قبل أشهر عين ولد الغزواني لجنة كلفها بإصلاح الصحافة والصحافة مجرد جزء من منظومة فاسدة فى البلد واللجنة ولم نسمع عنها حتى الآن أي نشاط يذكر ربما تكون غارقة الآن فى دهاليز الإعلام العمومي الذي سبق لقادتها أن قضوا فيه مرحلة من مراحل العمل فى الأزمان الغابرة وفى ظل الأنظمة البائدة ، ولد الغزواني يريد تمهين الصحافة كما قال ونحن نريد ذلك لكن التمهين ينبغي أن يشمل الكل بمافي ذلك الدوائر الحكومية ومؤسساتها التى ينخر فيها الفساد والمحسوبية السياسية والمعرفية والأنتقائية والغبن وعدم الإنصاف كان على ولد الغزواني أن يبدأ أولا فى إصلاح منظومته الإدارية والسياسية ثم بعد ذلك تحصل الصحافة الوطنية على نصيبها من الإصلاح إن بلد تذهب جل ثروته إلى جيوب النافذين فى حين توجد غالبية ساكنته ترزح تحت خط الفقر يعتبر بلدا فاسدا بكل المقاييس وعلى الرئيس أن يعلم أن صحافة القرون الماضية لم يعد لها مكان فى عصر اليوم فكل فرد تولى منصبا عموميا سوف يكون عرضة للأنتقاد والمحاسبة وربما المحاكمة الأخلاقية والقضائية بما فى ذلك الرئيس والوزير والمدير وغيرهم العالم اليوم تغير تغييرا جذريا وماكان يصلح فى الماضي لم يعد يصلح فى العصر الحاضر ومن يريد الإصلاح انطلاقا من مفاهيم قديمة أو تصورات قديمة او اخلاقيات مهنية قديمة إنما يريد إعادة الزمن نحو الوراء وهو مستحيل إن اللجنة التى عين الرئيس لإصلاح الصحافة أعتقد أنها فى وضع الآن لاتحسد عليه ولو كنت من بين أعضائها لقدمت أستقالتى للرئيس إذا كنت أتسم بالنزاهة والموضوعية ، هناك مشاريع صحفية ينقصها التكوين والتمويل فلا يوجد معهد تقني لتكوين الصحافة فى البلد ولا توجد هيئات تمويل للصحافة فى البلد خلاف هو موجود فى العالم قبل عشرين سنة كنا نطالب بذلك ولم يسفر ذلك عن شيء سوى مبلغ عشرين مليون أوقية لاتكفي صحيفة واحدة ولا موقع واحد فضلا عن إذاعات وتلفزات دخلت على الخط قبل سنوات ، وهذا المبلغ الزهيد عادة ما تشكل له لجنة غير مستقلة رأسها تعينه الهبا وأجنحتها تعينها المافيا فتجلس وتتقاسم المبلغ بينها وينتهي الأمر .