح الموضوعية في الإجراءات المُتبعة. 

 

ما الفرق بين مناهج البحث العلمي ومنهجية البحث العلمي؟

يخلط كثير من الباحثين بين مناهج البحث العلمي ومنهجية البحث العلمي، ويمكن أن نفسر العلاقة بينهما بأن المنهجية عبارة عن الجوانب التطبيقية للمناهج العلمية، حيث إن المنهج عبارة عن مجموعة من القواعد العلمية العامة، وتساعد في وضع في كشف غموض مشكلة، والتوصل لحقائق علمية، أما المنهجية فهي بمثابة إجراءات اصطلح عليها خُبراء الأبحاث السابقون، مثل الملاحظة، والتعمق في التفكير، والقدرة على الاستنباط، والربط بين المتغيرات، والتفسير.

ولنشرح الفرق بين منهج البحث العلمي ومنهجية البحث العلمي بمثال لقرائنا الكرام، ففي حالة تناولنا لدراسة بحثية بعنوان: أثر التخطيط الاستراتيجي على تطور المنشآت الصناعية في بلد ما، فإن المنهج المستخدم يمكن أن يكون المنهج الوصفي، أو منهج الحالة الواحدة في حالة تخصيص الدراسة فيما يتعلق بشركة ما، أما المنهجية فهي وضع أسئلة أو فرضيات أو الاثنتين، وطريقة اختيار عينة الدراسة، وكذلك أي من الطرق الإحصائية ستكون الأصلح.... إلخ.

 

ما المعيار في جودة مناهج البحث العلمي المستخدمة؟

إن مبررات الباحث في استخدام منهج بحثي عن غيره؛ ينبغي أن تكون مُقنعة، وعلى سبيل المثال نجد أن الأنسب للأبحاث الاجتماعية أو التربوية كل من: المنهج الوصفي والمنهج المقارن والمنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي، بينما الأنسب للأبحاث التطبيقية العلمية كل من المنهج الكمي والمنهج التجريبي، غير أن ذلك ليس بمقياس عام، أو قاعدة مُلزمة للجميع؛ حيث يمكن أن يستعين الباحث بالمناهج حسب رؤيته، وحسب نوعية موضوع الدراسة، والمعيار في جودة مناهج البحث العلمي المستخدمة، هو ظهور نتائج واضحة، ويمكن قياسها، وتجيب عن أسئلة أو فرضيات البحث، وترتبط بصورة مباشرة بالأهداف.

ما مناهج البحث العلمي الأكثر شُهرة؟

تتعدد مناهج البحث العلمي، وكثير من الباحثين يستخدمون أكثر من منهج في الوقت نفسه؛ لزيادة جودة أبحاثهم، واستغلال المزايا التي يتمتع بها كل منهج، وفي الوقت نفسه تقليص نسبة السلبيات التي تشوب كل منهج، ومن أكثر مناهج البحث العلمي شُهرة ما يلي:

المنهج الوصفي: يُعتبر المنهج الوصفي من أبرز وأشهر مناهج البحث العلمي، ولا يكاد يخلو بحث علمي من استخدامه؛ سواء كان هو الأساس، أو بالتزامن مع مناهج أخرى، ويشيع الاستخدام في الأبحاث الإنسانية، ويتناول المنهج الوصفي دراسة ظواهر على حالتها بالطبيعة، والتعرف على المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة؛ سواء المتغير المستقل أو التابع، وقياس درجة التأثير فيما بينهما، واستخلاص أسباب حدوث المشكلة، وكشف جميع الخبايا التي تتعلق بها.

المنهج الفلسفي: يساعد المنهج الفلسفي كأحد مناهج البحث العلمي في دراسة المفاهيم المعنوية، بمعنى التي لا يمكن قياسها كميًّا، ومن بين ذلك العدل والأخلاق والقيم والإيمان... إلخ، وطريقة المنهج الفلسفي تعتمد على مجموعة من القواعد، ومنها الشك أو الظن، ووضع أسئلة، ثم سوق المبررات والحجج، ووضع الحلول، وفي ذلك يقول الفيلسوف "أفلاطون"، الذي يُعد المؤسس لذلك المنهج: "إن الفلسفة ينبغي لها أن تبدأ بالتعجب أو الدهشة من أمر ما، ومن ثم التفكير المتعمق؛ للوصول للحقائق"، وتبعه على ذات النهج الفيلسوف "أرسطو"، وظهر بعدهما كثير من المُحدثين العرب، ومنهم: "ابن رشد"، و"ابن خلدون"، و"ابن إسحاق"، و"ابن الهيثم"، و"ابن سينا"، وأنصفتهم كتب التاريخ؛ نظرًا لنبوغهم.

المنهج التجريبي: يعتمد المنهج التجريبي على الواقعية؛ وهو من بين مناهج البحث العلمي البارزة؛ حيث يقوم الباحث بملاحظة الظاهرة نظرًا لتكرارها، وفقًا لما يمتلكه الباحث من مقومات أكاديمية، ورؤية علمية، ومن خلال ذلك يصوغ فرضية أو أكثر، ويحاول أن يدرسها من خلال التجربة والتعديل عليها، وفي النهاية الخروج بنتائج منطقية.

 منهج الحالة الواحدة (المنهج المونوجرافي): وهو شبيه بالمنهج الاستقرائي؛ بمعنى ينصبُّ على دراسة إحدى مفردات العينة الكلية، ومن ثم التعميم على المجتمع بأسره، وعلى سبيل المثال في حالة دراسة تأثير إدارة تنمية الموارد البشرية على رضا العاملين بإحدى شركات التأمين، فإنه في حالة ظهور النتائج بشكل إيجابي؛ يمكن أن يعمم ذلك على كل شركات البترول في دولة ما.

منهج المسح الاجتماعي: يُعد منهج المسح الاجتماعي من بين أنواع البحوث الوصفية المهمة، ويستخدم في حالة الرغبة بالتعرف على إحصائيات معينة داخل المجتمع؛ مثل حصر عدد الوفيات أو المواليد أو السكان في منطقة أو دولة ما، والنتائج التي تظهر عن ذلك؛ يستخدمها المسؤولون في معالجة مشاكل متعددة.

المنهج التحليلي: يُعد المنهج التحليلي بمثابة المكمل لكثير من مناهج البحث العلمي، ولا يمكن أن يستخدم بمفرده، وعلى سبيل المثال في حالة استخدام المنهج الوصفي لدراسة مشكلة استقدام الخدم في دول الخليج، والآثار السلبية فيما يخص ذلك؛ فيمكن أن يستخدم المنهج الوصفي التحليلي، بمعنى التعرف على الظاهرة، وتفصيلها، وفي الوقت نفسه تحليل ذلك من خلال الوسائل الإحصائية، ويعتمد المنهج التحليلي على تفكيك الظاهرة البحثية لعناصرها الأولية، ودراسة كل جزء بتعمق، ثم التحليل، وفي مرحلة تالية التركيب، وفي النهاية الخروج بنتائج عامة.

المنهج التاريخي "الاستردادي": يُعرف المنهج التاريخي أو الاستردادي على أنه: "إحدى الطرق التي تُسهم في بلوغ حقيقة معينة، من خلال جمع المعلومات والبيانات التاريخية عن ظاهرة أو موضوع الدراسة، والتعرف على كيفية نشأتها، وتطورها، والربط بين ذلك والهيئة الواقعية في الفترة الحالية، ومن ثم التنبؤ بالمستقبل"، ويظهر ذلك جليًّا في الدراسات والمؤلفات السابقة التي يستعين بها الباحثون عند تنفيذ أبحاثهم، وتلك الطريقة تساهم في علاج كثير من المشاكل الاجتماعية، وبالمثل في بعض التخصصات العلمية الأخرى، ويُعد المنهج التاريخي من أهم مناهج البحث العلمي المستخدمة بكثرة، ومن أهم العلماء الذين أصَّلوا للمنهج التاريخي كل من: كارل ماركس، وكذلك ماكس فايبر، وابن خلدون.

المنهج الاستقرائي: استقراء الشيء أو الأمر بمعنى استبانته، والتعرف على مكنونه، وسبر أغواره، والمنهج الاستقرائي من أقدم مناهج البحث العلمي التي استخدمها العلماء، وفيه يقوم الباحث بتقسيم الظاهرة إلى جزئيات، ثم يقوم بدراسة جزء أو أكثر، ومن ثم التعميم في مرحلة لاحقة، ويقسم الاستقراء إلى نوعين أساسيين، وهما الاستقراء اليقيني (الكامل) بمعنى دراسة جميع الجزئيات، والاستقراء غير اليقيني (الناقص)، بمعنى دراسة جزئيات فقط للاستدلال بها على طبيعة باقي مفردات العينة.

المنهج الاستنباطي: يتناول المنهج الاستنباطي كأحد مناهج البحث العلمي المحورية الظاهرة؛ من خلال الانطلاق من النظرية أو القاعدة العامة، وينتهي بالتطبيق على جزئية معينة، وهو مُعاكس للمنهج الاستقرائي، وعلى سبيل المثال في حالة دراسة مبدأ إدارة الجودة الشاملة على مُنشأة (س) ومدى تأثيرها الإيجابي، فإنه يمكن تطبيق ذلك على جميع الشركات التجارية، ويُعتبر ذلك من بين مناهج البحث العلمي المستخدمة بكثرة.

المنهج الكمي: يظهر المنهج الكمِّي كأحد مناهج البحث العلمي المهمة، التي تساعد في إظهار النتائج المقرونة بأرقام واضحة لا تقبل الشك، وهو من أكثر المناهج إقناعًا وقبولًا بالنسبة للعلماء، ويتداخل في الاستخدام مع كثير من المناهج العلمية الأخرى، ومن أبرزها المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي.

 هذا وتعرف مناهج البحث بأنها الأساليب والخطوات التي يتم استخدمها من أجل رصد الظواهر العلمية والمعارف التي يتم اكتشافها في الفترة الأخيرة، وذلك لكي يتم فحص هذه الاكتشافات والتأكد من صحتها، ومن ثم يتم إكمالها أو تأكيد صحتها أو نفيها، ولكي يقوم الباحث بهذا الأمر يجب عليه أن يتبع أحد الطرق الرصدية أو التجريبية التي تصلح للقياس .

أهمية مناهج البحث العلمي

لمناهج البحث العلمي أهمية كبيرة تكمن في عدة أمور منها :

1- البحث العلمي هو عبارة عن بحث منظم لا يأتي عن طريق الصدفة ، بل يأتي نتيجة نشاط العقل .

2- يعد نظريا وذلك لأنه يقوم بالاعتماد على النظريات لغايات إدراك النسب والعلاقات القائمة بين الأشياء، ويتم اخضاع الكل للاختبار والتجربة .

3- بدون التجارب والفرضيات لا يبقى للبحث العلمي أي خاصية علمية ، لذلك فإنه يعتمد عليهم بشكل كبير .

4- يعد البحث العملي من البحوث التفسيرية ، وذلك لأنه يقوم بتفسير الظواهر العلمية .

5- كما يعد البحث العلمي بحث حركي وتجديدي وذلك بسبب تطويره المستمر للمعرفة العلمية ، من خلال البحث المستمر عن إضافة معلومات لها .

أهداف مناهج البحث العلمي

لمناهج البحث العلمي عدد من الأهداف التي تسعى لتحقيقها ومن أهداف مناهج البحث العلمي نذكر :

1- البحث في موضوع جديد لم يسبق لأحد البحث فيه ، واستخراج أحكام جديدة له .

2- المساهمة في تقدم العلم من كافة النواحي ، وذلك من خلال الاكتشافات الحديثة ، وتطوير الاكتشافات القديمة .

3- القيام بعملية اتمام للبحوث التي لم يتمكن أصحابها من إتمامها لأحد الأسباب .

4- القيام بعملية جمع للنصوص والوثائق العلمية المتفرقة بعضها مع بعض .

5- القيام بإعادة استعراض للمعلومات القديمة بطريقة جديدة غير مسبوقة .

تتنوع مناهج البحث العلمي وكلها تهدف إلى تحقيق التطور والتقدم في العلوم كافة ، وفيما يلي سوف نتحدث بالتفصيل ع كل منهج من مناهج البحث العلمي .

1- المنهج التاريخي :

1- وهو المنهج الذي يعتمد على إحياء الماضي من جديد .

2- ويتم هذا الأمر من خلال جمع الأدلة والمعلومات الكافية حول الموضوع ، و إعادة دراسته .

3- ليتم بعد ذلك عرض النتائج بشكل صحيح ، والتوصل إلى مجموعة من الاستنتاجات والبراهين العلمية الواضحة .

4- وهو عبارة عن تحليل الظواهر والأحداث التي جرت في الزمن الماضي ، ومقارنتها بالأحداث التي تجري في الزمن الحاضر ، ليكون هناك إمكانية للتنبؤ بالمستقبل .

أهمية المنهج التاريخي :

1- يساهم المنهج التاريخي في حل المشكلات الحالية من خلال إسقاطها على مشكلات حدثت في الزمن الماضي .

2- يساهم المنهج التاريخي في تسليط الأضواء على وقائع وأحداث حدثت في الزمن الماضي ، وأحداث ووقائع ستقع في المستقبل .

3- يؤكد المنهج التاريخي النسبية التفاعلية للتفاعلات المختلفة والتي توجد في الأزمنة الماضية .

4- يسمح المنهج التاريخي بإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة ، لم تظهر في الزمن الماضي ، وظهرت في الزمن الحاضر ، وذلك من خلال استخدام وسائل البحث الحديثة .

خطوات المنهج التاريخي :

1- تحديد مشكلة البحث التاريخية ، وتوضيحها وصياغتها بطريقة جيدة وواضحة خالية من الغموض .

2- يجب أن تعبر هذه المشكلة عن علاقة بين متحولين أو أكثر على الأقل .

3- يجب على الباحث أن يقوم بتحديد البعد الزماني والمكاني للمشكلة التاريخية التي يدرسها .

4- يجب على الباحث أن يقوم بجمع البيانات اللازمة لبحثه ، وهنا يجب على الباحث الرجوع إلى المصادر الأولية والثانوية ، ويجب أن يكون الباحث قادرا على التمييز بين المصادر الأولية والمصادر الثانوية .

5- بعد ذلك يجب على الباحث أن يتأكد من صحة البيانات التي يقوم بجمعها ، ويتحقق من صحتها .

6- بعد ذلك تبدأ مرحلة نقد البيانات والتي تتم من خلال نقدها خارجيا من خلال نقد المؤلف والتأكد من موضوعيته ، وعدم انحيازه لأي جهة كانت ، والتأكد من أنه كتب هذه الوثيقة التاريخية بإرادته ودون أي ضغوط من أحد ، وإن كانت المعلومات المذكورة في هذه الوثيقة حيادية ، كما يتأكد من عدم وجود التناقض فيها ، أما بالنسبة لنقدها داخليا فيتم التأكد من أن الوثيقة التاريخية قد قام الباحث بكتابتها بخط يده ، وبلغته عصره ، ويتم التأكد من خلوها من التزوير ومن أهلية كاتبها .

7- تدوين نتائج البحث التي يتوصل إليها الباحث من خلال بحثه العلمي .

8- يقوم الباحث بعرض النتائج التي يتوصل إليها تبعا لأهداف البحث وأسئلته .

9- بعد ذلك يقوم الباحث بمناقشة نتائج بحثه وبتفسيرها تفسيرا منطقيا .

10- وفي النهاية يقوم الباحث بعرض ملخص للبحث الذي أجراه ، يعرض فيه خطوات بحثه ، كما يضع توصيات البحث ، وعدد من المقترحات من أجل إكمال البحث في المستقبل .

 مميزات المنهج التاريخي :

1- المنهج التاريخي يتبع الأسلوب العلمي ، لذلك فإن الباحث يتبع خطوات البحث العلمي بشكل متسلسل من شعور بالمشكلة إلى تحديدها إلى صياغة فرضيات الملائمة والمناسبة لها .

2- الباحث في المنهج التاريخي يعتمد على المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات ، ويعد هذا الأمر أمر جيدا في حال قام الباحث بالتأكد والتحقق من صحة الوثائق .

عيوب المنهج التاريخي :

1- المعرفة التاريخية ليست كاملة ، وذلك لأن الوثائق التاريخية من المستحيل أن تضم كافة التاريخ الإنساني .

2- التاريخ يكتبه المنتصر الأمر الذي يؤدي إلى تشويه صورة الخاسر ، ونسيان الأعمال الجيدة له .

3- المصادر التاريخية قد تتعرض خلال السنوات الطويلة إلى التلف والتزوير، وقد يضيع منها أجزاء معينة وبالتالي قد تفقد جزءا من مصداقيتها .

4- صعوبة تكوين الفروض وصعوبة التحقق من صحتها .

5- من الصعب للغاية إخضاع البيانات التاريخية للتجريب .

6- من الصعب التنبؤ وتعميم الظواهر التاريخية ، لأن تكرار نفس الأحداث أمر صعب للغاية .

 

المنهج الوصفي :

1- يعرف أيضا باسم المنهج التحليلي ويعد من أكثر المناهج استخداما في البحث العلمي .

2- يتميز المنهج الوصفي بمرونة كبيرة ، وقدرة فائقة على دراسة الواقع دراسة دقيقة للغاية .

3- من خلاله يتم التعرف على الأسباب التي أدت إلى حدوث الظاهرة ، كما أنه يساعد على وضع الحلول لهذه الظاهرة .

4- يقوم المنهج الوصفي بتحليل الظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها ، ومن ثم يقارنها مع الظواهر الأخرى ، ويحللها .

خطوات المنهج الوصفي :

1- في البداية يقوم الباحث بتحديد مشكلة بحثه الرئيسية ، ويبدأ بالبحث وجمع البيانات عنها .

2- ومن ثم يقوم الباحث بصياغة مشكلة بحثه على شكل سؤال أو عدة أسئلة .

3- بعد ذلك يقوم الباحث بوضع الفرضيات التي يجب أن تمكنه من حل مشكلة البحث ، ومن ثم اختيار الفرضية المناسبة للحل .

4- بعد ذلك تبدأ مرحلة اختيار عينة الدراسة ، ويجب أن يكون الباحث صاحب خبرة في هذا المجال لكي يختار عينة تتناسب مع دراسته .

5- ثم يقوم الباحث بتحديد حجم العينة ومن ثم يقوم بشرحها .

6- بعد ذلك يختار أداة الدراسة الملائمة لبحثه العلمي من بين أدوات الدراسة المتعددة كالاستبيان ، والملاحظة ، والمقابلة ، والاختبارات .

7- بعد ذلك يبدأ الباحث بجمع البيانات المتعلقة ببحثه العلمي بطرق دقيقة ومنظمة .

8- ومن ثم يقوم باستخراج النتائج ، ووضع التفسيرات المنطقية لها، ومنها يستخلص التعليمات التي سينشرها .

مزايا المنهج الوصفي :

1- يوفر المنهج الوصفي معلومات غاية في الدقة عن واقع الظاهرة أو الأحداث التي قام الباحث بدراستها .

2- يساهم المنهج الوصفي على شرح الظواهر المختلفة ، والتنبؤ بالمستقبل .

3- يساهم المنهج الوصفي في فسح المجالات أمام الباحثين للدراسة في كافة المجالات .

4- يساهم المنهج الوصفي على استخراج العلاقات بين الظواهر القائمة ومن ثم توضيحها .

عيوب المنهج الوصفي :

1- من الصعب على الباحث المستخدم للمنهج الوصفي أن يعمم النتائج التي يحصل عليها ، وذلك لأن  المشكلة التي يدرسها مرتبطة بمكان وزمان معينين .

2- التنبؤ في المنهج الوصفي أمر صعب للغاية ، ويبقى محدودا لأن البحوث تتعرض لعوامل قد تلعب دورا في تغييرها .

3- صعوبة فرض واختبار الفروض ، وذلك لأن جمع البيانات يتم من خلال الملاحظة .

4- قد يجد الباحث صعوبة في تحديد المصطلحات ، وذلك لأن اسم المصطلح قد يختلف بين باحث وآخر .

5- قد يجد الباحث صعوبة في قياس بعض الخصائص لسبب ما .

6- أثناء جمعه للمعلومات قد يحصل الباحث على معلومات خاطئة لذلك يجب عليه التأكد من المعلومات التي يجمعها .

 

المنهج التجريبي :

1- يعد المنهج التجريبي من أكثر المناهج استخداما في البحث العلمي .

2- يعتمد المنهج التجريبي على العلمية لكي يثبت الحقائق ، ويسن القوانين .

3- يعد المنهج التجريبي من المناهج التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية بشكل كبير .

4- مر المنهج التجريبي بعدد كبير من المراحل حتى وصل إلى المرحلة الحالية .

 

خطوات المنهج التجريبي :

1- الملاحظة ، وتعد الملاحظة أول مراحل المنهج التجريبي ، حيث يلاحظ الباحث واقعة معينة ، تتكرر بنفس الأسلوب ، وبنفس الشكل الأمر الذي يحفزه على دراستها .

2- تمثل هذه الملاحظة يتوجب على الباحث دراستها ، والغوص في تفاصيلها لمعرفة إن كانت إيجابية أم سلبية .

3- بعد ذلك يقوم الباحث بإجراء عدد من التجارب التي تساعده على اكتشاف الظاهرة وأسباب حدوثها .

4- بعد ذلك يبدأ الباحث في وضع الفروض التي تتناسب مع الملاحظة التي لاحظها .

5- تساعد الفروض الباحث إلى اكتشاف الحقيقة التي يبحث عنها ، من خلال الإجابات التي يكتشفها عن الأسئلة .

6- التجربة التي لا يستطيع الباحث الإجابة عن وضع الفروض لها تعد تجربة عقيمة .

7- بعد أن ينتهي الباحث من الملاحظة ووضع الفروض تبدأ المرحلة الأخيرة من المنهج التجريبي وهي التجريب أو تحقيق الفروض .

8- وفيها يقوم الباحث من التحقق من صحة الملاحظة التي لاحظها والفروض التي وضعها .

9- لكي يكون الفرض صحيحا يجب على الباحث أن يكرر التجربة أكثر من مرة .

 

مميزات المنهج التجريبي :

1- من خلال المنهج التجريبي يمكن للباحث الجزم بمعرفة أثر السبب على النتيجة .

2- في المنهج التجريبي يتم ضبط المغيرات الخارجية ذات الأثر على المتغير التابع .

3- يعد المنهج التجريبي من المناهج المرنة ، وذلك لأن تعدد التصميمات لهذا المنهج جعلته يتكيف مع كافة الظروف .

عيوب المنهج التجريبي :

1- صعوبة تعميم نتائج التجريب ، وذلك لأن التجريب يتم على مجموعة معينة من الأفراد .

2- التجربة هي وسيلة لإثبات نتائج معينة ، وبالتالي فإنها لا تقدم معلومات جديدة .

3- النتائج ودقتها تعتمد بشكل أساسي على الأدوات التي يقوم الباحث باستخدامها في بحثه .

4- يلعب ضبط الباحث للعوامل المؤثرة دورا كبيرا في التأثير على النتائج .

5- يتم إجراء التجارب في ظروف اصطناعية ، وبالتالية معرفة عينة الدراسة أنها تحت التجربة قد تجعلها تغير من تصرفاتها .

6- لا يستطيع الباحث استخدام الإنسان في عدد من التجارب ، وبالتالي قد يستخدم الحيوانات وبالتالي لا تكون نتيجة التجربة مطابقة للواقع .

 

المنهج الاستقرائي :

1- الاستقراء وهو كلمة يونانية تعني يقود ، ويقصدون بها أن العقل هو الذي يقود الإنسان .

2- هو عبارة عن عملية دقيقة للغاية يهدف الباحث من خلالها إلى جمع البيانات وملاحظة الظواهر المرتبطة بها .

3- وينتقل الباحث في دراسته لهذا المنهج من الجزء إلى الكل .

4- يعتمد المنهج الاستقرائي على استخدام عدد من الاستنتاجات التي تقوم على الملاحظات ، التجارب ، والتقديرات .

5- يقوم الباحث من خلال المنهج الاستقرائي بتعميم الدراسة الخاصة التي قام بها على الدراسة العامة .

 

أنواع المنهج الاستقرائي :

للمنهج الاستقرائي نوعين هما :

الاستقراء الناقص

ويعرف باسم الاستقراء غير اليقيني ، ومن خلاله يقوم الباحث بدراسة جزء محدد من الظاهرة دراسة كاملة ، ومن ثم يقوم بتعميم النتيجة التي تظهر معه على كل الظاهرة .

الاستقراء التام أو الكامل

ويعرف باسم الاستقراء القيني ، وفيه يتناول الباحث الظاهرة من كافة جوانبها بالبحث ، وبالتالي يستطيع الحكم عليها ، ويحتاج تطبيقه إلى وقت طويل ، لذلك فإن هذا النوع يعاني من البطء 

ب‌- خطوات المنهج الاستقرائي :

1- تعد الملاحظات هي أولى خطوات المنهج الاستقرائي ، وفيها يقوم الباحث بجمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالظاهرة، ومن ثم يقوم بتحليلها ، تصنيفها ، ومن ثم تلخيصها .

2- تقسم الملاحظات في المنهج الاستقرائي إلى نوعين وهما الملاحظات المقصودة ، وتعني الاهتمام بنص أو معلومة معينة يرى الباحث أنها تساهم على توفير بيانات تساعد البحث العلمي ، والملاحظات البسيطة ، وهي الملاحظة التي يقوم الباحث باستنتاجها بشكل مباشر ودون تحضير مسبق ، وفي الغالب تأتي هذه الملاحظة من خلال اطلاع الباحث على موضوع مرتبط بالموضوع الرئيسي .

3- وبعد أن ينتهي الباحث من الملاحظات يبدأ بوضع الفرضيات التي من المفترض أن تقوده للحل .

4- يجب على الباحث أن يقوم بطرح أكثر من فرضية ، ومن ثم يختار من ببينها الفرضية التي تناسبه .

5- ومن ثم يبدأ الباحث بإجراء التجارب ، وذلك لكي يتأكد من مدى نجاح تطبيق المنهج ضمن المجال الذي خصص له .

6- ويعد المنهج الاستقرائي من أهم مناهج البحث العلمي .

 

المنهج الاستدلالي :

1- يعود تأسيس هذا المنهج إلى الفيلسوف الفرنسي فرانس بيكون .

2- يعاكس المنهج الاستدلالي المنهج الاستقرائي ، حيث أن الاستنتاج ينتقل من الكل إلى الجزء .

3- يكثر استخدام المنهج الاستدلالي في التربية والتعليم .

4- يعد المنهج الاستدلالي من أكثر المناهج استخداما في البحث العلمي .

5- يطلق عليه اسم المنهج الاستنباطي .

6- للمنهج الاستدلالي ثلاث أدوات وهي القياس ،التجريب العقلي ، والتركيب .

أ‌- خطوات المنهج الاستدلالي :

1- يبدأ المنهج الاستدلالي بمقدمة يدخل من خلال الباحث إلى الموضوع الذي يبحث فيه .

2- يجب أن تكون مقدمة المنهج الاستدلالي مثيرة للاهتمام لكي تجذب الناس إلى البحث .

3- بعد ذلك يبدأ الباحث بتجزئة القاعدة الرئيسية إلى أسئلة تبين من خلالها كيف أتت هذه القاعدة .

4- بعد ذلك يقوم الباحث بجمع الأجوبة الناتجة عن الأسئلة وبالتالي تشكيل القاعدة .

5- وبذلك يكون الباحث استنبط القاعدة وانتقل من المحسوس إلى الشيء المعنوي .

6- بعد ذلك يقوم الباحث بالتأكد من قاعدته التي اكتشفها من خلال إعادة جمع الخطوات .

 

وهكذا نرى أن مناهج البحث العلمي متعددة من حيث ( مناهج البحث العلمي أهميتها وأنواعها مميزاتها وعيوبها وخطواتها وأهدافها ) ، وكل منهج من هذه المناهج يقدم خدمة كبيرة للعلم ، لكن يجب على الباحث أن يكون حريصا على اختيار المنهج العلمي الذي يلائم بحثه ،لأن اختيار المنهج الخاطئ قد يؤدي إلى الحصول على نتائج خاطئة .

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في عرض مناهج البحث العلمي أهميتها وأنواعها مميزاتها وعيوبها وخطواتها وأهدافها .

 

للمساعدة في مناهج البحث العلمي تواصل مع فريق العمل عبر خدمة

يُعتبر البحث العلمي من أهم المهارات التي تبحث فيها عن حلٍّ لمشكلةٍ ما، أو تدعم أو تنفي فرضيةً علميةً بالدليل الموثوق، ولذلك يُعد من المتطلبات الأساسية في الدراسات العليا وغيرها من الأعمال، وهو أيضاً إحدى أهم وسائل التنمية النظرية والعملية للفرد والمجتمع. ويمثل منهج البحث مجموعة الخطوات التي يتّبعها الباحث، بشرط أن تكون هذه الخطوات معتبرةً ومعتمدةً علمياً، ويلتزم الباحث فيها بتسلسل منطقي وعلمي منظم وواضح المعالم، لكي يتمكن من الوصول لنتيجة مُحكمة ومستندة على البرهان والمنطق وقواعد وضوابط البحث العلمي المتعارف عليها. لذلك لا بد أن يتحلى الباحث في رحلته البحثية بالصبر، والصدق، والمثابرة، والأمانة.[١] ونجد أن هناك ترابطاً مشتركاً في مفهوم منهج البحث العلمي حتى على صعيد التعريف اللغوي، فكلمة (المنهج) تعني الطريق أو المسلك الذي يتّبعه الباحث أثناء مسيره في خطوات بحثه، تليها كلمة (البحث) ومعناها الطلب والتقصي أثناء محاولة اسكتشاف شيء غامض أو إيجاد شيء مفقود، وكلمة (العلمي) تشير إلى الدراية الممنهجة، وإدراك الحقائق، ودراسة وتحليل الروابط بينها بوسائل موثوقة وبأسلوب عملي منظم. لذلك فإن منهج البحث العلمي هو عملية منظمة لتقصي الحقائق والفرضيات عن طريق اتباع مجموعة من المناهج المعتمدة، التي توصل الباحث لنتائج تؤكد صحة الحقائق وتَقيس مدى قابليتها للتطبيق، أو تُثبت الفرضيات، أو تنفيها، أو تعدلها.[٢] مناهج البحث العلمي تتعدّد مناهج البحث العلمي وفقاً لعدة تصنيفات عالمية، ولعل المنهج التاريخي، والوصفي، والتجريبي من أشهر مناهج البحث العلمي، وفيما يأتي تفصيل لكل منها.[٣] المنهج التاريخي يعتمد الباحث عند اختياره المنهج التاريخي على تحليل وتفسير الأحداث الماضية، فيصف عناصرها ويحدد مسبباتها ويسرد نتائجها، مستعيناً بتلك المعلومات لاستيعاب الواقع ومحاولة التنبؤ بتداعياته في المستقبل، مستنبطاً عدة نتائج محللة ومدروسة وفق خطوات علمية متسلسلة، بالاستناد على وقائع وتجارب سابقة. وتكمن أهمية هذا المنهج في تأكيده على العلاقة الوطيدة والدائمة بين الأحداث الماضية وتفاعل آثارها الباقية في الحاضر والمستقبل، وأنه أيضاً يُساعد على تفعيل المراجعات الحقيقية والعلمية لنظريات أو قوانين أو عادات سابقة ويُخضعها للتحليل والنقض أو الإثبات، كما أنه يدعم تراكم الخبرات والاستفادة من كل تجربة، لتصحيح مسار الواقع نحو المستقبل.[٣] من مزايا المنهج التاريخي أنه يرتكز في أساسه على المصادر الأولية والثانوية للبيانات، ويفصّل في تدقيقها وتحليلها واستخلاص الفائدة منها، بالأسلوب العلمي المعتمد في الأبحاث العلمية وخطواتها المتتالية. ومن عيوب هذا المنهج أنه قد يعتمد على مصادر ماضية غير مكتملة، قد يعتريها النقص أو التحيز والتزوير، ويصعب على الباحث التأكد من صحة هذه المصادر أو حتى إخضاعها للتجريب، فهي مرتبطةٌ بظواهر وظروف ماضية زمنية ومكانية يصعب تكرارها للتنبؤ بتفاعلاتها المستقبلية.[٣] المنهج الوصفي يدور محور هذا المنهج حول وصف الظواهر وبياناتها، فيعرضها الباحث ويدرسها تحت ضوء عدد من الإحصائيات والدراسات، فيتمكن بذلك الباحث من الوصول لنتائج دقيقة، تمكنه من التعرف أولاً على أسباب مشكلة البحث، ولذلك يعتبر هذا المنهج من أكثر مناهج البحث استخداماً وانتشاراً. وتتنوع أساليب الدراسات الوصفية، ومنها: الدراسات المسحية التي تُحلّل وتفسر البعد الواقعي لظاهرةٍ ما أو مشكلة البحث، فترتكز على محتوى البيانات الموثّقة لاستخلاص النتائج منها، أما الدراسات الارتباطية فمنها تُعرف درجة الارتباط بين متغيرات الظواهر وبالتالي مدى تأثيرها على نتائج الظاهرة الواقعية، وتهتم الدراسات التطويرية بالتعديل الذي يطرأ على المتغيرات نتيجة مرور الزمن، فقد تتعدّل نسب المتغيرات وتأثيرها لاختلافها، مع تثبيت المدة الزمنية لكل التجارب.[٣] ومن عيوب هذا المنهج أنه يصعب تعميم نتائجه لأنه يعتمد على ظاهرة مرتبطة بزمان، ومكان، ومتغيرات مؤثرة في ذات الظاهرة، ويحد ذلك من قدرة هذا المنهج على التنبؤ، ويُخشى في هذا المنهج حدوث تحيز عند الاعتماد على مصادر محدودة وتفضيلية لبعض منها.[٣] المنهج التجريبي تتوضح العلاقة التي تربط المؤثر بالأثر عن طريق المنهج التجريبي، والذي يبين علاقة السبب بالنتيجة. وقد شاع استخدام هذا المنهج في العلوم الطبيعية، ويندر استخدامه في العلوم السلوكية، لأن التجربة الإنسانية يصعب ضبط متغيراتها التفصيلية، فالمنهج التجريبي يعتمد على إحداث تغير متعمّد، للشروط التي تحدد الظاهرة، ويكون بمعيار مضبوط لملاحظة ما ينتج عن هذا التغير، بذلك يكون هذا المنهج قد أثبت الفرضيات أو نفاها بالاعتماد على التجربة ذات المتغيرات والمؤثرات المضبوطة.[٣] تصنيف مناهج البحث وكيفية اختيارها يتخذ تصنيف مناهج البحث العلمي أشكالاً متعددةً وفق أطروحات علمية معتمدة، ونذكر من هذه التصنيفات ما يأتي:[٤] تصنيف هويتني: يعتمد هذا التصنيف على أساس العمليات العقلية الطبيعية التي يتبعها الإنسان، فعند البحث عن حل لمشكلة ما، فمن الطبيعي والمنطقي أن تبدأ بوصف المشكلة ومن ثم تحليلها ومقارنتها بغيرها والتنبؤ بتداعياتها المستقبلية، وهنا قد تستعين بالتجربة أو بظواهر تاريخية مضت، على أن تكون الاستنتاجات مرتبطة بالإنسان في فلسفته الفكرية وطبيعته الكلية في التفكير، والنقد، والتمييز، والإبداع، لذلك يشمل هذا التصنيف عدة مناهج، مثل المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، والفلسفي، والتنبؤي، والإبداعي، والاجتماعي. تصنيف ماركيز: يشمل هذا التصنيف ستة مناهج بحثية، وهي المنهج الأنثروبولوجي والفلسفي، ومنهج دراسة الحالة، والمنهج التاريخي، والتجريبي، ومنهج المسح. تصنيف غود وسكاتس: وهذا التصنيف أيضاً يحتوي على ستة أنواع للمناهج البحثية، وهي: المنهج الوصفي، والتاريخي، والتجريبي، بالإضافة إلى المسح الوصفي، ومنهج دراسة الحالة والدراسات الاكلينيكية، وأخيراً دراسات النمو، والتطور، والوراثة. وللعلماء العرب أيضاً عدد من التصنيفات، ومنها تصنيف محمد طلعت عيسى الذي أرفق في تصنيفه منهج المسح الاجتماعي، والمنهج المقارن، وغيرهم، وتصنيف عبد الرحمن بدوي الذي شمل المنهج الاستدلالي، والتاريخي، والتجريبي، وتصنيف محمود قاسم الذي تنوع بين مختلف العلوم، فكان ضمن تصنيفه منهج البحث في الرياضيات، والعلوم الطبيعية، وعلم الاجتماع، والتاريخ.[٤] معايير تصنيف مناهج البحث العلمي يصنف العديد من الباحثين مناهج البحث العلمي وفقاً لأربعة معايير، وهي:[٥] الهدف من البحث: تهدف البحوث النظرية إلى تطوير المفاهيم ومحاولة تعميم نتائجها نظرياً. أما البحوث التطبيقية فهي التي تُعنى بتطبيق النتائج البحثية والشروع بحل المشاكل القائمة بالنظر للمسببات والنتائج. دوافع البحث: تتضمن البحوث النظرية والتطبيقية، ويُضاف لها البحوث التقديمية التي تهدف لقياس تحقق الأهداف الموضوعية، عن طريق الاهتمام بممارسة ما والرفع من شأن قيمتها على النتائج. منهج البحث: فمثلاً تُجمع البيانات في البحث الكمّي بأدوات قياسٍ كميّةٍ، لتتم معالجتها بأدوات إحصائية تحليلية. أما في البحث النوعي فتُدرس الظواهر بظروف محددة، حيث لا توضع مشكلة للبحث أو أي فرضيات قبل البدء وإنما خلال عملية جمع البيانات. تصميم البحث: وهذا التصنيف يشمل المناهج البحثية الأكثر شهرةً، مثل المنهج التاريخي، والوصفي، والتطوري، والمنهج التجريبي، والمنهج الإجرائي. صفات الباحث المحترف ينبغي على الباحث أن يتحلى بصفات علمية وعملية، تؤهله لأن يكون باحثاً محترفاً ذا خبرة، ودراية، وتمكن، ولعل من أهم هذه الصفات هي السعي الدائم نحو العلم والمعرفة، وسعة الاطلاع، والخبرة العملية، ولكي يُنجز بحثه بأسلوب متقن، عليه أن يُنظّم وقته وجهده وأن يكون دقيقاً في عمله، ويتطلب ذلك مزيداً من الصبر، والمثابرة، والإخلاص، والأمانة، فلا يزوّر الحقائق، أو يُزيّف البراهين، أو يتحيّز أو يسعى للتباهي فتطغى شخصيته ويسيطر رأيه على البحث، وعليه أن يتجنّب التكرار والعشوائية في الطرح، وأن يلتزم بالموضوعية، والقواعد السليمة في البحث، والتدوين، والإحصاء، والتقصي، حتى يُنجِز بحثه بالاحترافيّة المطلوبة، والمستوى المنشود

سيد ولد مولاي الزين

على مدار الساعة

فيديو