الانتماء للوطن جعلنا نكتب وننتقد ونعلق ونحارب ونتخندق ونشاجر والإنسانية جعلتنا نحس ونتالم ونتفاعل ولا نكون من غير المبالين كما يفعل الكثيرين ناكل كما تأكل الانعام وننام كما تنام الصبيان ولا نحس كما لا يحس الجماد

سوف يكون موضوعنا اليوم عن الصحافة بعدما سمعت كلام الوزير الوصي على ملفها وهو فيما يبدو من كلامه لا يشعر بمعاناتها

السيد الوزير

الصحافة الموريتانية المستقلة محرومة من التغطية للنشاطات الحكومية لا تدعى لها ابدا ومحرومة من الاشتراكات فى المؤسسات الحكومية  ومحرومة من الاستفادة من القطع الأرضية التى تم توزيعها على جميع القطاعات الحكومية والمنتخبين بعضهم حصل عليها عدة مرات

اليس هذا هو الغبن الفاحش لأصحاب القلم والإهمال لصاحبة الجلالة أنظروا ما تتمتع به الصحافة فى العالم من تسهيلات ومن دعم مالي كل صحفي لديه فلا فخمة وسيارة فارهة بينما نحن مدراء نشر صحفنا ومواقعنا يسيرون فى الشوارع على اقدامهم ويتنقلون بين المقاطعات بواسطة التيكتوك المؤجرة

أما القانون الذي ذكرت سمعنا فقط بصدوره ولم نرا له وجود على صعيد الواقع ونود أن نذكرك بأن مشكلة الصحافة فى بلادنا ليست مشكلة قانونية وإنما هي مشكلة إهمال من طرف الحكومة وعدم عناية بصحافة البلد التى هي واجهة النظم الديموقراطية امام العالم وإذا كانت دويلة إسرائيل غرزها الغرب فى قلب الأمة العربية لكي يظل مسيطرا عليها إذا كانت تقتل الصحافة فإن الحكومة الموريتانية تقتلها بالتجاهل والإهمال وعدم التمويل تحدثت أيها الوزير عن صندوق الدعم المخصص للصحافة وقلت أنه تضاعف عليك أن تعلم المبلغ المرصود فيه حيث أنه لا يغطي تكاليف مؤسسة صحفية واحدة مدة سنة ولا حتى اشهر والصحافة تعتمد على الأشتراكات الصحفية مع المؤسسات فى العالم وعلى إعلانات الإشهار وهذه كلها معدومة فى الجمهورية الإسلامية الموريتانية فكيف تتم ترقية صحافة وتمهينها بلا موارد مالية ولا قطع ارضية تشيد عليها مقرات دائمة ولا مطابع عصرية للنشر ولا أجهزة حديثة للمعلوماتية ولا اينترنت قوية بأسعار منخفضة

إن مأساة الصحافة المستقلة  فى موريتانيا تشبه مأساة فلسطين تحت الأحتلال الصهيوني

الصحفي سيد ولد مولاي الزين