ذهبت إلى المقهى رفقة صديق يحب الفلاسفة ويعشق الباحثين, صديقي متأثر جدا بواقع الأمة يعتبر أننا نعيش في زمن النذالة وأن بعض حكامنا ينتمون إلى فصيلة أخرى غير فصيلة البشر، إنهم مستبدون جشعون لا يراعون فينا إلا ولا ذمة ولا عهدا ولاميثاقا .
في جلسة وديّة مع أحد الأصدقاء المشارقة سألني عن موريتانيا سؤالا ينمّ عن فقر مدقع في المعلومات التي يمتلكها عن هذا الجزء من الأمة العربية، وقد لاحظت أن أغلب المشارِقة سمعوا عن بلاد شنقيط، وارتبط لقب الشنقيطي عندهم بعلوم الدين والشعر واللغة، وأغلبهم سمعوا عن بلاد المليون شاعر ومازالوا في حيرة من هذه الصحراء القاحلة المترامية الأطر
"إنّ الثّقافةَ تنمو مع النّمو الحضاريّ للأُمم، ولكنها قد تتراجع مع مرور الوقت؛ بسبب عدم الاهتمام الكافيّ بها ممّا يُؤدّي إلى غيابِ الهوية الثقافيّة الخاصة بالعديدِ من الشّعوب"
كنتُ في موريتانيا، حين رفض مجلس الشيوخ فيها التعديلات الدستورية المقترحة من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم. قال لي صديق موريتاني : ما جرى أمر سياسي مهم، فنحن نملك ديمقراطية
لا أدري لماذا قفزتْ إلى الذهنِ فورَ قراءةِ النشيدَ الوطنيَّ الموريتانيَّ «المختلف عليه الآنَ» قصةُ موظفي مطار بيروت الذين رفضوا دخول صحفيِّ موريتاني «لأن موريتانيا بلدٌ غيرُ عربيٍّ»!.
ويقينًا لو كنتُ مسؤولاً عن المطار أو الجوازات هناك، لألزمت الموظفين الرافضين بحفظ النشيد الوطني الموريتاني وترديده ثلاثَ مراتٍ!
في الوقت الذي يجري فيه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد جولة جديدة في عدد من دول المنطقة من أجل إنعاش العملية السياسية في اليمن، نجد في الجانب الآخر من العالم مبعوثاً أممياً آخر لم تبت طائرته كثيراً، حيث أجرى ستيفان دي ميستورا عدداً من اللقاءات مع أطراف الأزمة السورية خلال الأيام الماضية.