المجاهد : محمودي صيبوط البركني رحمه الله / المختار الشيخ صيبوط

أربعاء, 01/25/2017 - 15:33

الكلام عن المجاهدين والشهداء قد يحتاج المرء إلى عمر بأكمله حتى يبلغ مدحهم ولعله لا يبلغ المرام فالكلمة لها أفق محدود ، قد لا ترقى لمستوى أن تحاكي مقام الجهاد والشهادة.
فإن المداد وإن كان صانعا للشهداء إلا أنه لن يفي المديح بحقهم ولذا يعجز البيان وتقصر العبارة وتشح المعاني أمام من كتب بالدماء حقيقة الولاء وروعة الإباء وقصة الفداء إلا اننا سنحاول بيان بعض من فضائل المجاهد : محمودي صيبوط البركني رحمه الباري .
سلك طريق ذات الشوكة وطلب اللقاء من الله تعالى فمن الله عليه بالكرامة السابغة وقربه إليه زلفى وجعل في مماته الحياة…
للبطولة رجال وعنهم كل كلمات المجد تقال رجال لا بل هم أبطال فقد شقوا طريقهم دون عناء…
لقد كنتم نعم الرجال
لقد كنتم خير الرجال
لقد كنتم أرجل الرجال
سوف تظلون دائماً في القلب
أنتم من رفعتم رؤوسنا بعد مرارة الهزيمة.
انتم من حررتم الأرض و الروح.
في يوم 17 رمضان 1324هـ 5 نوفمبر 1906م كان المجاهدون قد عسكروا في ناحية “النيملان” في منتصف شهر أكتوبر بغية قطع الإمدادات عن الوحدات الفرنسية المتمركزة في تجكجة.
وكان عدد جيش المجاهدين حوالي سبعمائة رجل تحت إمرة الشيخ حسنا ولد الشيخ ماءالعينين والأميرلا مولاي إدريس بن عبد الرحمن عم سلطان المغرب آنذاك، وقد انطلق جل هذا الجيش من مدينة السمارة ولديهم أكثر من ستمائة بندقية سريعة الطلقات ولما وصل إلى مشارف آدرار انضم إليهم كثير من القبائل كأولاد أبي السباع، ومشظوف آدرار ومجموعات من قبائل الشوكة بآدرار، فضلا عمن انضم من قبائل البراكنة من بينهم المجاهد : محمودي صيبوط البركني رحمه الله.(أولاد بكار).
وعترف الرائد جيلييه في كتابه “التوغل في موريتانيا” بالهزيمة التي حاقت بالجنود الفرنسيين في معركة “النيملان” بالرغم من التحيز الواضح للرواية الاستعمارية، فهو يقر بالخسارة التي لحقتهم: مقتل الضباط الأربعة وما يزيد على الأربعين من الجنود.

قال الأديب و المؤرخ الكبير المختار حامدن رحمه الله للدكتور و السفير … محمد عبد الرحمان حفظه الباري فأشار إلى أبيه المجاهد : محمودي صيبوط البركني رحمه الله بقوله:
فمثل محمودا أباه شهامة
وأمجاد آباء له قادة غر
وكان كصيبوط سخاء ونجدة
كما مثل المختار ذا الفتكة البكر
ومثل بكار بن عبد الله طلعة
وعبد الله من قد كان كالقمر البدري
ونية عبد الله بن كروم عنده
وكانت به الأمثال تضرب في القطر
أولئك كانوا للزوايا ملجئا
ونصرة منجود و مكسبة الوفر
أولئك عن قدر القضاة ترفعوا
ليالي إذ شربب ذاكية الجمر
ولكنهم إن واجهوا طار بأسهم
فكان علي الأعداء قاصمة الظهر
أولئك كانوا للمغافرة قادة
وحسبك شعر قيل في سالف الدهر
قضت حكمة الجبار بالعز والنصر
لأولاد أم العز والمجد والفخر
وقال رحمه الله :
وعاش أبناء محمود ورحمة
الرحمان علي الوالد المحمود

وهكذا لكل بداية نهاية ، وخير العمل ما حسن آخره وخير الكلام ما قل ودل وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن أكون موفقا في الحديث عن المجاهد : محمودي صيبوط البركني رحمه الله .
وأخيرا أقول كما قال الشاعر :
وماكل لفظ فى كلامى يكفينى
وماكل معنى فى قولى يرضينى

على مدار الساعة

فيديو