المعارضة التي دعت وطالبت بالحوار .. وتتهم النظام بالتقصير وبعدم الجدية تبدي في أول جولة من الحوار لاجديتها في الموضوع ، حين يقدم النظام للتفاوض أهم أركانه رئيس الحزب الحاكم والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية ،
وهم على ماهم عليه من حضور في هرم وبنية النظام ، في الطرف الآخر لم تقدم المعارضة مع إحترام ممثليها قادتها القادرين على اتخاذ قرارات بإسمها دون جولات أخرى من النقاش ، ماذا يمكن أن يتخذ ولد بتاح من قرارت ، وهل يستطيع أن يتخذ قرارات بإسم كل حساسيات المنتدى واقطابه .. هذه لاجدية يجب أن تسجل على المعارضة .
إن هذا الكلام لايعني بالمرة التقليل من قيمة المفاوضين فهم اساتذتي وعلى رأسي ، لكن في كل أعراف المفاوضات تفترض ندية معينة بين الطرفين ، هذه الندية تتحقق من خلال مركزية المفاوض في القضية التي يتحدث عنها ، فحين يقدم النظام رئيس الحزب الحاكم الأستاذ سيد محمد ولد محم فهذا يعني أنه نثر كنانته وأختار أصلبها وأقواها حجة وأفصحها بيانا ، أضف مركزيته كرئيس للحزب الحاكم القطب السياسي المتنفذ في الاستحقاقات الأخيرة ، وحين يقدم النظام معالي الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور ملاي ولد محمد لقظف فهذه رسالة واضحة أنه اختار الرجل الذي أدار البلاد في مختلف المراحل السابقة كرئيس للوزراء، ويحظى بقبول واسع في الشارع ولدى النخب الوطنية ، لحنكته السياسية ووضوح رؤيته، إن اختيار الشخصيتين من طرف النظام يعني تفويضا كاملا في أي نتائج يتم التوصل لها ، وقبول مسبقا بكل تفاهم يمكن ان يوقعوه مع المعارضة ، على عكس الإختيار الآخر فمن الصعب _ ونحن نعرف جسم المعارضة _ أن يوقع الاستاذ بتاح ووفده على شيء او التسليم بشيء قبل العودة والعودة للتشاور مع المركزيين في الطرف الآخر .
هذا هو مايحتم ضرورة ندية التمثيل في اي جلسة مفاوضات ، إضافة لما يمكن ان يمنحها من مصداقية وقبول وطني واهتمام إعلامي ، وتتبع من قبل كل المهتمين بالشأن العام.
هذا التصرف يحسب على المعارضة ، ومسؤولة عنه أمام جمهورها وأمام الراي العام، ومعنية بتوضيح أسبابه وخلفياته ، وإذا لم تجد من تبرير غير المتداول ان حساسيات المعارضة الداخلية لم تتمكن من التفاهم على غير وفد من شخصيات المجتمع المدني المحدودة الحضور في المجال السياسي ، فالله وحده يعلم أين يمكن ان تصل الحساسيات حين يقبل وفد المعارضة ويوقع على تفاهم معين ..ماذا يمكن أن يحصل ساعتها؟