كل شيء فى البلد تم فساده وإفساده فى عهد هذا النظام

ثلاثاء, 07/31/2018 - 12:35

 

الفترة التى قضاها نظام ولد عبد العزيز فى حكم البلاد كان كفيلة بإفساد كل شيء فى هذا البلد فساد الأخلاق وفساد الدين وفساد المال وفساد الأحزاب السياسية وفساد الإدارة وفساد الصحافة وفساد المجتمع المدني وسوف نختصر على نموذج واحد على الأقل من ذلك فى هذه العجالة ، كان أتحاد الأدباء والكتاب منظما وينتج الثقافة والأدب برغم قلة الميزانية المخصصة له من طرف الدولة كان يصدر مجلة الأديب وينشر مالا يقل عشر كتب لكتاب موريتانيين سنويا ذلك فى عهد رئيسه السابق المرحوم كابر هاشم وكانت ميزانية الأتحاد فى سنوات كابر الأخير لا تتعدى 30 مليونا من العملة القديمة ، ولكن ماذا جرى بعده إليكم القصة كانت هناك مجموعة تتربص بالأتحاد لكي تعبث به فأستغلت مرض الرئيس كابر وعجزه عن رئاسة الأتحاد بسبب المرض وضعف البصر فأرغمه ذلك على التخلي عن رئاسة الأتحاد فجائت فرصة المتربصين فأستولوا على الأتحاد وأعلنوا دعمهم لولد عبد العزيز فى الظاهر لكي يمرروا مخططهم القاضي بحويل الأتحاد إلى ملك خاص بهم وقابلوا ولد عبد العزيز لذلك الغرض وطلبوا منه زيادة الميزانية فزادها لهم بثلاين مليونا أخري ، المبلغ الأول ثلاثين مليونا زمن كابر هاشم كان يصدر منها كما أسلفنا مجلة الأديب وينشر منها كتب المؤلفين ويدفع منها أجرة المقر وراتب السكرتيريا والحارس ، وعندما أصبح المبلغ ستين مليونا إنتهي كل شيء وأصبحت المجموعة التى استولت على الأتحاد تتقاسمه فيما بينها ثم وقع بينها شجار وخصومة وأصبحت فرقتين تتصارعان على رئاسة الأتحاد وذهبت إلى القضاء واستمر هذا الأخير فترة تارة يحكم لهذه وتارة يحكم لتلك ولما طال عليه الأمر قرر حسم القضية بناء على الأكثرية كعادة الأنظمة الديموقراطية التى تحابي الأكثرية وعرف الفريق الأكثر حيلا ذلك وقام بجمع أفرادا كثيرين لم يكن لهم علاقة بالأتحاد من قريب ولا من بعيد وأغلهم باعة رصيد فى نقطة ساخنة القضاء لا يعرف من هو الأديب ولا من الشاعر ولا من هو الكاتب , يعرف فقط كاتب الضبط الذي يسجل المرافعات فحكم لأصحاب الأكثرية فى العدد بغض النظر عن شكلهم زمعرفتهم وأنتمائهم ، كانت اللائحة الصحيحة التى ترك كابر هاشم هي التى يحق لأصحابها أنتخاب المكتب الذي يقود الأتحاد ثم بعد ذلك ينظر المكتب فى ملفات الآخرين حسب الطريقة المعهودة فى نظام الأتحاد الداخلي وكل من استحق العضوية يقدم عملا أدبيا يستحق بموجبه عضوية الأتحاد ، وتم القضاء على ذلك النظام الذي تأسس عليه الأتحاد ، أما المحكوم لهم فقد ظنوا أن حكم القضاء يعطيهم مخصصات الأتحاد دون غيرهم فأصبحوا يتقاسمون مخصصات الأتحاد كقسمة الغنيمة أو التركة وأنتهي النشاط الثقافي والأدبي ولم تعد مجلة الأديب تصدر ولا كتاب واحد لمؤلف ينشر ، وزاد الأمر سوء هو وجود شخص من أقربائهم على رأس الوزارة الوصية ينفذ لهم كل مايطلبونه ولا يسألهم عن شيء

على مدار الساعة

فيديو