شهادة في حق المدير العام لشركة اسنيم / محمد عبد الله ولد آب

جمعة, 02/27/2015 - 15:11

قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم

في الآونة الأخيرة تعالت أصوات خائنة ومأجورة حاولت تشويه شركة اسنيم للرأي العام بكل تجلياته ، محاولة العبور على أكتاف عمال بريئين في مطالب مجحفة أمليت عليهم وفق أجندة سياسية غارقة في الشوفينية وبراغماتية عرجاء تهدد مستقبل موريتانيا الغالية ، وهي بهذا تنفذ إستراتيجية الهدف منها ملء الجيوب ولو على حساب مصالح الشعب والجمهورية. إن هذا الشعب المسكين لا يحتاج إلى من يؤجج الفتنة ويزعزع الثقة بين أفراده ومسؤوليه ، بل يحتاج لمن يضمد الجراح ويعزز عرى الوحدة والتماسك بين فئاته وشرائحه.

واعتقد هنا أن دفع مجموعة من العمال للتوقف عن أعمالهم مهما كانت الأسباب والتحديات والمبررات يعتبر مسألة خطيرة ولا تمت للوطنية بأية صلة ، هل الشركة إذا تضررت بفعل ما أعلن أنه إضراب لبعض شغيلة اسنيم هي شركة لرجل أو لعائلة أو قبيلة أو جهة بالتأكيد (لا) كبيرة وصارخة إنها ملك للشعب الموريتاني بكل فصائله فقيره وغنيه وعاطله وعامله ، كبيره وصغيره ، فهي إذن للجميع بكل ما تحمله الكلمة من شحنة لفظية ومعنوية ، وعليه يبقى مؤسفا للغاية أن تحمل سواعد أبناء موريتانيا معاول هدم لتحطيم وتقويض أكبر رافعة تنموية واقتصادية للبلد ، ألا وهي اسنيم هذا العملاق الذي ريعه ظل معطلا لفترة طويلة لمبررات واهية ليس لها أي انعكاس ايجابي على الاقتصاد الوطني كما قد صرح أحمد ولد داداه سنة 1992 أن اسنيم (أنها عر وتاره) واليوم ينتقدون دور اسنيم المتزايد في الاقتصاد الوطني ، هكذا عبر الكثير من عمال اسنيم المتقاعدين والذين لا يزالون في ورشات العمل المختلفة ، وبشهادة الكثيرين اليوم من العمال.

لم تعد اسنيم كما كانت بالأمس ، فمنذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة بموريتانيا تغيرت اللعبة ورفع لواء محاربة الفساد وإرساء قيم العدالة والمساواة وكرس الحرية الإعلامية والفردية والجماعية وعزز السلم الأهلي وخلق الثقة بين كل مكونات الشعب الموريتاني العظيم! لم يرفع الرئيس شعارات جوفاء ميتة بل قرن الأقوال بالأفعال وأصبحت موريتانيا تعيش على وقع التغيير البناء على جميع الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، مما جعل الجميع يتحدث ولو سرا أن الرجل استطاع فرض إستراتيجية جديدة على نفسية الساسة والموريتانيين عامة ...

كذلك موريتانيا أصبحت ورشة تعج بالمصانع والمشاريع المتعددة ذات الفائدة الجمعوية والباقية لهذه الأرض المعطاء ، التي حرمها قادة ورؤساء سابقون من الاستفادة ولو جزئيا من خيراتها اللامتناهية إن شركة اسنيم حققت أرقاما قياسية لم يكن من المتوقع وصولها إليها في ظرفية كهذه ، بفعل التسيير المعقلن لمواردها وتشجيع المبدعين والمجتهدين مما ولد شراكة حقيقية بين عمال وموظفي الشركة ، الجميع يعرف أن أي قطاع أريد له أن ينهض يحتاج عمالا مثابرين ومجدين ومخلصين في عملهم ، لكن التعامل مع العمال ومع تطلعاتهم يحتاج هو الآخر إلى شيء من المسؤولية والقدرة على مواءمة الظروف مع المستجدات ... ليس عيبا أن يطالب العمال بحوافز وبزيادات وترقيات ... إلخ ..

لكن العيب هو التواطؤ لمحاولة شل مؤسسة هامة تعتبر شريانا لاقتصادنا الوطني و لنفترض جدليا ان اسنيم – لا قدر الله- انهارت بفعل إضرابكم يا عمالنا ، فمن المتضرر الأول؟

بالطبع كل الشعب الموريتاني سيتضرر، ولكن بدرجات متفاوتة، أنتم العمال من سيفقد عمله ويتحول من عامل منتج إلى عاطل يشق الطرقات بحثا عن فرصة عمل يوفر بها لقمة عيشه !! أرجو أن يفكر العمال مليا في أوضاعهم ويبتعدوا عن المؤامرات التي تحاك ضد مصالحهم ومصالح البلد في هذه الظرفية الحساسة.

إخوتي أخواتي لابد من التنويه مرة أخرى بسياسة التشغيل المنتهجة لدى اسنيم دعونا نعترف بأمانة أن (أسنيم) برهنت على وطنيتها و قدرتها وجاهزيتها في مجال المصالح العمومية للشعب الموريتاني ، سواء تعلق الأمر بانتهاج سياسة تشغيل ساهمت لحد كبير في امتصاص البطالة التي تنخر جسم شباب القارة السمراء أو بمساهمتها في ميزانية الدولة أو دورها الاجتماعي في الولايات الشمالية و لا ننسى القرار التاريخي الهام الذي اتخذه فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالوقوف أمام بيع شركة اسنيم سنة 2008 والذي لو حصل لكان جل العمال المضربين حاليا قد تم تسريحهم منذ سنوات من طرف المتعامل الأجنبي.

تبقى الإشارة أيضا إلى أن اسنيم ومهما بلغت من الازدهار هي ملك لموريتانيا كاملة وليس من المقبول تجاهلها وهي تعاني ، وتستمع لعمالها فقط !! فتلك أنانية ومجازفة غير مقبولة ونعد القراء والمتصفحين لمعالجات أخرى أكثر جرأة وعمقا لأبعاد هذا الموضوع بحول الله.

 

على مدار الساعة

فيديو