هل يؤدي تغير المناخ إلى تغير سلوك البشر والحيوان على الأرض هذا موضوع بحث لنا

اثنين, 04/15/2024 - 16:29

 

أنا الآن سيد ولد مولاي الزين ابحث فى مجال ظاهرة تغير المناخ وما إذا كان ذلك يؤدي إلى تغير سلوك الإنسان أو الحيوان فالملاحظ أن هناك ارتباط ما بين الأمرين فقد شاهدنا الكثير من التغيرات حدثت للإنسان مع ظهور التغير المناخي

وقبل ذلك نريد أن نستعرض بعض ما كتبه الآخرون حول مواضيع تتعلق بسلبيات تغير المناخ على بعض الفيئات الأجتماعية كالنوع على سبيل الميثال وهذه المقالات التى نشرت حول هذا ليست من صميم بحثنا لكنها قد تتعلق بجوانب لها علاقة به  ، نشرت موسوعة ويكيبيديا ما يلي :

لا يتأثر التغير المناخي والنوع الاجتماعي بالاختلافات المتعلقة بالنوع الاجتماعي (الجندرية)، ولا بموازين القوى الطبيعية والمنفصلة الناشئة عن هذه الاختلافات. تُميز تأثيرات التغير المناخي بين الجنسين – يتأثر الرجال والنساء بشكل مختلف. هذا ليس بسبب الاختلافات البيولوجية المتعلقة بنوع الجنس، لكن بسبب البناء الاجتماعي للمعايير الجندرية، ودور كل منها والعلاقات فيما بينها، والتي تمس بالسلوكيات المُسلّم بها للرجال والنساء.[1][2]

في العديد من الحالات، تعني اللا مساواة الجندرية أن النساء عرضة أكثر للتأثيرات السلبية للتغير المناخي. هذا بسبب الأدوار الجندرية، خصوصًا في العالم النامي، الذي يعني أنهم يعتمدون كثيرًا على البيئة الطبيعية من أجل كفاف عيشهم ومصدر دخلهم. بالحد أكثر من وصولهم المُقيد أصلًا للمصادر الطبيعية والاجتماعية والسياسية والمالية، فإن التغير المناخي غالبًا ما يكون عبئًا على النساء أكثر من الرجال ويمكنه أن يزيد حالة عدم المساواة الجنسية الموجودة أساسًا.[3][4][5]

على أي حال، لا يقتصر التحليل القائم على نوع الجنس في حالات التغير المناخي على النساء. وهو يعني أيضًا أنه لا يستخدم نظام تحليل ثنائي رجل/امرأة على مجموعات من البيانات الكمية فقط، لكن أيضًا فحص البنى العشوائية التي تشكل علاقات القوى المتصلة بالتغير المناخي.[6][7]

تأثيرات الكوارث المرتبطة بالنوع الاجتماعي[عدل]

أعداد وفيات متفاوتة بين الرجال والنساء[عدل]

وجدت دراسة أعدتها كلية لندن للاقتصاد أنه في الكوارث الطبيعية في 141 بلد، ارتبطت الاختلافات الجندرية في الوفيات بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للنساء في هذه البلدان. بسبب مكانتهم الاجتماعية، لا تتعلم النساء في البلدان النامية مهارات البقاء مثل السباحة أو التسلق، ما يعني أن احتمالية موتهن أكبر في حالة حدوث كارثة طبيعية. عندما يكون للنساء حقوق قليلة وقوة أقل في المجتمع، يموت الكثير منهن بسبب التغير المناخي، لكن حين يكون هناك حقوق متساوية لكل المجموعات، فإن معدلات الوفيات تتساوى.[8][9]

الاستغلال الجنسي وانتقال الأمراض[عدل]

تُزعزع الكوارث الطبيعية نظام الحياة اليومي وتُعقد دور العائلة والجندر، الذي يمكن أن يُشعر ضحايا الكوارث الطبيعية بالعجز والإحباط. تؤدي هذه المشاعر غالبًا إلى العدوانية تجاه الجماعات الأقل قوة. تكون النساء والأطفال في البلدان النامية والمتطورة أكثر عرضة للاعتداء الجنسي خلال وبعد الكوارث الطبيعية. استخدام الواقي الذكري خلال الكوارث أقل أيضًا من أوقات أخرى، بسبب صعوبة الحصول عليه. إضافةً إلى الانتشار المتسارع للأمراض والعدوى في البلدان النامية، قاد انهيار في النظام الاجتماعي وسوء التغذية الذي يترافق أحيانًا مع التغير المناخي، إلى مستويات أعلى من حمى الضنك والملاريا ونقص المناعة المكتسب والأمراض المنقولة جنسيًا، خصوصًا عند النساء. النساء الأكبر سنًا في خطر أيضًا خلال الكوارث الطبيعية وأوقات الأزمات لأنهن أكثر عرضة للمخاطر الصحية التي يستحثّها المناخ مثل الأمراض، ولأنهن معزولات أكثر عن الدعم الاجتماعي الذي يتمكن الرجال وبعض النساء الأصغر سنًّا من الحصول عليه.[10][11][12]

الاختلافات الجندرية في مفاهيم التغير المناخي[عدل]

أظهرت دراسة على الشباب في فنلندا أن القلق حول التغير المناخي له أثر أكبر على الاستهلاك الصديق للبيئة (المناخ) عند النساء مقارنةً بالرجال. يمكن أن يكون هذا بسبب الاختلاف في تصور التغير المناخي. تميل النساء إلى الموافقة مع الرأي العلمي القائل بأن انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية المصدر، هي المسؤولة بشكل أساسي عن التغير المناخي (الرجال: 56%، النساء: 64%) وقلقين أكثر حول تأثيراته: 29% من الرجال و35% من النساء في الولايات المتحدة «قلقين حول الاحتباس الحراري باعتباره مسألة مهمة».[13][14]

مساهمة الاختلافات الجندرية في التغير المناخي[عدل]

المساهمة في التغير المناخي – من خلال انبعاثات الغازات الدفيئة- مرتبط بالجندر. على سبيل المثال، وجدت دراسة على استخدام السيارة في السويد، أن الرجال يستخدمون السيارة أكثر، ولمسافات أطول ولوحدهم مقارنة بالنساء، الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بكمية أكبر (وهو من الغازات الدفيئة).[13][14]

الاختلافات الجندرية من ناحية التأثر بالتغير المناخي[عدل]

الزراعة[عدل]

يعتمد الفقراء والمُعدمون على البيئة ومصادرها الطبيعية لكفاف عيشهم ودخلهم المادي؛ كشف بحث حول الفقر أن أغلب الفقراء هم من النساء لأنهن، كمجموعة، يملكن قوة اجتماعية أقل. العديد من النساء في البلدان النامية من المزارعات، لكن النساء كمجموعة لديهم مشكلة في الحصول على التعليم، والدخل، والأرض، والماشية والتكنولوجيا، ما يعني أنه سيكون للتغير المناخي أثر سلبي على المزارعات أكثر من المزارعين لأنه سيحد من مصادرهن أكثر. في عام 2009، أنتجت النساء بين من 60 إلى 80 من كل الطعام في البلدان النامية، ومع ذلك امتلكن 10 بالمئة من كل الأراضي الزراعية واثنان بالمئة تقريبًا من حقوقهم في هذه الأراضي.[15][16][17]

بارتفاع حرارة الكوكب وتغير إمكانية الوصول إلى المياه، فإن إنتاج المحاصيل يميل إلى التناقص. هذه التأثيرات ليست منتظمة، وتعتبر أكبر في مناطق العالم التي يعتمد الاقتصاد فيها على الزراعة ويتأثر بالتغير المناخي. في البلدان النامية، غالبًا ما تكون النساء مسؤولة عن جلب المياه والحطب ومصادر أخرى لعائلاتهن، لكن هذه المصادر متأثرة بشكل مباشر بالتغير المناخي، ما يعني أنه يجب على النساء أن يتنقلن أبعد ويعملن لوقت أطول للحصول على هذه المصادر خلال الأزمات. يزيد التغير المناخي من الأعباء المفروضة التي تتكبدها النساء من قِبل المجتمع، ويحد أكثر من إمكانية حصولهن على التعليم والتوظيف.[18][18]

تزايد حالة اللا مساواة خلال التغير المناخي[عدل]

لم تَخلُص آثار تقرير التقييم الخامس للجنة الدولية للتغير المناخي إلى أنه هناك «دليل قوي» لتزايد حالة عدم المساواة الجندرية فقط كنتيجة للظواهر المناخية بل أيضًا استمرارية وجود مواطن الضعف المختلفة. يمكن أن يكون لزيادة حالة اللامساواة بسبب التغير المناخي أسباب عديدة. على سبيل المثال، تواجه الفتيات في أغلب الأحيان مخاطر جمة أكثر من الصبيان بسبب التقسيم غير المتساوي للمصادر القليلة داخل الأسرة. تفاقم هذا التأثير بالتغير المناخي الذي يُحدث شحًّا بالمصادر.[19]

وأكثر من ذلك، يؤدي التغير المناخي غالبًا لزيادة في عدد الرجال المهاجرين إلى الخارج. ما يجعل النساء يحملن حملًا زائدًا في العمل المنزلي، مؤديًا إلى تأنيث المسؤوليات. من المتوقع أن يزيد التغير المناخي من وتيرة  وجسامة المخاطر الطبيعية مثل الحرارة الشديدة. تكون النساء خصوصًا، خلال وبعد هذه المخاطر مُحملّة بأعمال الرعاية المتزايدة للأطفال والمرضى والكبار في السن، أضف إليها الكمية الهائلة الموجودة أساسًا من الواجبات المنزلية.[1]

الفروقات الجنسية في علم التغير المناخي[عدل]

وفقًا للاستبيان الذي أجراه الرؤساء المشاركون في اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في مجموعة العمل الأولى ووحدة الدعم التقني يوم 25 أبريل عام 2014، صرح العديد من المشاركين المشمولين في الدراسة بأنه هناك حاجة إلى زيادة التوازن بين الأجناس. تجلى هذا في التوازن بين جنسي المشاركين في تقرير التقييم الخامس للجنة الدولية للتغيرات المناخية. اهتم 27% فقط من المشاركين في مجموعة العمل الثانية، بتقييم الآثار، والقدرة على التكيف وقابلية التعرض للأذى، واهتم 18,5% من المشاركات الإناث في مجموعة العمل الثانية، إزاء أساس العلم الطبيعي للتغير المناخي. ينطبق هذا الأمر على منظمات أخرى، فعلى سبيل المثال 7% فقط من المناصب القيادية في مكاتب خدمات الطقس الوطنية هم من الإناث. وفي نفس السياق، وجدت دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد بالتعاون مع شركة نيلسن أن 18 من أصل 22 «من المتحدثين الأكثر تأثيرًا في مواضيع التغير المناخي» هم من الذكور. لم تكن المتحدثات الإناث لا سياسيات ولا عالمات ولذلك كان ارتباطهن المباشر بموضوع التغير المناخي مشكوكًا به. توجد لائحة من العالمات البارزات في النساء في التغير المناخي

 

كما نشرت اليونسف على موقعها هذا الموضوع :

تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قرابة 48.7 مليون فتاة في سن المراهقة، ويعيش اليوم عدد كبير من هؤلاء الفتيات في مجتمعات متأثرة بالجفاف أكثر من أي وقت مضى، فضلا عن خوفهن من الذهاب إلى المدرسة سيرًا على الأقدام خلال موسم الأمطار، إلى جانب الهجرة بحثًا عن ملجأ من الفيضانات أو الحرائق أو شح المياه أو الغذاء، وتتحمل هؤلاء الفتيات اليافعات عبئًا مزدوجًا، نظرا للقيود التي تواجهن ليس فقط بسبب أعمارهن، ولكن أيضًا بسبب الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالنوع الاجتماعي والتي تحد من قدرة الكثير منهن من الحصول على التعليم والصحة والوعي والمهارات والتمكين بصفتهن مواطنات فاعلات بشكل كامل.

التحديات:

تشكل المسؤوليات المنزلية للفتيات والمسافة التي يتوجب عليهن قطعها ذهابًا إلى المدرسة في ظل الظروف الأكثر قسوة، تحديًا يقف في وجه حصولهن على التعليم، كما قد يؤثر الافتقار لخدمات المياه والصرف الصحي على الصحة الإنجابية للفتيات والفتيات اليافعات، مما قد أن يؤثر سلبا على صحتهن النفسية والاجتماعية. في بعض السياقات، تؤدي المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي إلى تفاقم احتمال وقوع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك زواج الأطفال الذي تم الإبلاغ عنه كآلية تكيف سلبية بسبب انعدام الأمن الاقتصادي الناجم عن تغير المناخ. يشير مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن إلى انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي في المناطق التي تعاني من النزاعات وخطر التعرض للظروف الجوية القاسية. قد يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي. مما يساهم في ارتفاع معدلات فقر الدم لدى الفتيات اليافعات. وجود انخفاض في التحصيل التعليمي والاداء الأكاديمي وتزايد معدلات التغيب عن المدرسة بين الفتيات اللاتي تعرضن لصدمات مناخية.

 

الحلول:

ينصب التركيز على تأثير التغير المناخي على الفتيات المراهقات. يسعى اليونيسف إلى التصدي للتغير المناخي وتأثيراته السلبية على الفتيات المراهقات من خلال تشجيع القدرات التكنولوجية والتعليمية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتمكين الفتيات لتكون قادة ومتحدثات في مساعدة المجتمعات على مواجهة التحديات المناخية. بشكل عام، يهدف النهج المزدوج إلى تحقيق تغيير هيكلي وتغيير قوانين وتغيير ثقافي للتصدي لتأثيرات التغير المناخي وتحقيق المساواة بين الجنسين لإحداث تغيير إيجابي دائم في حياة الفتيات المراهقات. جزء من استراتيجية اليونيسف في مجال التغير المناخي، نركز على:

حماية الفتيات من خلال تكييف الخدمات الاجتماعية التي يعتمدن عليها.

إعداد الفتيات من خلال تحسين قدراتهن وضمان ايصال اصواتهن.

إعطاء الاولوية للفتيات في التمويل والسياسات وتخصيص الموارد في مجال المناخ.

في عام 2022، دعمت اليونيسف بالشراكة مع كرامة وشبكة وعد للفتيات اليافعات، إنشاء فريق فني للنهوض بالفتيات اليافعات والقيادة النسائية الشابة في مجال التغير المناخي حيث يضم هذا الفريق الفني أعضاء من كل من المغرب وتونس وليبيا ومصر والسودان والأردن والعراق وفلسطين واليمن ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يمثلون أكثر من 25 مبادرة ومنظمة مجتمعية تقودها الفتيات.

تدعم اليونيسف وكرامة بالتعاون مع الفريق الفني زيادة وتعزيز سبل الشراكة مع الحركات والشبكات التي تقودها الفتيات لضمان قيادة الفتيات اليافعات، وإيجاد حلول تقدمها الفتيات في مجال التأهب للكوارث وتغير المناخ، ويشمل ذلك رفع مستوى التكنولوجيا المحلية والمعرفة والممارسات البيئية التقليدية ضمن المجتمعات التي تمثلها الفتيات اليافعات

 

نشر موقع الجزيرة سنة 2018 ما يلي : "لا علاقة لي بتلك القضايا"، غالبا ما يكون هذا هو تعليق المواطن العادي، هنا في الوطن العربي، أو حتى في الولايات المتحدة، حول قضايا التغير المناخي والتي يظن، أولا، أنها لا تمسه في شيء، ثانيا، لاعتبارها أمورا سياسية أو علمية ما زالت محط جدل، ثم أن هذا الشيء المدعو "التغير المناخي"، يأخذ الكثير من الوقت لكي يحدث -بحسب ما يتصور صديقنا- وعليه فلا حاجة لنا الآن أن نشغل أنفسنا بقضايا كتلك، لدينا ما يكفي من الهموم، يكفينا ضغط العمل، وازدحام الأسواق، وتصاعد العنف من كل جانب، حتّى أن الناس في الشوارع قد أصبحت أكثر تحفزا، لا وقت إلا لبعض الراحة إن أمكن، أليس كذلك؟

      

لا، في الحقيقة، هو ليس كذلك أبدا، إن أول الأخطاء في الفهم حول قضايا التغير المناخي هي الظن أن التغير الذي احتاج إلى 50 سنة، مثلا، كي يحدث، يتطلب 50 إضافية لكي يتضاعف، لكن المشكلة هنا هي أن تغيرات المناخ تحدث ضمن أنظمة معقدة (Complex Systems) تتخذ أنماط تطور لاخطّية(1) تتسارع مع الزمن بشكل يظهر فيه الفارق واضحا خلال سنوات عدة، أضف أنه -رغم ذلك- يحدث، في كل مرة، أسرع مما نتوقع، حيث لا يمكن لنا اعتبار جميع العوامل في أثناء بحثنا خلف أسباب التغير المناخي، والذي قد يرتبط بعلاقات مع كل شيء تقريبا.

      

خذ الارتباط بين التغير المناخي والعنف كنموذج، من الطبيعي أن نتصور أن هناك علاقة بين التغير المناخي وكثرة الحوادث، فمع تصاعد وتيرة التغيرات المناخية تتصاعد في المقابل وتيرة حالات الشذوذ كالأعاصير الشديدة أو موجات الحر والبرد القاسية. كمثال بسيط، يمكن القول إن فرص حدوث حالات الإجهاد الحراري، حوادث الطرق أثناء تلك الظروف القاسية، حالات الإصابة بأنواع معينة من البكتيريا لم تكن فعّالة قبل ذلك بهذا الشكل، تتصاعد هي الأخرى مع تصاعد التغير المناخي، وبالطبع يتسبب ذلك في ارتفاع درجات توتر المجتمعات، لكن هل يمكن أن يتغلغل الأمر إلى أكثر من ذلك؟

إن أي شيء متعلق بمفهوم الحرارة نفسه، كعرض صور للنار، أو الجليد، قد يسبب ارتفاع درجة العدائية، فمجرد تغذية عقول البعض بأفكار عن الحرارة قد يتسبب في دفعهم لتأمل أفكار غاضبة

       

يبدأ البحث العلمي حول تلك النقطة من تقصّي العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع العدائية لدى البشر، في الحقيقة نجد في لغتنا العامة إشارة لتلك العلاقة حينما نقول مثلا "تأججت نار الغضب"، أو "اشتعلت الحرب" وغيرها من التعابير اليومية الدارجة، لكن بحث وجود تلك العلاقة يتطرق بالأساس لثلاثة نطاقات متداخلة، فبينما لا يمكن للتجارب المتعلقة بهذا الأمر أن تعطينا نتائج مؤكده بسهولة، يمكن كذلك أن يتداخل معها بحث الخلفية الفيسيولوجية لوجود الإنسان في طقس حار، مع محاولات لعمل رصد إحصائي لتطور حالات العنف في عدة مجتمعات مع ارتفاع معدلات درجات الحرارة بها.

       

فمثلا، تشير التجارب(2) التي قسّمت الخاضعين لها في غرفتين، إحداهما ذات درجة حرارة أعلى من الأخرى، إلى تصاعد درجات العدائية، في الأفكار، المشاعر، والسلوك، لدى الجالسين في الغرف الحارة مع تناسب بين مدد الإقامة بتلك الغرفة ودرجات العدائية، أضف إلى ذلك أن هناك تصاعدا في تصورات هؤلاء الجالسين في غرف حارة عن درجة عدائية الجالسين معهم، أو حتّى قائمة أفلام عرضت عليهم في الغرفتين، وبالطبع ليس أخلاقيا بالمرة أن يُسمح لدرجات العدائية تلك بالظهور والدخول في حيز الممارسة، لكن هناك تجربة واحدة ممكنة ذات علاقة بتلك الفكرة.

         

إنها تمارين ضباط البوليس، حيث أخضع ألدرت فريدج(3) ورفاقه، من جامعة بورتسموث بأمستردام، مجموعة مكونة من 38 ضابط بوليس، لتجارب تتعلق بدفعهم للتمرن في غرفة درجة حرارتها 21 مائوية وأخرى 27 مائوية، ثم مقارنة نتائج الغرفتين، وتضمنت آلية التمرين محاكاة على شاشة عرض لحالة إنذار بالسرقة، ثم يتدخل الضابط ليواجه مشتبها به. في الغرفة الحارة أشارت النتائج إلى أن الضباط كانوا أكثر ميلا للإشتباه في هذا الشخص، وفي درجة عدائيته، وأكثر ميلا لسحب المسدس الخاص بهم بقيمة 85% مقابل 45% في الغرفة الباردة، علما بأننا هنا نتحدث عن فروق في درجات الحرارة، بين 21 و27، قد لا يلاحظها الضابط نفسه بوضوح، أعني أنها لا تعيقه عن العمل كأن نضعه في درجة مائوية 39 مثلا.

      

في الحقيقة قد يمتد الأمر لما هو أعقد من ذلك، حيث إن أي شيء متعلق بمفهوم الحرارة نفسه(4)، كعرض صور للنار، أو الجليد في المقابل، أو التعرض لأية أشياء متعلقة، قد تسبب ارتفاع درجة العدائية في أفكار الخاضعين للتجارب، ويصل الأمر إلى أن مجرد تغذية عقول البعض بأفكار عن الحرارة قد يتسبب في دفعهم لتأمل أفكار غاضبة، المشكلة إذن ليست فقط، كما يبدو، في درجة الحرارة، وإنما في ارتباط ذهني يسكن بداخلنا كبشر عن علاقة المفهوم نفسه (الحرارة) بتوترنا وتصاعد درجات تأهبنا.

أظهرت نتائج الدراسات وجود ارتباط بين ارتفاع درجات الحرارة ودرجات التوتر، والمتمثل في نطاق واسع من الظواهر الاجتماعية، وانتشار الجرائم (أن سبلاش)

            

من جهة أخرى تشير استجابات أجسامنا الفيسيولوجية(5) لارتفاع درجات الحرارة إلى ارتباط مشابه، حيث يؤثر هذا الارتفاع على الأجزاء المسؤولة في الدماغ عن التنظيم الحراري وتلك المسؤولة عن تكوين العواطف، بينما، في المقابل، يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في دفع الجسم لإفراز كمّيات أكبر من الأدرينالين، لكن في النهاية فإن تلك الإشارات البيولوجية لا تعطي تفسيرا مباشرا ذا علاقة بالاستجابات السلوكية، لكنها فقط توضح أن هذا النمط من السلوك قد يكون مبنيا على آخر له علاقة بالفيسيولوجيا الخاصة بأجسامنا.

          

التغير المناخي والثورات

وبإضافة بعض النتائج الأخرى(6)، والتي تقارن بين مدن، أو دول، ذات درجات حرارة منخفضة في المتوسط وأخرى مرتفعة، ثم تدرس عدة أمور خاصة بكل مدينة، أو دولة، كنسب البطالة، متوسط الدخول السنوية، معدلات انتشار السرقة، والعنف في الشوارع، أو المستوى الاقتصادي(7) العام للدولة، أو التي تقارن بين ارتفاع معدلات الجرائم ضمن نفس المنطقة خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، أو تلك المرتبطة بدراسة تطور معدلات العنف في مناطق بعينها خلال تصاعد ارتفاع درجات الحرارة على مدى سنوات طويلة متتالية، فإنها تشير -جميعها- إلى وجود ارتباط بين ارتفاع درجات الحرارة ودرجات التوتر، والمتمثل في نطاق واسع من الظواهر الاجتماعية.

        

لكن في تلك النقطة، وقبل الاستمرار في التعرف على جوانب هذا النطاق البحثي الوليد، ورغم ما يحققه من نتائج، إلا أن المشكلة التي تواجهنا، هنا، تتمثل دائما في جملة شهيرة جدا تقول إنه قد يكون "الارتباط لا يعني السببية (Correlation doesn’t imply Causality)، بمعنى أنه قد يكون هناك سبب آخر يقبع في خلفية المشهد ليربط بين الحالتين، خذ مثلا علاقة ارتفاع نسب ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو بالعنف، للوهلة الأولى نظن أن السبب في العنف هو ألعاب الفيديو، لكننا قد نجد أن هناك سببا في آخر وراءه، حالة اضطراب مزاجي مثلا، هي ما يدفع الطفل للأمرين، كذلك فإن عددا من الدراسات(8) يشير أيضا إلى أن درجة وضوح تلك العلاقة بين العنف والحرارة، كذلك تناقص نسب الأمطار، ونقص الغذاء، ليست قوية.

         

لكن دعنا في تلك النقطة من حديثنا معا  نتفهم بعض الأساسات(9) التي يمكن أن نبني عليها أفكارنا المقبلة، لذلك سوف نبدأ بتوضيح بعض العلاقات المعقدة، وكيف، من خلالها، يمكن لكل شيء أن يؤثر في كل شيء آخر، خذ مثلا مواردنا الطبيعية، الماء، الأرض، النظام البيئي، التنوع الحيوي، المصادر البحرية، وتلك غير المتجددة، يرتبط ذلك كله، بشكل واضح لا جدل فيه، بالنمط المناخي القائم، المتمثل في درجات الحرارة، كمّيات الأمطار، الحالات الشديدة للطقس، كميات الثلوج، مستوى سطح البحر ارتفاعا أو انخفاضا، وحركة التيارات المحيطية العالمية، لكن هنا يظهر أول سؤال: ما علاقتنا بذلك كله؟

الأمان، للوصول إلى الأمان نحتاج إلى المصادر الطبيعية، والتي توفر لنا الماء، الطعام، الطاقة، الصحة بالطبع، والدخل أو العمل الجيد والمستمر، إذن فكل شيء يتأثر بكل شيء آخر في تلك النطاقات، لكن اضطرابا في تأمين مواردنا كالماء، الطاقة، الصحة، أو الغذاء ضمن دولة ما لا يعني سوى شيء واحد فقط، وهو الاضطراب الاجتماعي، كمثال بسيط يمكن لك تأمل نقص الغذاء على الأحوال الاقتصادية لبلد ما، حيث سوف ترتفع أسعار السلع، ما يسبب بدوره انخفاضا في المستويات المعيشية لعدد ضخم من الأفراد، وهو ما يرفع درجات التوتر.

       

كل شيء يرتبط بكل شيء

بالتالي فإن هناك ارتباطا، نظريا على الأقل، واضحا بين التغير المناخي، وحالات التغير السياسي، كان هذا التغير قاسيا كحالات انقلابات عسكرية، حروب أهلية، وتصاعد وتيرة الإرهاب، أو أقل قسوة، كذلك يظهر ذلك واضحا في حالات الهجرة، الدائمة أو المؤقتة، حتّى نصل إلى درجة تفعيل الفكر المؤسساتي في الدول كممثل للتعاون ما بين الأفراد في النطاق الاجتماعي، أو المؤسسات نفسها، بذلك نحصل على مربع يتفاعل بشكل مباشر، وتتكيف أضلاعه (الموارد الطبيعية، المناخ ومشكلاته، تحقيق الأمن، والاستقرار الاجتماعي) مع بعضها البعض، ويعد تحرك قاس ما ضمن أي من الأضلاع الأربعة له، هو أيضا تحرك قاس ضمن النطاقات الثلاثة الأخرى.

      

ولفهم مدى تعقد الأمر دعنا، مثلا، نتعرف إلى مجموعات الدراسات(10) التي بحثت العلاقة بين نقص التغذية في الرضع ودرجات تطرف سلوكياتهم عندما وصلوا إلى الثامنة من العمر، أو بحث العلاقة بين 100 ألف شخص ألماني ولدوا بين عامي 1944 و1945، في فترة انخفضت فيها معدلات الأمن الغذائي بشدة، وتطوير سلوكيات معادية للمجتمع بعد ذلك، إن ما يقدمه التغير المناخي من حالات قاسية تتزايد وتيرتها بشكل متسارع يقدم حالة شبيهة، خاصة مع ارتفاع معدلات التصحّر وانخفاض كمّيات المحاصيل بشكل كارثي في بعض الدول، لذلك نجد أن بعض الدراسات(11) تربط بين الحرب السورية وأزمات تصحّر تطورت شيئا فشيئا خلال السنوات السابقة لها، كذلك تطور حالات العنف في مصر، كينيا، أثيوبيا.

        

بالطبع لا يمكن لنا، دعنا نوضح، أن نقول إن التغير المناخي وحده كان سببا في ارتفاع معدلات العنف، لكنه ربما يكون أحد أهم الأسباب المساعدة، علما بأن هذه العلاقات المباشرة بين التغير المناخي والثورات لا تمتلك بعد درجات واسعة من التأكيد، لكن دعنا في تلك النقطة من حديثنا نتأمل كتاب "مدار الفوضى: تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف"، من تأليف كريستيان بارينتي، والذي يضع تصورا يربط من خلاله بين الأزمات السياسية والاجتماعية العنيفة والتي واجهت، أو تواجه، الدول الموجودة بين مداري السرطان والجدي، كالصومال، غينيا، ساحل العاج، أفغانستان.. إلخ، بالتغيرات المناخية، حيث في هذا الشريط بين المدارين، والذي تقع فيه(12) 46 دولة بتعداد سكّاني حوالي ثلاثة ملايير نسمة، بدأ التغير المناخي يضرب بقسوة وبشكل مفاجئ أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، وتعتمد المجتمعات ضمن هذا الشريط بقوة على الزراعة وصيد الأسماك، وبالتالي فهي مهددة بشكل أكبر من غيرها بالتغيرات في أنماط الطقس، مما يتسبب في النهاية بتغيرات مجتمعية قاسية. 

من جهة أخرى، سوف نجد ارتباطا واضحا بين تصاعد درجات الحرارة المتوسطة في طقس الأرض ومشكلات تتعلق بقضايا الصحة العامة(13)، فمع تطور الأمور يجد المواطنون فرصا أقل للحصول على الهواء النقي، الغذاء الآمن، والملجأ كذلك، لذلك تتوقع منظمة الصحة العالمية أنه خلال الفترة بين عامي 2030 إلى 2050 سوف ترتفع معدلات الوفيات بمقدار 250 ألف حالة سنويا، بسبب ضعف التغذية، الملاريا، الإسهال، والإجهاد الحراري، في المقابل سوف ترتفع قيم الإنفاق على الصحة العامة، بسبب هذا الأثر، بمقدار مليارين إلى أربعة ملايير دولار سنويا، بحلول العام 2030، وبالطبع كلما كانت الدولة ضعيفة اقتصاديا كانت الآثار المدمرة للتغير المناخي أكثر قسوة(14).

        

في النهاية يمكن أن نتأمل كذلك علاقة أخرى بين الحرب والمصلحة، فنحن نعرف أن التاريخ يعطينا أربعة دوافع أساسية للحرب، وهي: الخوف، المصلحة، المكانة والإنتقام، وبالنظر إلى أزمات نقص الغذاء المتصاعدة وتيرتها يوما بعد يوم، ما يجعل مصالح بعض الدول تتصادم مع بعضها البعض ضمن نطاقات أكثر ضيقا عن ذي قبل، أو أزمات المهاجرين والتي بدورها تتسبب في ارتفاع درجات الخوف والقلق لدى المواطنين، مما يدفع باليمين المتطرف إلى سدة الحكم في العديد من الدول المؤثرة، وهو ما يرى البعض أنه كان بالأساس أحد أسباب الحرب العالمية الثانية.

          

في قضايا التغير المناخي، إذن، ليس هناك ما هو أطول وأكثر عمقا من جُحر آليس، قد يكون هناك جدل شديد بالفعل حول تأثير وتأثر مجموعة العوامل التي تحدثنا بها، وذلك طبيعي في نطاق بحثي عبر-منهجي (Interdisciplinary) غير مستقر سواء لأنه مازال وليدا أو لطبيعته التي تحتاج الكثير من البحث والاحتياط للعوامل الكثير المؤثرة في بعضها البعض والتي لا يمكن دوما حصرها، وبذلك فهو يخضع بشدة لمشكلات قصور التحديد(15) (Underdetermination)، لكن ما نحن متأكدون منه هو أن التغير المناخي ليس شيئا منفصلا عنّا كبشر، أو عن أي من تلك المنظومات التي تتواجد في محيطنا ونعيش بها أو من خلالها، وما يثير الإنتباه والخوف، على الأقل، هو أن كل شيء، كل شيء، معرض للخطر.

كما نشرت ويكيبيديا ايضا هذا الملف :

لقد تسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة وربما تكون دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية. إن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تدعي الآن أن «هناك دليلًا جديدًا وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عامًا يمكن نسبتها إلى الأنشطة البشرية».[1] وقد أدت هذه التغيرات إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي،[2] الضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي.[1] فقد قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية. والكثير يعتقدون أن هذه تقديرات محافظة.[3] لقد أشار بحث أجري في معهد هوفر بواسطة الاقتصادي توماس مور (Thomas Moore) إلى أن الاحتباس الحراري العالمي سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات في الولايات المتحدة.[4]

وإلى الآن يوجد مظهر مهمل من مظاهر مشكلة التغيرات المناخية؛ فقد تم إجراء قدر أقل من البحوث حول تأثيرات التغير المناخي على الصحة ووفرة الطعام والنمو الاقتصادي والهجرة والأمن والتغير الاجتماعي والمنافع العامة مثل مياه الشرب مقارنةً بتلك الأبحاث التي أجريت حول التغيرات الجيوفيزيائية المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي. إن تأثيرات البشر ربما تكون إيجابية وسلبية على حد سواء. فتغيرات المناخ في إقليم سيبيريا على سبيل المثال يتوقع أن تحسن من إنتاج الطعام وأنشطة الاقتصاد المحلي، وذلك على المدى القصير إلى المتوسط على الأقل. ولكن العديد من الدراسات أشارت إلى أن الآثار الحالية والمستقبلية للتغير المناخي على الإنسان والمجتمع سلبية وستظل سلبية بصورة سائدة.[5][6]

فغالبية الآثار العكسية للتغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتأقلم مع التغير المناخي. لقد أظهر أحد التقارير حول التأثير البشري على تغير المناخ والذي صدر عن المنتدى الإنساني العالمي عام 2009 يتضمن رسمًا حول العمل الذي تم من قبل منظمة الصحة العالمية في فترة مبكرة من ذلك العقد أن الدول النامية تعاني من 99% من الخسائر المنسوبة إلى التغير المناخي.[بحاجة لمصدر] ولقد أثار هذا أيضًا تساؤلاً حول العدالة المناخية حيث إن أكثر 50 دولة نامية حول العالم لا تعدّ مسؤولة عن أكثر من 1% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تتسب في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.[7]

وبسبب قلة الأبحاث التي أجريت حول التأثيرات البشرية على التغير المناخي وبسبب صعوبة التفرقة بين تأثير التغير المناخي والعناصر الأخرى المساهمة؛ فإن الإحصاءات التي ترتبط بالتأثيرات البشرية على التغير المناخي بها هوامش كبيرة من عدم الدقة.[بحاجة لتوضيح] وعلى المستوى العالمي بوجه خاص، فإن كثيرًا من البيانات الإحصائية حول التأثير البشري على التغير المناخي يجب أن يعدّ مؤشرًا على القيمة الأسية للتأثير.[بحاجة لتوضيح]

وبالرغم من أنه لم يكن هناك بحث (ومناقشة مرتبطة بالسياسة) حول تأثير الإنسان على التغير المناخي، إلا أن عددًا من المنظمات تبرز ملف هذه القضية من خلال تنظيم لقاءات عالية المستوى ونشر تقارير حول الموضوع. وهذه المنظمات تتضمن منظمة أوكسفام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والمنتدى الإنساني العالمي ومؤسسة كير الدولية ومنظمة السلام الأخضر وشركة مابلكروفت والبنك الدولي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

البيئة[عدل]

يمكن للتغير المناخي التأثير بصورة مأساوية على تدمير البيئة؛ على سبيل المثال فإن الظروف الجدبة ربما تتسبب في انهيار الغابات المطيرة كما حدث في الماضي.[8] التغير المناخي يتميز بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص - وهي مخاطر سوف تزداد في العقود القادمة وغالبًا ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي.[3] وتتضمن الفئات الثلاث الأساسية للمخاطر الصحية: (أ) التأثير المباشر (على سبيل المثال نتيجة لـلموجات الساخنة وتلوث الهواء على نطاق واسع والكوارث الجوية الطبيعية)، و (ب) التأثيرات التي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية المتعلقة بالنظم والعلاقات البيئية (على سبيل المثال المحاصيل الزراعية والناموس وعلم البيئة والإنتاج البحري) و (ج) التوابع الأكثر انتشارًا (غير المباشرة) المرتبطة بالإفقار والنزوح والصراع على الموارد (على سبيل المثال المياه) ومشكلات الصحة العقلية التالية للكوارث.

وبناءً على ذلك فإن التغير المناخي يهدد بأن يقلل أو يعوق أو يعكس التقدم العالمي تجاه تقليل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والوفيات الناتجة عن مرض الإسهال وانتشار غيره من الأمراض المعدية. ويعمل التغير المناخي بصورة سائدة من خلال زيادة حدة المشكلات الصحية الموجودة والهائلة غالبًا، خاصة بالمناطق الفقيرة من العالم. إن لحالات تنوع الثروات المعاصرة العديد من التأثيرات العكسية على صحة الأشخاص الفقراء بالدول النامية [9] وهذه التأثيرات من المحتمل أن «تتضاعف» هي الأخرى من خلال الضغوط الإضافية للتغير المناخي

الصحة[عدل]

التغير المناخي يتميز بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص - وهي مخاطر سوف تزداد في العقود القادمة وغالبًا ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي.[3] وتتضمن الفئات الثلاث الأساسية للمخاطر الصحية: (أ) التأثير المباشر (على سبيل المثال نتيجة الموجات الساخنة وتلوث الهواء على نطاق واسع والكوارث الجوية الطبيعية)، و (ب) التأثيرات التي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية المتعلقة بالنظم والعلاقات البيئية (على سبيل المثال المحاصيل الزراعية والناموس وعلم البيئة والإنتاج البحري) و (ج) التوابع الأكثر انتشارًا (غير المباشرة) المرتبطة بالإفقار والنزوح والصراع على الموارد (على سبيل المثال المياه) ومشكلات الصحة العقلية التالية للكوارث.

وبناءً على ذلك فإن التغير المناخي يهدد بأن يقلل أو يعوق أو يعكس التقدم العالمي تجاه تقليل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والوفيات الناتجة عن مرض الإسهال وانتشار غيره من الأمراض المعدية. ويعمل التغير المناخي بصورة سائدة من خلال زيادة حدة المشكلات الصحية الموجودة والهائلة غالبًا، خاصة بالمناطق الفقيرة من العالم. إن لحالات تنوع الثروات المعاصرة العديد من التأثيرات العكسية على صحة الأشخاص الفقراء بالدول النامية [9] وهذه التأثيرات من المحتمل أن «تتضاعف» هي الأخرى من خلال الضغوط الإضافية للتغير المناخي.

ومن ثّم فإن المناخ المتغير يؤثر سلبًا على متطلبات صحة الأفراد: وهي الهواء والماء النقي والطعام الكافي والعوائق الطبيعية لعوامل العدوى المرضية والمأوى المناسب والآمن. فالمناخ الحار والمتغير يؤدي إلى مستويات مرتفعة من بعض ملوثات الهواء وزيادة تكرار الحوادث المرتبطة بالطقس المتطرف. حيث يزيد من معدلات ونطاقات نقل الأمراض المعدية من خلال الماء غير النظيف والطعام الملوث وبالتأثير في الكائنات ناقل (مثل الناموس) وفصائل المضيف المتوسط والمستودع التي تأوي العامل المعدي (مثل الماشية والخفافيش والقوارض). إن التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة وسقوط الأمطار الموسمية تعرض الإنتاج الزراعي في العديد من المناطق للخطر بما يتضمن بعضًا من البلدان الأقل تطورًا؛ وذلك يشكل مخاطر على حياة الأطفال ونموهم والصحة العامة والقدرة الوظيفية للبالغين. ومع استمرار تزايد ارتفاع الحرارة، فإن خطورة الكوارث المرتبطة بالطقس (وبالطبع تكرارها) ستزداد - ويبدو أن هذا قد حدث بالفعل في عدد من المناطق حول العالم خلال العقود الماضية العديدة. ونتيجة لذلك وعلى سبيل الخلاصة فإن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بالإضافة إلى التغيرات التي تطرأ على موارد الطعام والماء؛ يمكن بصورة غير مباشرة أن تزيد من نطاق نتائج الحالة الصحية العكسية بما في ذلك سوء التغذية والإسهال والإصابات والوعاء القلبي وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المنقولة عن طريق الماء والحشرات.

إن لتفاوت الرعاية الصحية والتغيرات المناخية تأثيرًا كبيرًا على صحة الإنسان وجودة الحياة وتعدّان متصلتين من خلال العديد من الطرق. أشار تقرير مفوضية منظمة الصحة العالمية للعوامل المحددة للصحة الاجتماعية إلى أن المجتمعات الفقيرة عرضة لتحمل حصة غير متكافئة من عبء التغير المناخي بسبب تعرضها المتزايد وقابليتها لمواجهة تهديدات صحية. فأكثر من 90 بالمائة من وفيات الملاريا والإسهال تنقل بواسطة أطفال يبلغون من العمر 5 سنوات أو أقل وغالبًا ما يكونون في الدول النامية.[10] وتتضمن المجموعات التي تتأثر بدرجة خطيرة النساء والكبار والأشخاص الذين يعيشون في ولايات الجزر النامية الصغيرة والأقاليم الساحلية الأخرى والمدن الضخمة أو المناطق الجبلية.[7]

التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى زيادة بالغة في انتشار مختلف الأمراض المعدية. وبداية من منتصف السبعينيات، كان هناك «ظهور وانتعاش وإعادة توزيع للأمراض المعدية».[11] والأسباب التي أدت إلى ذلك على الأرجح متعددة حيث تعتمد على عناصر اجتماعية وبيئية ومناخية متنوعة، ولكن العديد يزعمون أن «انتشار المرض المعدي ربما يكون واحدًا من التفسيرات البيولوجية المبكرة لعدم الاستقرار المناخي».[11] وعلى الرغم من أن العديد من الأمراض المعدية تأثرت بالتغيرات التي طرأت على المناخ، إلا أن الأمراض المنقولة بواسطة النواقل مثل الملاريا وحمى الضنك واللشمانيات تمثل أقوى علاقة سببية. فالملاريا بالتحديد التي تقتل ما يقرب من 300000 طفل سنويًا تشكّل أكبر تهديد وشيك.[12]

الملاريا[عدل]

الملاريا على وجه الخصوص تعدّ سريعة التأثر بالتغيرات التي تطرأ على البيئة حيث إن كلاً من العامل المسبب للمرض (المتصورات) وناقله (الناموس) يفتقدان للآلية الضرورية لضبط درجة الحرارة الداخلية ومستويات السوائل. وهذا يقتضي ضمنًا أن هناك نطاقًا محددًا من الظروف المناخية والتي يمكن في ظلها للعامل المسبب للمرض والناقل أن يعيشا ويتكاثرا وينقلا العدوى للكائنات المضيفة.[13] الأمراض المنقولة بناقل مثل الملاريا تتميز بخصائص فريدة تحدد القدرة على نقل الأمراض. وهذه تتضمن: معدل تكاثر وإنتاج الناقل ومستوى نشاط الناقل (على سبيل المثال معدل القرص أو التغذية) ومعدل تطور وتكاثر العامل المسبب للمرض داخل الناقل أو المضيف.[13] وهذه تعتمد على الظروف المناخية مثل الحرارة والترسب والرطوبة.

درجة الحرارة[عدل]

راجعأمراض الحرارة

تبلغ درجة الحرارة المثالية للناموس الحامل للملاريا 15 إلى 30 درجة مئوية. وتمارس درجة الحرارة تأثيرات متنوعة على معدلات بقاء وتكاثر الناموس. فإذا كانت درجة الحرارة الأولية مرتفعة، فإن ارتفاع درجة الحرارة المتوسطة مصاحبًا لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي يمكن أن يقلل من معدل بقاء وتكاثر الناموس.

الترسب والرطوبة[عدل]

كما أن الناموس كائنات حساسة بدرجة كبيرة تجاه التغيرات التي تطرأ على الترسب والرطوبة. فالزيادة في الترسب يمكن أن تزيد من أعداد الناموس بصورة مباشرة من خلال توسعة نطاق البيئة اليرقانية والإمداد بالطعام. ورغم ذلك فإن الناموس شديد الاعتماد على الرطوبة حيث يعيش في معدل رطوبة يتراوح من 55 إلى 80% فقط.[بحاجة لمصدر]

ظروف الطقس المتطرفة[عدل]

غالبًا ما تصاحب الأمراض المعدية حالات الطقس المتطرف مثل الفيضانات والزلازل والجفاف. إذ تحدث هذه الأوبئة المحلية بسبب فقدان البنية الأساسية مثل المستشفيات والخدمات الصحية العامة، بل أيضًا بسبب التغيرات التي تطرأ على النظام البيئي المحلي والبيئة. على سبيل المثال فإن حالات ظهور الملاريا ترتبط بقوة بظاهرة دوائر إلنينو بعدد من البلدان (الهند وفنزويلا على سبيل المثال). إلنينو قد تؤدي إلى حدوث تغيرات وإن كانت مؤقتة ولكنها قاسية في البيئة مثل تأرجح درجات الحرارة والفيضانات المفاجئة.[11] وعلاوة على ما سبق، فمع وجود ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي كان هناك ميل ملحوظ تجاه طقس أكثر تنوعًا وشذوذًا. وقد أدى هذا إلى زيادة عدد أحداث الطقس المتطرفة وحدتها. وهذا الميل نحو مزيد من التنوع والتأرجح ربما يعدّ أكثر أهمية، وذلك من ناحية تأثيراته على الصحة البشرية مقارنةً بالميل التدريجي طويل الأمد نحو ارتفاع متوسط في درجات الحرارة.[11]

العوامل المحددة غير المناخية[عدل]

كما يمكن للمرء أن يتوقع، فإن المناخ ليس عنصر التحديد الوحيد في انتشار الملاريا. فثمة مجموعة متنوعة من المؤثرات الاجتماعية الجغرافية والبيئية تحدد خصائص هذا المرض أيضًا. وتتضمن العوامل الاجتماعية الجغرافية على سبيل المثال لا الحصر: نماذج الهجرة البشرية والسفر وفعالية الصحة العامة والبنية التحتية الطبية في السيطرة على المرض وعلاجه ومدى انتشار مضادات الملاريا مقاومة الدواء والحالة الصحية الأساسية للسكان الخاضعين للدراسة.[13] وتتضمن العوامل البيئية: التغيرات في استخدام الأرض (مثل إزالة الغابات) وتوسع مشروعات الزراعة وتنمية الموارد المائية (والتي تميل إلى زيادة مواطن تربية الناموس) والميل بوجه عام إلى التمدن (ونعني بهذا زيادة تركيز الكائنات البشرية المضيفة). يزعم «باتز» (Patz) و«أوسلون» (Olson) أن هذه التغيرات في العناصر الطبيعية يمكن أن تغير الطقس المحلي أكثر من تغير المناخ على المدى الطويل.[12] على سبيل المثال، فإن إزالة الغابات وزراعة المستنقعات الطبيعية في المرتفعات الإفريقية أنشأت ظروفًا مناسبة لبقاء يرقات الناموس وأدت بصورة جزئية إلى الإصابة بالملاريا.[12] إن تأثيرات هذه العناصر غير المناخية تعقد الأمور وتصنع علاقة سببية مباشرة بين تغير المناخ والملاريا يصعب إثباتها. وليس من المرجح بصورة كبيرة أن يحدث المناخ أثرًا معزولاً.

النموذج المستقبلي[عدل]

يتضمن النموذج التنبؤ بالمدى والتوزيع الجغرافي وخصائص عنصر معين (الملاريا في هذه الحالة) خلال فترة زمنية. هذه النماذج تعدّ مهمة في إعداد استجابة صحية عامة مناسبة لمواجهة حالات تفشي المرض المعدي في المستقبل. إن وضع نموذج خاص بالملاريا يعدّ أمرًا معقدًا على وجه الخصوص في ظل الشكلين المختلفين الشائعين من العوامل المسببة للمرض (المتصورة المنجلية والمتصورة النشطة) والعديد من فصائل الناموس السائدة الإقليمية.[3] ومن ثم يجب أن تتضمن هذه النماذج مجموعة متنوعة من العناصر تتضمن: التغيرات التي يحدثها الإنسان في المناخ (على سبيل المثال درجة الحرارة والترسب والرطوبة) والعناصر البيئية (على سبيل المثال الجفاف وإزالة الغابات) وعناصر المرض (على سبيل المثال معدل نمو الطفيليات وعدد النواقل ومقاومة الدواء) وعناصر أخرى (على سبيل المثال تغير حالة المناعة لدى المضيف وانتشار المرض في مناطق جديدة).[14] وتظهر النماذج المتنوعة بصورة متحفظة أن مخاطر تعرض الأفراد الذين يعيشون في البلدان النامية للملاريا سوف يزيد من 5 إلى 15% بحلول عام 2100 بسبب التغير المناخي.[14] ففي إفريقيا وحدها وطبقًا لمشروع MARA (تحديد خطر الملاريا في إفريقيا) [15]، توجد زيادة متوقعة بنسبة 16 إلى 28% لتعرض الأفراد شهريًا لمرض الملاريا بحلول عام 2100.[16]

استجابة الصحة العامة[عدل]

في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يجعلنا نقترح أن البدء السريع للتغير المناخي آخذ في الهبوط. فحتى إذا تمكنا بمعجزة من وقف جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فسنظل نواجه التغيرات المحتملة غير القابلة للتحول التي تسببنا فيها بأنفسنا. ومن ثَمّ فمن الضروري التأقلم على هذه الظروف المتغيرة. ستكون استجابتنا تفاعلية واستباقية على حد سواء ويجب أن تتم على عدة مستويات (تشريعية وهندسية وسلوكية شخصية).[1] واستجابة لمرض الملاريا سنحتاج على سبيل المثال إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وسهولة الوصول إليها وتحديد مدى الاستجابة تجاه المجتمعات المعرضة للخطر واستهدافها وتحسين قدرتنا على وضع النماذج والرقابة وتطبيق حملات توعية عامة على مستوى واسع.[14]

المياه[عدل]

مع زيادة سخونة المناخ، فإنها تغير طبيعة سقوط الأمطار والتبخر والثلوج وتدفق ينابيع المياه والعناصر الأخرى التي تؤثر في وفرة المياه وجودتها على مستوى العالم. تعدّ موارد الماء العذب شديدة الحساسية تجاه التغيرات التي تطرأ على الطقس والمناخ. فالتغير المناخي من المتوقع أن يؤثر على توفر المياه. ففي المناطق التي تعتمد فيها كمية مياه الأنهار والجداول على ذوبان الثلوج، تؤدي زيادة درجات الحرارة إلى زيادة نسبة الترسبات الساقطة على هيئة أمطار بدلاً من الثلج، مما يؤدي للوصول إلى الحد الأقصى السنوي الربيعي لسريان المياه بشكل مفرط في فترة مبكرة من العام. وهذا قد يؤدي إلى احتمالية حدوث فيضان شتوي وتقليل معدل تدفق المياه في الأنهار في الفترة المتأخرة من الصيف. ويؤدي ارتفاع منسوب البحار إلى دخول المياه المالحة إلى المياه العذبة الجوفية وجداول المياه العذبة. وهذا يقلل كمية المياه العذبة المتوفرة للشرب والزراعة. وتؤثر أيضًا درجات المياه الأكثر حرارة على جودة المياه وتزيد من سرعة تلوث المياه.[17]

النزوح/الهجرة[عدل]

يؤدي تغير المناخ إلى نزوح الأفراد من خلال العديد من الطرق وأكثرها وضوحًا، ومأساوية، ما يكون بسبب زيادة عدد وخطورة الكوارث المتعلقة بالطقس والتي تدمر المنازل والمساكن مما يدفع الأفراد إلى البحث عن مأوى أو أماكن للعيش بمكان آخر. إن ظاهرة البداية البطيئة التي تتضمن تأثيرات التغير المناخي مثل التصحر وارتفاع منسوب البحار يؤدي تدريجيًا إلى تدمير أسباب المعيشة وتجبر المجتمعات على التخلي عن أوطانها التقليدية لتذهب إلى بيئات أكثر ملاءمة. ويحدث هذا حاليًا في مناطق الساحل الإفريقي وحزام مناطق المناخ شبه الجاف الذي يمتد حول القارة أسفل صحرائها الشمالية تمامًا. ويمكن أن تؤدي البيئات المتدهورة نتيجة للتغير المناخي إلى مزيد من الصراعات حول الموارد والتي قد تؤدي بدورها إلى نزوح الأفراد.[18]

وأما الأحداث البيئية المتطرفة فيتم النظر إليها بصورة متزايدة باعتبارها السبب الرئيسي للهجرة عبر العالم. فطبقًا لمركز مراقبة النزوح الداخلي (Internal Displacement Monitoring Centre)، فإن أكثر من 42 مليون شخص نزحوا من منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال عامي 2010 و2011، وهذا يزيد عن ضعف سكان سريلانكا. وتتضمن هذه الأرقام أولئك الذين نزحوا بسبب العواصف والفيضانات وموجات الحر والبرد. ولا يزال هناك آخرون نزحوا بسبب الجفاف وارتفاع منسوب البحار. ومعظم هؤلاء الأفراد أجبروا على ترك منازلهم وفي النهاية عادوا عندما تحسنت الظروف، ولكن عددًا غير محدد أصبح في عداد المهاجرين، وهذا داخل بلادهم في العادة، إلا أن هناك أيضًا من هاجروا عبر الحدود القومية.

تعدّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكثر مناطق العالم ميلاً لحدوث الكوارث الطبيعية، وذلك من ناحية العدد الإجمالي للكوارث والأشخاص المتضررين على حد سواء. حيث تتعرض تلك المنطقة بدرجة كبيرة للتأثيرات المناخية وتعدّ موطنًا لمجموعات سكانية معرضة للمخاطر بدرجة كبيرة تعدّ فقيرة ومهمشة بصورة غير متساوية. وقد أشار تقرير صدر عن بنك التنمية الآسيوي مؤخرًا إلى «المناطق الخطرة بيئيًا» والتي تمثل مخاطر خاصة لحدوث فيضانات وزوابع وأعاصير التايفون وزيادة ضغط المياه.[19]

ومن أجل تقليل الهجرات الإجبارية بسبب سوء الأوضاع البيئية وتعزيز عودة المجتمعات المعرضة للمخاطر، يجب على الحكومات أن تتبنى سياسات وتضخ موارد التمويل من أجل توفير الحماية الاجتماعية وتنمية أسباب المعيشة وتطوير البنية التحتية الحضرية الأساسية وإدارة مخاطر الكوارث. ورغم أن كافة الجهود يجب أن تبذل للتأكيد على إمكانية بقاء الأفراد في المناطق التي يعيشون فيها، فمن المهم أيضًا إدراك أن الهجرة يمكن أن تكون هي الأخرى طريقة للأفراد للتأقلم مع التغيرات البيئية. ففي حالة إدارتها بطريقة صحيحة وبذل الجهود لحماية حقوق المهاجرين، يمكن أن توفر الهجرة منافع مستدامة بالنسبة للمنطقة الأصلية والوجهة المنشودة كذلك بالإضافة إلى المهاجرين أنفسهم. ولكن المهاجرين - خاصة منخفضي المهارات - يعدّون من بين أكثر الأفراد تضررًا في المجتمع وغالبًا ما يحرمون من وسائل الحماية الأساسية وإمكانية الوصول إلى الخدمات.[19]

إن الروابط بين التدهور البيئي التدريجي الناتج عن التغير المناخي والنزوح تعدّ معقدة: حيث إن قرار الهجرة يؤخذ على مستوى أفراد الأسرة ومن الصعب قياس مدى التأثير المعين للتغير المناخي في هذه القرارات باعتبار العناصر المؤثرة الأخرى؛ مثل خيارات الفقر أو النمو السكاني أو التوظيف. وهذا يحدث جدلاً حول الهجرة البيئية في مجال عالي التنافس: ورغم أن مصطلح «اللاجئ البيئي» يشيع استخدامه في بعض السياقات إلا أنه لا ينصح به من قبل بعض الوكالات مثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) والتي أشارت إلى أن مصطلح «لاجئ» يخضع لتعريف قانوني صارم لا ينطبق على المهاجرين البيئيين.[20] لا تتضمن اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي ولا اتفاقية كيوتو التابعة لها، والتي تعدّ اتفاقية دولية حول التغير المناخي، أي شروط مرتبطة بالمساعدة أو الحماية المحددة لمن سيتأثرون بشكل مباشر بالتغير المناخي.[21]

الأمن[عدل]

عادة ما تكون الصراعات شديدة التعقيد بالإضافة إلى العديد من الأسباب القائمة على بعضها البعض، والتي يُشار إليها غالبًا بالمصطلح «حالات الطوارئ المعقدة». فلدى التغير المناخي القدرة على زيادة حدة مظاهر التوتر القائمة أو خلق توترات جديدة - حيث يعدّ أداة مضاعفة للتهديدات. بل ربما يمثل عاملاً محفزًا للصراع العنيف ومصدرًا لتهديد الأمن العالمي.[22][23]

لقد عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مناقشته الأولى على الإطلاق حول التغير المناخي عام 2007، حيث كانت الروابط بين التغير المناخي والأمن موضوعًا للعديد من التقارير عالية الأهمية منذ عام 2007 من قبل رموز أمنية رائدة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. كما تنظر مجموعة G77 المؤلفة من الدول النامية إلى التغير المناخي باعتباره تهديدًا أمنيًا كبيرًا يتوقع أن يضرب الدول النامية على وجه التحديد بقوة. وتعدّ الروابط بين تأثير الإنسان على التغير المناخي وتهديد العنف والصراع المسلح مهمة على وجه الخصوص نظرًا لأن الظروف العديدة المسببة لعدم الاستقرار تتأثر هي الأخرى تلقائيًا.

التأثيرات الاجتماعية[عدل]

إن توابع التغير المناخي والفقر ليست موزعة بالتساوي بين المجتمعات. فالعوامل الفردية والاجتماعية مثل الجنس (النوع) والعمر والتعليم والعرق والموقع الجغرافي واللغة تؤدي إلى مستوى مختلف من قابلية التعرض للخطر والقدرة على التكيف مع تأثيرات التغير المناخي. إن تأثيرات التغير المناخي مثل الجوع والفقر والأمراض مثل الإسهال والملاريا تؤثر بصورة غير متساوية على الأطفال؛ بمعنى أن 90 في المائة من وفيات الملاريا والإسهال تقع بين الأطفال الصغار.

 

إذن هذه جملة من المواضيع نقلناها كاستأناس لبحثنا القادم وتسليط هلى هذه الظاهرة لكي لا تجرفنا نحو الهاوية فمما لا شك فيه أن تغير المناخ يؤدي إلى تغير سلوك الإنسان والحيوان والطبيعة عموما بحيث يجلب الكوارث الطبيعية والحروب والأمراض الوبائية والنفسية إلى غير ذلك

وقد كتبت باحث معالجة نشرها موقع البيبيسي قبل سنوات هذا مختطف منها :

تقول جولي غراي، باحثة في مجال الجزيئات النباتية بجامعة شيفيلد: "لا أعتقد أننا نحن البشر سنكون بين الناجين، بل سنذهب سريعا أدراج الرياح!"، جاء ذلك ردا على سؤال عن أي الأنواع الحية تعتقد غراي أنها ستظل على قيد الحياة ما لم يتخذ الإنسان تدابير جذرية للتعامل مع التغير المناخي.

ورغم ما يتمتع به البشر من قدرات غير عادية على الابتكار والتكيف، إلا أننا لن نكون غالبا في مصاف الناجين!

يرجع ذلك جزئيا إلى أننا نحن البشر نتكاثر ببطء شديد، شأننا في ذلك شأن بعض أحب الحيوانات إلينا كدب الباندا. أما الكائنات التي تتكاثر بسرعة فقد تكون فرصتها أفضل في تفادي الانقراض.

قد يبدو الأمر مجرد تخمين، لكن بحث أي الكائنات ستكون قادرة على التكيف مع التغير المناخي يعتمد على أدلة ملموسة ومخيفة. وأشار تقرير صدر مؤخرا حول التنوع الطبيعي إلى احتمال تعرض واحد من كل أربعة أنواع حية في الوقت الراهن للانقراض نتيجة التغير المناخي، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر وتقلب المناخ، ناهيك عن تأثيرات أخرى.

على مدار الساعة

فيديو