في يوم مشرق بالأمل -أوائل القرن العشرين- انشق الأفق عن شمس الجزيرة العربية تعلن ميلاد الدولة السعودية الثالثة.
وكان معظم الوطن العربي -آنذاك- يرزح تحت نير الاستعمار، الذي رسّخ لمبدأ فصل الدين عن الدولة وأنظمتها وكافة فعالياتها، وقصره على كونه مجرد علاقة بين الإنسان وربه!!
طيلة القرنين الأخيرين ونيِّف وإلى ماشاء الله، ظل وسوف يظل استهداف رئيس متصدرًا لقائمة الأولويات في المشروع الاستعماري الغربي المعادي للأمة العربية، بنسختيه القديمة والمحدثة ومعهما المستقبلية.
ضرب لي أحد الموظفين الكبار بوزارة الخارجية الألمانية، مَثَلاً على بُعْد نظر الألمان، وإدراكهم للأولويات الصحيحة، زيارة وزير الخارجية الألماني شتاينماير لقطاع غزة، وقال إن لهذه الزيارة بُعدين أساسيين: البُعْد الإنساني لأن غزة مُحاصرة من سنوات.
يتخرَّج جورج، طالب أمريكي، في جامعة مغمورة ببكالوريوس تخصص تاريخ قديم، فيُعيّن مباشرة في وظيفة مسئول التأشيرات في سفارة أمريكية لبلد ما، فإذا به يقوم بعمله بكفاءة تامة من الساعة الأولى.. فكيف يُمكن إنجاز هذا؟
حتى بن علي لم يتجرأ على اقتراح قانون كهذا… وهومن وُصف نظامـــه القوي لسنوات طويلة بالبوليسي والدكتاتوري، فإذا بالحكومة التونسية الحالية تتجرأ … وهي من ترى أنها جاءت بعد انتخابات حرة إثر ثورة أطاحت بالاستبداد وستبني الديمقراطية!!
لكل تطور في الحياة وما يحققه العلم والعلماء لخدمة البشرية والبشر، جانب إيجابي وجانب سلبي.
الطائرة التي قصرت الوقت واختصرت الزمن وصارت تقطع آلاف الأميال في ساعات، وهذا هو جانبها الإيجابي، قد تهوي من عل فيموت ركابها وهم مئات من البشر، وهذا هو جانبها السلبي.