زمن "نت"

سبت, 05/02/2015 - 10:52
صالح الشياجي

لكل تطور في الحياة وما يحققه العلم والعلماء لخدمة البشرية والبشر، جانب إيجابي وجانب سلبي. 
الطائرة التي قصرت الوقت واختصرت الزمن وصارت تقطع آلاف الأميال في ساعات، وهذا هو جانبها الإيجابي، قد تهوي من عل فيموت ركابها وهم مئات من البشر، وهذا هو جانبها السلبي.

ومثلها السيارة التي قد تنقلب أو تصطدم بسيارة أخرى فيدفع الركاب الثمن بين قتيل وجريح، ومثلهما الباخرة وهكذا.

ولكن الطائرات مازالت تطير خارقة الفضاءات مدوية مجلجلة، وكذلك السيارات مازالت تنهب الأرض نهبا، والبواخر تمخر عباب المحيطات.

لم تجفل البشرية ولم تخف «ولا تدري نفس بأي أرض تموت».

ومن نعم العلم علينا في زماننا هذا، نعمة «الانترنت» الذي له حسنات لا تعد ولا تحصى وايجابيات تجل عن العد، وفي الوقت ذاته له سلبياته التي تتمثل في استغلاله من قبل بعض مرضى النفوس وصفر القلوب لنشر الاشاعات والاكاذيب وبث الرعب في نفوس الناس وإثارة الفتن وتشكيك حسني النية وتشتيت أفكارهم وبلبلتها.

لقد نال هؤلاء الدساسون النمامون الضعفاء النفوس، من أعراض الناس ودخلوا البيوت فقوضوا أركانها وشتتوا أهلها، بأكاذيبهم التي ينشرونها بدافع الغل والحقد على فلان أو فلانة فكذبوا وافتروا وأمعنوا في الكذب والافتراء.

والأمر لا يقتصر على الأفراد، بل إن الدول أيضا عرضة لمثل تلك الأساطير الكاذبة المنسوجة من قبل تلك النفوس الحاقدة.

وتكون الدول عرضة لمثل تلك السهام المسمومة، عند وقوع حدث سياسي ما تكون له أصداؤه السلبية على فريق ما، مناوئ لهذا الحدث.

ولعل عاصفة الحزم التي عصفت بالحوثيين من أجل استقلال اليمن وراحة أهله، هي الشاهد الأخير على ما أقول بشأن أولئك المدلسين الأفاقين، فصرنا نقرأ ما يبثه الحوثيون وأنصارهم من بيانات أو قرارات أو أخبار منسوبة الى جهة ما مكتوبة بطريقة توحي للبسطاء بصدقيتها ولكن ذا الفطنة لا تنطلي عليه مثل تلك الأكاذيب وسرعان ما يكتشف فريتها وكذبها، ولكن مع الأسف فان أغلب الناس قد ينجرون وراء تلك الأكاذيب والافتراءات ويقومون بدورهم بنشرها والترويج لها بحسن نية لا بسوئها.

وهكذا تضيع كثير من الحقائق وتحل الأكاذيب محلها.

*نقلاً عن صحيفة "الانباء"

على مدار الساعة

فيديو