عندما يرى المواطن الحكومة ونظامها المادي الذي لا يعطي قيمة إلا لمن يمتلكون المال تنقلب أحوال الناس رأسا على عقب ويصبح من يمتلك ثروة هو المؤهل للمناصب العامة وزير أو مدير أو نائب أو عمدة أو رئيس مجلس جهوي أو مستشار عمومي أو حتى شخصية بارزة يعتمد عليها حتى وإن كان صاحبها جاهل ورذيل وبخيل وكاذب وربما فاسق إن النظام الحاكم فى بلادنا هو المسئول عن قلب الموازين الأخلاقية رأسا على عقب فأصبحت المعرفة بلا قيمة والصدق لا يقابل شيء والنزاهة والدين ليستا من معايير النظام المطلوب والعلم أهله غرباء ومقياس الفضل هو الرصد المالي وسار الجميع على هذا النهج وراح كل واحد يريد ان يسبق الآخر فى جمع الثروة ولو بالطرق المحرمة شرعا فالتاجر يضاعف ثمن البضاعة لكي يحصل على الثراء السريع حتى تكون لديه مكانة فى المجتمع واللص يسرق ما أمكنه حتى يعتبر شخصية مرموقة فى البلد وآخر يتاجر بالممنوعات لكونها من اسرع وسائل الثرى الفاحش وموظف يجمع الرشوة لكي يكدس الأموال التى بموجبها يتم أحترامه ورجل ياخذ الصفقات أعتمادا على نفوذ آخر لكي يصبح من جملة الأثرياء بين ليلة وضحاها
وبكلمة واحدة لقد افسد نظامنا بلدنا لا معايير فاضلة يوزن بها الإنسان الموريتاني فى ظل هذه الأنظمة التى افسدة البلد وتلك هي الطامة الكبرى التى قصمت ظهر البلد .