عجيبة هي الصحافة في موريتانيا ليس لها بنية تحتية ولا مؤشرات ذات مصداقية وإنما هناك مواقع ناشئة في مستنقع آسن تتحرك كما تتحرك حيوانات الماء في المستنقع الذي يشرف على النهاية لم يكن موقع لسان الحال يهتم وعماله يشهدون بتبؤ الصدارة على واجهة المواقع وكلما لاحظ بعضهم ذلك نقول له المهم عندنا ليس التقدم نحو الأمام وإنما نهتم بالمادة التى ننشر خطها التحريري ونوعيتها الفنية وهذا هو الذي ينبغي على الصحفى المتمرس التركيز عليه بعضهم يسخر من هذا الكلام قائلا عن إن المواقع ترشي وتدفع عشرات الآلاف أوميئاتها من أجل إبقائهم على الصفحة الأولى من المؤشر فالقاريء الغبي لا ينظر إلا إلى الأول في الطابور ولو كان مجرد حمار هذه هي نظرتهم وتلك هي نظرتنا والغريب اننا نرى مواقع لا يغذيها اصحابها وهي الطابور الأول بينما نلاحظ تلك التى تغذى على الدوام في المؤخرة طبعا مثلنا لا يستغرب ذلك لأننا نرى المفضول هو الذي يقود في بلد لايلقي بالا إلى القيم تتحكم فيه المادة كل شيء فيه ينقلب رأسا على عقب ، كنت صغيرا في مدينة شنيقيط التاريخية بداية سبعينات القرن الماضي وكنت ألاحظ كبار الموظفين ورجال الأعمال لا يهرول إليهم احد وكنت اراهم في بعض الولائم التى تقام زمن الكيطنه يجلس أحدهم مع المدعوين ولا يتقدم إليه أحد يطلب مساعة ولا يسأل عن ملف تشغيل او توظيف وإذا اردت أن تنظر غلى موظف سامي أو رجل اعمال لا يهتم بهما أحد في ذلك الزمن فاليذب إلى هناك فهم كانوا في ذلك الحين ارخس بضاعة في السوق الن الناس إلى ذلك الوقت لم تغزوهم العولمة ولم تحرفهم المادة عن الطبيعة الصحيحة الخالية من التملق والراسخة في الفضيلة والأخلاق الموريتانية القديمة النبيلة هذا ما افقنا عليه وتربينا عليه واكتسبنا منه مناعة تحول دون غزونا بالتفاهات المادية وأصحابها القذرين ومن يدور في فلكهم والحمد لله رب العالمين