الرئيس محمد ولد عبد العزيز ..الإنجازات الباقية

أربعاء, 07/08/2015 - 15:15
جعفر محمود

أعمار الشعوب طويلة والرؤساء الخالدون هم الرؤساء الذين يعيشون عمر الشعب بطوله .. الذين يعيشون فقط عمرهم السياسي أو عمرهم الطبيعي هم رؤساء عابرون ..الرؤساء الخالدون ثابتون في محركات الزمن وباقون في كل تفاصيل حياة مجتمعهم يسافرون معه وينتقلون معه في كل المراحل ويمرون معه كل المنعطفات . لا أحد يستطيع أن يمسح الرئيس عبد الناصر من الزمن المصري ، رغم معارضته الشديدة والتي وصلت لحد الرصاص في منشية البكري ، عبد الناصر باقي في السد العالي وباقي في التأميم وباقي في الإصلاح الزراعي وباقي في كل حقب المستقبل المصرية وكل خزانات التاريخ التي سيفتح المصريون المقبلون في المستقبل .  

لا أحد يستطيع أن يمسح الملك الحسن الثاني من الزمن المغربي ، مهما كان رفضه ومعارضته للملكية .. الحسن الثاني محفور في ثواني الزمن المغربي ومنقوش اسمه على سنابل القمح التي صنع منها اكتفاءا ذاتيا للمغرب في الزراعة .. منقوش إسمه على السدود التي شيد وتركها منتصبة تعاند الزمن وتمنح المغربي على طول الدهر شريان الحياة وشريان التنمية . لا أحد يستطيع أن يمسح المختار ولد داداه من الزمن الموريتاني مهما كان إختلافه مع نهجه ومساره ، المختار محفور في الأوقية وباقي في التأميم وخالد خلود إستقلال شعب يعتبره أباه ومؤسس دولته المستقلة .

الخالدون يتركون بصمتهم ويغادرون السياسة أو يغادرون الدنيا لكنهم لايغادرون أبدا شعوبهم ولايغادرون أبدا التاريخ ..إنجازاتهم وأفعالهم تظل دائما محركا للزمن ومحركا لحضورهم وتألقهم في شعور ووجدان شعوبهم ، وعلى هذا الاساس ابتكرت المجتمعات فكرة النصب التذكارية كفلسفة معادية لفلسفة الغياب ليظل الزعماء وصناع التاريخ دائما حاضرين في وعي الشعوب، وفي وعي الساسة درسا مهما للسير على نهجهم والإقتداء بافعالهم .

الرئيس محمد ولد عبد العزيز واحد من هؤلاء الباقون ابدا في أعمار شعوبهم مهما تعالت الأصوات ومهما عارض البعض أو رفض البعض الآخر ، باقي في وجع الفقراء وفي تجاعيد زمن الليبرالية المتوحش، والذي أرغمه أن يكون زمن الفقراء وزمن الإنسان بإمتياز  باقي كل ما ارتاح مواطن موريتاني تحت سقف بيت عانى قبله عقودا من لفح الشمس تحت عريش بلاملكية وفي قطعة من الوجع لاهي من الأرض ولاهي من السماء ، باقي كل ما أنتشى موريتاني بعروبته وتذكر أنه في تاريخه رئيس قطع العلاقة مع الصهاينة وطرد سفارتهم ومسح مكانها بالجرافات في عز تغول الصهيونية وتغول النظام الغربي الأحادي الداعم لها ، باقي كل ما رتل الموريتاني طول الزمن مصحفه الشنقيطي الأصيل المطبوع بخبرته التاريخية وبتراكم علاقته مع القرآن ، باقي كل ما أحتفى موريتاني بحرية الرأي والتعبير وبحرق المادة 11 على الطريقة الهندوسية وتحرير الفضاء السمعي البصري ، باقي كل ما أدلهم خطب ووقف له الجيش الموريتاني وقفة حازمة تستمد قوتها من إصرار هذا الرجل على جعل الجيش الوطني صمام أمان للبلد ومؤسسة حقيقية تحمي الوطن وتحمي السيادة، باقي كل ما حمد الموريتانيون الله أنه نجاهم من ويلات ربيع "برنار هنري ليفي" باقي على طول الزمن الموريتاني وعلى عرضه الذي عمره بالمكتسبات الباقية ما بقي الشعب الموريتاني . باقي وخالد مثل ما كل الخالدون باقون في أعمار شعوبهم .. باقون لأنهم ماينفع الناس وما ينفع الناس يمكث في الأرض ..أما الزبد فيذهب جفاء .

 

 

على مدار الساعة

فيديو