الصحافة المستقلة فى موريتانيا من حصار ولد عبد العزيز إلى تجاهل ولد الغزواني

ثلاثاء, 02/01/2022 - 10:21

نشأت الصحافة المستقلة فى موريتانيا بداية تسعينات القرن الماضي ولعبت دورا لا بأس به فى مجال تكريس العمل التعددي رغم صعوبة العمل والمضايقات الحكومية وقلة الإمكانات ثم واجهت مشاكل البلد وتصارعت مع الأنظمة من أجل البقاء لكن السلطات فى البلد بدل تشجيها وتكوينها عملت بكل ما تستطيع على تمييعها حيث رخصت لكل شخص الأنتماء إليها دون حتى أن يعرف أبجدياتها وفى عهد ولد عبد العزيز الرئيس السابق فرض عليها حصارا ماديا خانقا عندما منعها من الدعم المؤسسي الذي كان هو شريان بقائها على قيد الحياة فى بلد سكانه لا يعرفون القرائة وأغلبهم لا يعرف الكتابة فضلا عن الأشتراك فى الصحف والمواقع أو الترويج فيها والسياسيين لا يريدون من الصحافة إلا نشر أقاولهم وتلميع صورهم فهي عندهم بثابة الفاكهة البرية التى تجنى ثمرها دون القيام بأي خدمة لها وعندما جاء الرئيس ولد الغزواني إلتقى ببعضهم لقائه الأول والأخير ولا أظن أن من إلتقى به منهم كان يمتلك من الشجاعة والمعرفة طرح مشاكل الصحافة المستقلة على الرئيس وإذا كان بينهم من طرح شيء منها ليس كاملا ولا شاملا وقد سمعت أن القضايا الشخصية هي أغلب ما سمعه الرئيس منهم ولكن الرئيس قال أنه يعرف ما تعانيه الصحافة وسوف يعمل على حلها بعد ذلك شكل لجنة سماها لجنة إصلاح الصحافة معاونيه الذين شكلوها فضلوا أخذ اشخاص متقاعدين لا يمارسون العمل الميداني اليومي وكانوا يعملون سابقا فى القطاع العمومي وليس فى الصحافة المستقلة أعني أصحاب القرار فى اللجنة ولكنهم اجتهدوا اصدروا تقريرا وتوصيات حول ما يرونه أنه يساهم فى إصلاح الصحافة لكن المشكلة فى موريتانيا ليس فى الملتقيات ولا فى التقارير ولا فى التوصيات ولا حتى فى القرارات إنما فى التطبيق لم يصدر تقرير أبدا فى هذا البلد وتم تطبيقه  ولم يصدر قانون وتم تطبيقه حتى دستور البلاد الذي صدر منذ ثلاثين سنة لم يطبق لا فى ديباجته ولا فى مواده إذن وضع تقرير اللجنة فى تلك الخانة القديمة بقيت الصحافة المستقلة دون إصلاح ودون دعم وسار الحكم على نهج القديم فى محاصرتها ماديا ومعنويا وأقبل على الصحافة الحكومية ومنحها كل الدعم بالأموال مع أن مساهمتها باهتة فى مجالات العمل الديموقراطي وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد

الآن على الصحافة المستقلة ان تختار بين الإهانة والتجويع أو التعبير عما تعانيه وتتحرك على الصعيدين الوطني والدولي لكي تجد لها موطأ قدم فى بلد ليس ديموقراطيا ولاديكتاتوريا بالكامل وإنما يتشبه بالديموقراطية فى أحيان يمارس الديكتاتورية

وكما قال التغلبي القطامي :

وَمَـن تـكُنِ الحضارةُ أَعجَبَتهُ

فـأيَّ أنـاسِ بـاديـةِ تَـرَانـا

وَمَن رَبَطَ الجِحاشَ فإنَّ فينا

قـنـاَ سُلباً وأفراساً حِسانا

وكُـنَّ اذا أَغَـرنَ عـلى جَـنابٍ

وأَعـوَزهُـنَّ كـوزٌ حـيـث كـانا

أغرنَ من الضَّبابِ على حَلالِ

وضـبـةَ إنَّهـُ مَـن حـانَ حـانا

وأحـيـانـاً عـلى بَكرٍ أخينا

إذا ما لم نَجِد إِلا أخانا

على مدار الساعة

فيديو