
أنا أسمي سيد ولد محمد ولد سيد قاتل كبولاني ولد مولاي الزين ولد العرب ولدت فى بيت قيادة المقاومة الوطنية فى ظهر آدرار ضواحي مدينة شنقيط دار جدي مولاي الزين فى مدينة شنقيط القديمة بالقرب من المسجد التاريخي وهي معروفة هناك وهي التى ولد فيها جدي المباشر سيد ولد مولاي الزين قاتل كبولاني فهو الذي سماني إبنه المباشر وكبير أبنائه الصغار أبي محمد ولد سيد الذي ورث قيادة الأسرة بعد استشهاد المجاهد الكبير سيد ولد مولاي الزين وإبنه البكر مولاي عبد الرحمان الملقب اللل وهجرة إبنه الكبير الآخر مولاي الزين المعروف أختصارا بمولاي لما ضايقهم جيش الأحتلال بقيادة كوروا ، نشأت فى بيت المقاومة كما أسلفت ورضعت لبن الكفاح ضد الأستعمار وتحرير الإنسان الشنقطي من هيمنة الطغيان وسلب الحريات ونهب الثروات تعلمت الرماية فى عمر مبكر جدا وبعد دراسة المحظرة قدمت إلى مدينة أوجفت مع والدتي وأنا صغير فى بداية السبعينات أريد أن ادخل المدرسة هناك وسجلت فى القسم الأول وكان مدير المدرسة رجل أظنه من قبيلة تواجيو لكنه اصبح من أعيان سكان المدينة وصاهربعض بيوتها العريقة وأصبح يحتل المرتبة الثانية فى النفوذ بعد الحاكم فى المدينة نسيت إسمه لأني كنت صغيرا ولكن إحتفظت بلقبه الذي كان التلاميذ يطلقون عليه وهو( مسي) إسم المعلم أو السيد بالفرنسية monsier وهذا اللقب قد شاع له حتى أصبح يطلق عليه من طرف الناس الآخرين وقبل أن أغادر هذا الموضوع أذكر بأن دراستي فى مدرسة أوجفت إنتهت عندما تم تعيين ولد الحنشي مديرا للمدرسة خلفا للمدير مسي فقام بطردي منها دون أي سبب وأظنه كان يريد من ذلك التودد إلى خاطر والدي محمد الذي كان يرفض دخولي لمدارس الأستعمار وبقائي فى المحاظر معه يعلمي مما علم رشدا وكان يحفظ القرآن العظيم والكثير من المتون والأحاديث النبوية رحمه الله ولا أنسى لعبد الرحيم ولد الحنشي طردي من المدرسة دون أي سبب ، كان
لقائي ببعض الكادحين صدفة فى مدينة أوجفت كانت هناك دار للضيافة تابعة لأشياخ القظف وكان كل ضيف وكل عابر سيبيل من ليس له أهل فى المدينة ينزل بها ويحصل على العشاء والغداء مجانا والراحة فى بيت من طابقين وذات يوم كنت فى دار القظف جاء بعض الكادحين مع ولد سميدا وصعدوا إلى الغرفة الأعلى فصعت معهم وتناقشوا حول الأستعمار ونظام ولد داداه التابع للأستعمار وتبادلوا الآراء حول طرق تحرير البلاد من التبعية للمستعمر ثم أتجهوا إلى الجانب الديني بصفته محفز للإنسان المسلم وقالوا هل فى القرآن شيئا ينهى عن موالاة النصارى وكان إلى جانبهم تلميذ محظري يستمع لما يقولون هو أنا فقلت لهم نعم موجود قالوا مرحى لك يا ولد ماهو ؟ قلت قوله تعالى / يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين / صدق الله العظيم
فتلقفوا الآية الكريمة ورحوا يكررونها يريدون حفظها لكونها من أعظم الحجج التى يستطيعون بها إقناع الناس بمضمون ما يريدون
لكن حركة الكادحين مع الأسف تحاورت فى النهاية مع النظام وأغرتها المناصب بعد موت القادة الأوائل الذين كانوا فيما يبدوا جادين فى محاولة استقلال البلاد عن النفوذ الفرنسي
وهكذا فشلت البلاد فى الحصول على استقلال حقيقي وعلى مواطنة حقيقية وعلى عدالة أجتماعية وعلى ثقافة وطنية وعلى إدارة صالحة وعلى فك الأرتباط مع نظام الأستعمار ومفاسده الكثيرة وهذا أظنه يشبه ما ذكر الوزير السابق والإداري صاحب السمعة الطيبة سيد ولد أحمد ديه فى مذكراته تحت عنوان قصتى مع الفساد ، وأظنه كان قريبا من الكادحين إن لم يكن منهم ولم يسبق لي أن إلتقيته شخصيا ولكن إلتقيت ببعض جيلهم الأخير وأصابني الأشمأزاز من تصرفهم وتملقهم وموالاتهم للأنظمة الفاسدة ومن تبعيتهم للإفرانكوفونية ومن حبهم للمال والجاه ومن مشاركتهم فالأحزاب المسئولة عن فساد البلد من حزب الشعب والهياكل والحزب الجمهوري وعادل والأتحاد من أجل الجمهورية وأظن أن الشيطان إذا حكم البلاد وأنشأ حزبا سوف ينخرطون فيه وهذا ليس هو نهج ولا تصرف قادتهم الأوائل أو زملائهم من الكادحين الجادين الحقيقيين الذين يريدون تحرير البلاد من الهيمنة الأستعمارية ومن البقاء تحت النفوذ الفرنسي والله أعلم.