هل نحن نعمل بشيء من تعاليم الإسلام فقد حذرنا النبي صلعم من الدنيا ومن النساء لماذا لا نتبعه

سبت, 08/13/2022 - 16:50

حديثنا اليوم عن موضوع اجتماعي فى غاية الخطورة يتعلق بالرجل والمرأة فقد بلغنا أن بعض الرجال قد يرتكبون أخطاء إدارية وتسييرية وجرائم وجنح بتأثير من المرأة مما يستوجب على الجنسين أخيار الشريك بعناية فالشريك الصالح سوف لن يشير على شريكه إلا بماهو صالح بينما الشريك الفاسد ربما يفعل ذلك بشريكه أما العلاقات الخارجة عن الإطار الزوجي وتأثيراتها والجرائم التى ترتكب حولها فلها نقاش آخر يخصها وهنا نتسلئل فى ظل هذا العالم المليء بالمفاسد كيف يحصل الرجل والمرأة على شريك صالح ومناسب ؟ هذا سؤال كبير وأنا أعجز حقيقة عن الإجابة عليه لكن أنصح فقط بأختيار الشريك الصالح والحذر من الشريك الفاسد إن المؤسسة المعنية بالشئون الأجتماعية تعتبر مقصرة فى بلادنا فهي لا تقوم بحملات توجيهية لصالح الجنسين ولا تقدم المشورة حول  طريقة اختيار الشريك الصالح وتجنب الشريك الفاسد مع أن إصلاح المجتمع من إصلاح الأسرة فقد رأينا النساء الكثير منهن اللائي يخدمن فى قطاع الأسرة يكن نموذجا فى هدر المال والنفقات الباهظة على الزواج وعلى الأسرة بدل أن يكن قدوة لغيرهن فى الرشد وفى إصلاح الأسرة النموذجية كما أن التعيين الذي يقوم به رئيس الدولة من قديم الأزمان لا يراعي هذه المسألة ليس فى قطاع الأسرة فحسب بل فى  الإدارة العمومية بكاملها وكان من واجب الرؤساء أختيار المسئولين السامين على أسس الكفائة والأخلاق والصدق والأمانة والعدل والأستقامة لكلا الجنسين ومن هنا نبدا فى نقاش الموضوع وبعض ما قيل فيه قديما ثم نقيس ذلك على ميزان الشرع لنرى ما إذا كان موافق له أم لا ؟

فى الزمن القديم حذر متصوف من فتنة النساء

فقال :

من فتنة النسوان كم يَعْصي الفتى
أمر الإله بطاعة الشيطانِ

واللصُّ لولاهن لم يكُ بائعا
للرُّوحِ منهُ بأبخسِ الأثمانِ

قابيلُ لولاهنَّ لم يقتلْ أخاهُ
ولا رَضِيْ بالذلِّ والعصيانِ

وكذاك هاروتٌ ببابل مُنْكسٌ
ومُعلَّقٌ بالرِّجلِ في الجدعانِ

مجنون ليلى هام من أجل النِّسا
كل الأذى يأتي من النسوانِ

فترى البلا منهن يأتي والوفا
منهن لا يأتي مدى الأزمان

كن ما استطعت عن النساء بمعزل
إن النساء حبائل الشيطـــانِ

وفى قصص الأولين يقال أن ملكا من الملوك كان يبغض النساء ويكرههن كرها شديدا ويشتمهن ويحذر وزيره منهن وكانت زوجة وزيره لا ترضى بذلك الذي يفعل الملك فبحثت عن فتاة جميلة جدا وادخلتها فى قصر الملك دون علمه فلما رآها وقعت فى قبله فسألها ماذا تريد فقالت بأنها تريد الملك نفسه فرحب بها ثم طلب يدها للزواج فقبلت على الفور فتزوجها وفى ليلة الزفاف طلبت منها زوجة الوزير أن لا تمكن الملك من نفسها إلا بشروط علمتها إياها وهي أن يحضر لها سرجا ولجاما فلما ذكرت ذلك للملك قال ما تصنعين بالسرج واللجام قالت سوف نركبك قبل أن تفعل بي فقبل الملك ذلك وأحضر سرجا ولجاما فوضعت السرج على ظهر الملك واللجام فى فمه ثم ركبته وراحت تروضه يمينا وشمالا داخل القصر فطلبت زوجة الوزير أن يذهبا فى ذلك الوقت لتهنئة الملك بالزواج فدخل الوزير صحبة زوجته على الملك وهو فى تلك الحالة فقال الوزير أيها الملك ألم تكن تنهاني عن النساء هن يفعلن بك هكذا ؟ فقال الملك كنت اخشى عليك أن يفعلن بك مثل هذا

وهذه بعض الأحاديث النبوية التى تحذر من فتنة النساء

فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء فقال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء متفق عليه وقال الدنيا حلوة خضرة  وأن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون  فأتقوا الدنيا وأتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت فى النساء / رواه مسلم وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وذكر منهم: ((رجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله))[3]، قال القاضي عياض: "وخصَّ ذات المنصب والجمال؛ لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها، وهي جامعة للمنصب والجمال، لا سيما وهي داعية إلى نفسها طالبة لذلك، قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها، فالصبر عنها لخوف الله تعالى – وقد دعت إلى نفسها مع جمعها المنصب والجمال- من أكمل المراتب وأعظم الطاعات، فرتَّب الله عليه أن يظله الله في ظله، وذات المنصب: هي ذات الحسب والنسب الشريف"[4]. قال تعالى- في هذا وأمثاله -: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 40- 41].

 

وقدوة هذا الصابر على فتنة النساء:

نبي الله الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، قال تعالى: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [يوسف:  23]، بل إن يوسف عليه السلام آثر السجن على أن ينقاد لهذه الفتنة، قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف:  33].

 

قال ابن القيم: "وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن يوسف الصديق - صلى الله عليه وسلم - من العفاف أعظم ما يكون، فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره، فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان شاباً، والشباب مركب الشهوة، وكان عزباً ليس عنده ما يعوضه، وكان غريباً عن أهله ووطنه، والمقيم بين أهله وأصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم، فإذا تغرب زال هذا المانع، وكان في صورة المملوك، والعبد لا يأنف مما يأنف منه الحر، وكانت المرأة ذات منصب وجمال، والداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك، وكانت هي المطالبة فيزول بذلك كفلة تعرض الرجل وطلبه وخوفه من عدم الإجابة، وزادت مع الطلب الرغبة التامة والمراودة التي يزول معها ظن الامتحان والاختبار لتعلم عفافه من فجوره، وكانت في محل سلطانها وبيتها بحيث تعرف وقت الإمكان ومكانه الذي لا تناله العيون، وزادت مع ذلك تغليق الأبواب؛ لتأمن هجوم الداخل على بغتة، وأتته بالرغبة والرهبة، ومع هذا كله عفَّ لله ولم يطعها، وقدَّم حق الله وحق سيّدها على ذلك كله، وهذا أمر لو ابتلى به سواه لم يعلم كيف تكون حاله

على مدار الساعة

فيديو