مدير لسان الحال يكتب عن محطات من تاريخ البلد السياسي وعلاقته بالأنتخابات

جمعة, 05/13/2022 - 18:35

فى سنة  1905 قرر الأستعمار الفرنسي السيطرة على بلادنا فتصدى له والدنا المجاهد سيد ولد مولاي الزين مع رفاقه من المجاهدين وقتلوا قائده كبولاني وكبدوه خسائر جسيمة كاد المستعمر خلالها أن يلغي فكرة احتلال بلادنا واستمرت المعارك بعد ذلك حتى سنة 1934 حيث استكمل العدو الأستعماري الهيمنة على البلاد عندها لجأ ابناء المقاومة إلى الجبال متخفين عن أعين الأستعمار ومغيرين عليه من حين لآخر حتى جاء الأستقلال سنة 1960

ومن هنا يمكن أن نتكلم على ثلاثة مراحل للدولة الموريتانية بإيجاز شديد

1 مرحلة الجيل الأول الذي تسلم الحكم من الفرنسيين

 2 المرحلة الثانية حكم الجيش

3 المرحلة الثالثة عهد التعددية

فى مرحلة الجيل الأول كان العدو الأستعماري قد كون بعض القادة من أجل أن يسلمهم الحكم حتى يضمن ولاء البلاد له وتستمر مصالحه الأقتصادية والثقافية على حالها فأختار المرحوم المخطار ولد داداه لقيادة البلد وسلمه مقاليد  السلطة وقد أخطأ هذا الجيل فى نظرنا حيث ظل مرتبطا بالمستعمر ومتشبثا بمبادئه ومقلدا للكثير من احكامه ومستعينا بأفراده وقوانينه طيلة هذه المرحلة وورثت المراحل الأخرى ذلك النهج واستمرت عليه

الخطأ الثاني كان معادات الجيل الأول لكل مواطن متحرر يدعوا إلى الحرية والأستقلال التام عن لأستعمار وإلى تأميم شركة ميفرما شركة النهب والتلصص الأستعماري إلى درجة أنه قتل عمال ازويرات لأنهم طالبوا بحقوقهم كما سجن الكادحين الداعين للأستقلال والناصريين القوميين الداعين لنهج العروبة والتخلي عن نهج الأستعمار وعن تدريس لغته كلغة رسمية للبلاد

الخطأ الثالث دخول البلاد فى حرب لا تبقي ولا تذر مع إخوة فى الدعم وأشقاء فى النسب من أجل هيمنة مزعومة نحن لسنا بحاجة إليها فلدينا من الأراضي لم نجد من يسكنه حتى الآن تلكم هي حرب الصحراء المشؤوم بعد الذكرى الخامسة عشر للأستقلال التى كانت ينبغي أن يتكون بداية لتصحيح الأخطاء السابقة فتحولت إلى نار وعار ومئاتم فى كل مكان وانهار الأقتصاد الذي زرعت أول بذرة له بعد تأميم شركة ميفارما وإنشاء عملة وطنية فأرتفعت المديونية وأصيبت البلاد بصدمة حرب طاحنة دمرت كل شيء حتى تدخل الجيش سنة 1978

المرحلة الثانية مرحلة حكم الجيش هذه المرحلة إتسمت بالتخبط وسوء الإدارة فالجيش ليس هو أفضل من يتولى الحكم صحيح أن جشينا أنقذ البلاد من حرب الصحراء حسنا ما فعل لكنه مع الأسف وقع فى براثين الفساد وسوء التسيير والتنافس على السلطة وتوالت الأنقلابات الواحدة تلو الأخرى إن النظام الذي حكم بهالجيش هو نفس النظام الذي كان يحكم طيلة الثماني عشرة سنة الماضية وكان الفساد يدب فى مفاصل الحكومة بسبب ما ورث عن المستعمر وزادته حرب الصحراء وتسخير كل شيء من أجلها بل وأنشغل النظام عن محاربة الفساد بمحابة الصحراويين والجزائريين معا لذا كانت الإدارة زمن حكم الجيش عبارة عن سرقة ووساطة ونهب ورخص للصيد بلا مردودية ونهب للثروة الوطنية واستمر ذلك حتى نهاية المرحلة ولم يغير حكم الجيش شيء يتعلق بالديموقراطية ولا الحرية ولا مخلفات المستعمر ولم يستطع القيام بتأسيس دولة جديدة على معايير وطنية وسار على نهج حكم الجيل الأول

المرحلة الثالثة ما يسمى بعهد التعددية التى بدأت مع ولد الطايع وهذه نبذة عن علاقتي معها /

كانت متوترة ومن هنا فصاعدا عقدت العزم مستعينا بالله ومتكلا عليه ان لا ادعم سياسي بعد ولد الغزواني حيث دعمتشه سنة 2019 عندها لم اكن اعرف انه سوف يسلك نفس الطريق الذي سلكه اسلافه فى الحكم قبله وانا لم ادعم رءيس فى الانتخابات منذ سنة 1992 ذلك التاريخ بداية ما يسمى بالعهد الديموقراطي الذي قام به ولد الطايع وترشح فيه للرءاسة مع احمد ولد داداه وقد ملت اولا على دعم احمد ولد داداه بتشجيع من المرحوم محمد ولد هارونه ولد الشيخ سيديا ولكن عندما سمعت بعض قادة حملته يتحدثون عن علاقتهم بالمستعمر الفرنسي وانهم اذا انتصروا فى الانتخابات سوف يقومون بتحسين العلاقات مع المستعمر عندها تراجعت عن دعم احمد خشية ان تعود بلادنا الى عهد الاستعمار اما ولد الغزواني فكان دعمي له يتمثل فى جمع الاصوات له دون ان تطاء قدمي مكان حمتله خوفا ان يظنني احد من جملة المصفقين او المتملقين او المنافقين او الطامعين وما اكثر الجميع الا انني ندمت على دعمه بعدما رايت الطريقة التى مارس بها الحكم وهنا اخذت على نفسي ان لا ادعم رءيس مالم ارى كيف يتصرف فى المامورية الاولى كان تغيير الحكم من اهم مطالبنا وكانت حملة جمع التوقيعات لمامورية ثالثة لولد عبد العزيز تثير غضبنا حيث عبرنا بكل حرية عن رفضنالذلك ونشرناه على صفحات جريدة لسان الحال المملوكة لنا واستمرت ردود فعلنا وشجبنا القاطع لذلك حتى تم صدور بيان من الجيش او جهة مجهولة تنفي اي ترشح لولد عبد العزيز لمامورية ثالثة لان ذلك يخالف الدستور عند ها انتظرنا خليفته الذي هو ولد الغزواني لكونه كان بمثابة الشخصية الثانية فى الدولة بعد ولد عبد العزيز وكانت المفاجاة لنا اعلان ترشحه من فرنسا حيث كان هناك فى ذلك التاريخ وقالبته صحيفة فرنسية وسالته عن ترشحه ورد عليها بانه سوف يترشح للرءاسة بعد ولد عبد العزيز وكانت مجلة لسان الحال اول من نشر ذلك مع احتمال ترشح ولد بوبكر معه واعطينا حياتهما للقاريء فى ذلك الحين .وواكبنا جل الحملات الأنتخابية منذ التسعينات من القرن الماضي إلى اليوم وكنا فى بعضها من جملة المراقبين نحمل بطاقة مراقب للأنتخابات .

على مدار الساعة

فيديو