يظهر علينا بين الحين والآخر من يضلل بمعلومات مغلوطة ويعبث بالحقائق التاريخية لتجييرها لمصلحة أندية معينة تتفق مع ميولهم ويلاحظ أنهم أشخاص يجهلون التاريخ ولا يملكون الدلائل الموثقة لوقائعه وامتهنوا الحديث الفضائي عن التاريخ في الآونة الأخيرة مثل أحدهم حين يقول: "بنظرة حيادية الأهلي النادي الوحيد الذي استلم خمسة كؤوس من خمسة ملوك منذ بداية مسابقة الكأس عام 1377هـ وهذا الإنجاز لم يتوفر لأي نادٍ آخر"، في هذه المعلومة الخاطئة تضليل كبير للمتلقي وإجحاف بحق نادٍ آخر انفرد بهذه الأولوية التاريخية والشرف البطولي وأقصد الاتحاد وهذه المعلومة أشرنا إليها في الرياض والحقيقة الدامغة أن الملك سعود – رحمه الله – لم يتوج الأهلي بأي كأس ولم يرعَ الا نهائي النسخة السابعة لكأس الملك في عهده منذ انطلاقة المسابقة الأولى عام 1377هـ وحتى موسم 1383هـ حينما تقابل الاتحاد والهلال في ملعب الصايغ بالرياض عصر الـ25 من شعبان لعام 1383هـ وفاز "النادي التسعيني" 3-صفر سجلها عبدالقادر كتالوج و مبارك أبو غنم وسعيد غراب. وتسلموا مع بقية زملائهم أبطال الاتحاد غازي كيال وعبدالجليل كيال ومحمد كعدور وحسن دوش ومحمد حسام الدين "قملة" ومحمود أبو داود وعبدالمجيد راجخان وعبدالله صالح والحارس عبدالله حجازي الكأس الغالي والميداليات الذهبية من يد جلالته.
وخلد التاريخ في ذلك اليوم لاعباً هلالياً واحداً رصدت له صورة مع الملك سعود وهو يتشرف بالمثول بين يدي راعي المباراة ويقبل يده الكريمة قبل بداية المباراة هو أسطورة الهلال وقائده الذهبي مبارك عبدالكريم – شفاه الله -.
مما يعني أن أندية الوحدة والهلال والأهلي التي حققت كأس الملك في تلك البطولات لم تتسلم الكأس من الملك سعود وإنما من شخصيات بارزة رعت المباريات النهائية كان في مقدمتهم وزير الداخلية آنذاك ورائد الرياضة السعودية الأول الأمير عبدالله الفيصل بجانب مدير عام وزارة الداخلية حسن عرب ووكيلي وزارة المعارف حامد دمنهوري وعبدالعزيز آل الشيخ إضافة إلى أمير مكة المكرمة عبدالله بن سعود بجانب ولي العهد الأمير فيصل بن عبدالعزيز – رحمهم الله جميعاً - وذلك في نهائي كأس 1382هـ الذي توج فيه الأهلي بأول لقب في هذه المسابقة.
كنت أتمنى ممن يرصد التاريخ ويكتبه أن يتحرى الدقة والمصداقية ويتمسك بالنزاهة والأمانة في نقل المعلومة لأن التاريخ لا يكتب بالعواطف أو الميول والأهواء وإنما يدون بالوثائق والشواهد والمعطيات، ولعلنا في هذا السياق نذكر بعظيم التقدير والامتنان للمؤرخ الوحيد الذي رصد بأمانة تاريخنا الرياضي من الألف إلى الياء عبر موسوعته العملاقة الدكتور أمين ساعاتي الذي عايش المصادر الأولية للأحداث ورصد التاريخ كما ينبغي بكل تجرد وحيادية ليبقى التاريخ في النهاية أمانة والعبث بحقائقه خيانة.
فهد الدوس