الجواب على هذا السؤال هو مع الأسف كلا ! نحن عندنا مؤسسات محسوبة على الإعلام العمومي  تضخمت مع مرور الزمن وهي منزوعة الدسم من كل ما يخدم التنمية ويصب فى صالح المواطن الموريتاني إنها مؤسسات تستهلك موازين ضخمة من ارزاق هذا الشعب المسكين ولا يجد فيها أي مواطن نفسه ولا تهتم بشئونه ولا تقدم له شيئا يذكر يتعلق بمجال التنمية كإنتاج البرامج التثقيفية والتكوينية حول كيفية المعاش من تربية أولاد وطريقة الحفاظ عليهم من الإهمال والضياع أو كيفية الحصول على مهنة للمعاش اليومي أو طريقة الحصول على الحاجيات الضرورية بأقل جهد أو طريقة صيانة المعدات المنزية وما اشبه ذلك نحن لدينا هذه المؤسسات المحسوبة على الإعلام العمومي بموجب القانون ولكنها لا علاقة لها بالإعلام العمومي فى الواقع إنها عبارة عن ابواق  لاتهتم إلا بما قال وفعل الرئيس والوزير والمدير ولا شيء غير ذلك وهذا ليس إعلام عصري تنموي

على سبيل المثال نحن بحاجة إلى أمن وقائي يستطيع التصدي للجرائم ومنعها قبل وقوعها لاسيما وأننا لدينا القدرة المعرفية لذلك وبلدنا ليس كثافة سكانية كبيرة تحد من فعاليته فكل حي تقريبا سكانه يعرف بعضهم بعضا بخلاف البلدان ذات الكثافة السكانية وانعزال الأشخاص انعزالا تاما عن الآخرين مما يصعب معرفة ماذا يفعلون نحن لم نصل بعد إلى ذلك فشعبنا مازال منفتح بعضه على بعض ولا توجد فيه أنعزالية ومع الاسف لا يوجد عندنا أمن وقائي كل ما فى الأمر هو أن السلطات الامنية تظل غائبة تماما عن الساحة الامنية حتى تقع جريمة فتقوم بالبحث عن الجناة هذا دابت عليه الانظمة المتعاقبة فى البلاد ولم يعد هذا عصره  لقد آن الاوان للبلد أن يجد نخبة تفهم العصر وتنهض به بعيد عن نخب المحاكات القديمة المتخلفة علميا وعقليا والمتكاسلة مهنيا وأن يقوم  بتشكيل أجهزة للأمن الوقائي قادرة على الوقوف فى وجه الجريمة ومنعها وإذا تفضل النظام بتكليف من يهمهم الامر بتشكيل الجهاز ومباشرة عمله سوف نكون نحن مستعدون لخدمة البلد حول هذا المجال