لقد عاشت بلادنا تاريخا من التمظهر والتزييف وآن لها أن تقلع عن ذلك وتعتمد على الحقائق والجواهر 

ثلاثاء, 10/03/2023 - 11:06

 

ميثاق الجمهورية إذا كان يراد منه المظاهر كما هو حال التعليم فقد رأينا حفلة توقيعه فى قصر المؤتمرات أما إذا كان يراد منه إصلاح بعد مفاسد النظام فلم نرا الحكومة ولا الرئيس شرعوا فى تطبيق شيء مما أعلن عنه فى الميثاق المذكور كما أن الأحزاب السياسية المعارض منها والموالي لم نسمع أن أحدا منهم أنضم ووقع على هذا الميثاق الذي يبدو أنه ولد ميتا قد يكون السبب يتعلق بالتطبيق فإذا ما أنضم حزب للميثاق ووقع عليه ولم يجد طريقه للتطبيق سيكون الحزب قد وقع على العدم والعدم لا يوقع عليه إلا جاهل أو خائن أو غاش أو متمظهر يريد تزييف الأمور

نصل إلى التعليم لقد خرجت الحكومة عن بكرة مكاتبها واستدعت كل مصفقيها إلى افتتاح العام الدراسي السنوي ظنا منها أن ذلك ينفع فى جودة التعليم لأن بلدنا مع الأسف يعتمد نظامه على المظاهر وليس على الجواهر فالبهرجة الأفتتاحية والخطابات لا علاقة لها بجودة التعليم ولا تنفع فى إصلاحه إن التعليم يعتمد على منظومة فنية بحتة تبدأ بتوجه المجتمع وإقباله على العلمولا تنتهي بالمربي وبالأسرة والمنهج والمعلم والقدوة الصالحة التى تحفز التلميذ على التحصيل العلمي والمعرفي وكل هذه المنظومة التربوية مازال البلد بحاجة إليها حيث أن النظام الحاكم يفضل المظاهر المزيفة على الحقائق العلمية كما يعمل بنظام المحاباة والزبونية فى إدارته للبلد والخوف والطمع على سبيل المثال مستعد لسن قوانين تخالف شرع الله الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا فى مساعدة الدول الأجنبية ولم يدري أن ما عند الله خير أبقى

إن عجزه عن إقناع العالم الخارجي بأنه بلد مسلم لديه شرعه ونظامه الذي يتماشى مع حياة مجتمعه ومع دينه وليس بحاجة إلى جلب قوانين مستوردة من الغرب الذي لا يدين إلا بالمادة وحدها إن هذا العجز الحكومي ليس يتعلق بالسياسة الخارجية وحدها وإنما فى جميع مجالات الحياة ومتطلبات المجتمع فى الماء والكهرباء وفى النقل وفى الصحة وفى التعليم وفى الأقتصاد وفى الزراعة وفى التنمية وفى العدل وفى التجارة وفى الصناعة وفى التسيير وفى الإدارة

إذن كيف نتغلب على كل هذا طبعا ليس بالمظاهر الخادعة المزيفة ولا بالعادات الحكومية السابقة وإنما بنهج جديد يعتمد على تصحيح الأخطاء وإبعاد المهرجين والمتملقين من دوائر صنع القرار والأعتماد على الكفائة وعندما نقول الكفائة فإنما لا تتعلق بالشهادات الورقية وإنما تتعلق بالشخصيات ذات الكفائة العلمية التطبيقة فالمثقف مثلا الذي لم يستطع تأليف كتاب كيف نقول أنه مثقف فى العالم المتعلم ربما يطلق عليه مثقف مزيف لأن الثقافة الحقيقية لها ثمرة وهي التأليف والنشر وجمع العلم والمعرفة .

على مدار الساعة

إعلانات

فيديو

إعلان