![](https://lissanelhal.net/sites/default/files/1_355.jpg)
افتتح صباح اليوم الثلاثاء بالعاصمة الموريتانية انواكشوط الرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في قصر المؤتمرات "المرابطون" أعمال المؤتمر القاري -على مستوى الرؤساء- حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل في القارة الافريقية.
وفي كلمته الافتتاحية عبر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، عن ترحيبه، بالأشقاء أصحاب الفخامة رؤساء الدول على حضورهم لهذا المؤتمر القاري حول التعليم المنعقد تحت الشعار "التعليم وتأهيل افريقيا للقرن الواحد والعشرين"، معتبرا أن هذا الحضور المتميز يؤكد بقوة حرص القارة الافريقية دولا واتحادا على إحداث تحول نوعي في المنظومات التعليمية يجعلها من حيث الشمول والمرونة والجودة أقوى في التمكين للشباب والنساء، وأكثر ملائمة لمتطلبات التنمية وتغيرات العصر المتلاحقة.
وقال الرئيس إن التعليم هو المحور الأساس في بناء الأفراد والمجتمعات، وفبه تكتسب المعارف والمهارات وتتهيأ شروط التطور والنما للدول والشعوب، مضيفا أن الاتحاد الافريقي قرر جعل هذه السنة سنة للتعليم، معتبرا أن ما تعانيه افريقيا من صعوبات جمة في رفع التحديات الجسيمة التي تواجهها اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وبيئيا مرده في جزء معتبر منه، إلى عجزها عن بناء أنظمة تعليمية تضمن الشمول والجودة بنحو يرفع فعاليتها في إكساب المعارف والمهارات والتمكين للشباب من حيث التكوين والتشغيل تحريرا لطاقته الابداعية وليكون بحق قاطرة التنمية والإزدهار.
و أضاف الرئيس غزواني أنه وعلى الرغم من ما بذل في سبيل النهوض بالتعليم إلا أن القارة الافريقية لاتزال هي أكثر تأخرا على طريق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم، معتبرا أن ضعف نسب النفاذ إلى المدارس وتدني نسب الاستبقاء والنقص البينُ في البنى التحتية والمدرسين وفي الجودة عموما وفي محدودية استخدام التقنيات المعاصرة التربوية، هو في الغالب ابرز سمات المنظومة التعليمية، وأن مستويات التحصيل العلمي في القارة، متواضعة اذ تبلغ نسبة الأطفال الذين يتجاوزون في نهاية المرحلة الابتدائية مستوى الاتقان المتوسط في مهارة القراءة 35%، وفي الرياضيات 23%.
وقال ولد الغزواني إن هذا الوضع يفاقم باستمرار النقص الحاد في المدرسين حيث تقدر حاجة القارة من المعلمين سنة 2030، ب 17 مليون مدرس إضافي؛ يضاف إلى ذلك النقص الملحوظ في البنية التحتية والحاجة الماسة إلى تطوير المناهج والتوسع في استخدام التقنيات الرقمية كدعامات تربوية، كل هذا علاوة على ما نشأ عن الازمات الأمنية والاقتصادية والمناخية من تراجع في معدلات التمدرس والاستبقاء خاصة في صفوف البنات والفئات والمناطق الأكثر هشاشة.
وأكد صاحب الفخامة أن النزاعات والأزمات الأمنية أدت إلى إغلاق 9 آلاف و600 مدرسة، سنة 2020، وحرمان حوالي مليوني طفل من التمتع بحقهم في التمدرس، وتسبب ضعف منظومات التعليم والتكوين في نقص قابلية الشباب للتشغيل، وفي ارتفاع نسبة البطالة، معتبرا أن أبرز تحديات الشباب الذي هو الثروة الكبرى، ومحور رؤية تنفيذ أجندة 20 و63 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال الرئيس إن هذا المؤتمر القاري يتيح فرصة لتبادل الرأي بين أهل الإختصاص والخبرة حول أهم التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، من حيث مناهج التكوين، والقضاء على التفاوت والفوارق في النفاذ، وكذلك من حيث التمويل والشمول والجودة، معبرا عن التطلع الى ان تنير مخرجات هذا المؤتمر الطريق الى تطوير آليات اكساب المهارات الاساسية واستخدام التقنيات المعاصرة ودعم جاذبية المدارس وأمنها وتأهيل المدرسين ودعم قدراتهم وتحسين ظروف عملهم ورفع مستويات الاستثمار في التعليم وتعزيز الشراكات البينية والمتعددة الأطراف لذلك الغرض.
وحضر المؤتمر عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، و بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، وباسيرو ديوماي فاي رئيس جمهورية السنغال، بالإضافة إلى العديد من الوزراء رؤساء الوفود الافريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؛ ونائب المدير التنفيذي لليونسف.