إن الذي يبني الدول هو شعوبها والذي يخربها هو شعوبها والسياسة بلا أخلاق خراب

ثلاثاء, 05/24/2022 - 13:04

كيف نبني بلدنا ونحن على هذا القدر من التباين المخل والتنابز والتشرذم الأجتماعي والقبلي والشرائحي كل قبيلة تريد دولة خاصة بها وكل شريحة تريد دولة خاصة بها ولا أحد يثق بأحد هذا الصراع المحتدم والغير قابل للتسوية مرده يعود إلى الطريقة  التى تأسست بها الدولة على أسس غير سليمة وعلى قواعد غير متينة حيث أسسها الأستعمار لتكون هكذا دولة فاشلة تجتاحها النزاعات العرقية والقبلية  التى تتغذى من ريع البلد وتعمل على تدميره بشتى الوسائل زمرة فاسدة تحكم وقبائل تتصارع على النفوذ وشرائح عرقية غير منسجمة عرب وزنوج ثم ظهرت فالسبعينات من القرن الماضي شريحة منشقة من العرب أطلقت على نفسها تسمية الحراطين وبعد ذلك ظهرت فى السنوات الماضية شريحة أخرى من العرب أطلقت على نفسها شريحة المعلمين بين قوسين وهذه الشرائح الغير منسجمة كلها موجودة فى النظام الحاكم لماذا هذا ؟

الجواب هو أن البلد بحاجة إلى تأسيس نظام جديد ينبني على المواطنة والعدل وأقترح أن تحظر فيه اسماء معينة تحت بند قوانين ملزمة مثل تسمية البظان وتسمية الزنوج وتسمية لحراطين وتسمية لمعلمين فهذه الأسماء ينبغي حظرها جميعا حيث يبقى إسم واحد هو إسم الشخص وكونه مواطن كذلك ينبغي حل جميع الأحزاب الموجودة حاليا والجمعيات ووضع أسس للنظام الحزبي والجمعوي يخلوا من الشرائحية والقبلية ويعتمد على المواطنة والشراكة والبناء المجتمعي ثم مراجعة النظام العام وتغيير جميع المفاسد فيه والمظالم وكل ما بني على أساس قبلي أو عرقي أو شرائحي من أي نوع وبأية صفة كما يجرم كل من إستخدم عبودية وكل من إدعى وجود عبودية غير موجودة فهم سواء فى الجريمة لن كليهما أعتداء على حق من حقوق الإنسان وكل شخص يتمتع بحريته فإذا شاء خدم غيره بأجر أو حتى بدون أجر فهو حر يفعل بنفسه ما شاء إن الذي يجرم القانون هو الأستعباد القسري على أساس ملك اليمين  وإذا شاء وهب ماله لغيره فهو حر يفعل بماله ما يشاء هذا المجتمع الجديد له نظام موحد ولغة واحدة ودين واحد وشريعة واحدة هي كتاب الله وسنة رسول الله يحظر فيه التحزب على أساس ديني أو عرقي أو قبلي أو جهوي أو طائفي أو شرائحي كلذل يحظر فيه ما يسمى بحزب الدولة فالأحزاب جميعا للدولة و لا تحتكر فيه زمرة بعينها توظيفا ولا تعيينا وثروة البلد لجميع المواطنين وليست لمجموعة معينة ولا لنظام معين تقسم عائداتها بعدل على الجميع الموظف يجد نصيبه منها فى علاوات وظيفته والعاطل يجد نصيبه منها فى مخصصاته والعاجز يجد نصيبه منها طبقا لحالته والتاجر يجد نصيبه منها فى تجارته ويعطي نصيب الآخرين من عائدات تجارته كالزكاة والضريبة والمساعدة لمن بحاجة إلى ذلك فالمال فيه حق للسائل والمحروم وبهذا النظام وحده نستطيع بناء هذا البلد الذي تحاول مكوناته الحالية تخريبه بشتى الطرق

على مدار الساعة

فيديو