عندما تكون الحكومات تفضل من لا ينتجون العلم والثقافة على الذين ينتجونها معنى ذلك أنها تفضل الجهل على العلم ومن يفضل الجهل على العلم لن يتقدم فى الدنيا وهو فى الآخرة من الخاسرين

سبت, 02/04/2023 - 09:11

تحقيق فرص التنمية يتطلب تسيير الموارد المالية والبشرية بعدل وشمولية وشفافية بعيدا عن المحسوبية والزبونية والأنتقائية ، إن نظامنا الحالي لا يمكنه أن يحقق التنمية المرجوة بأساليب الماضي ولا بنمط التسيير القديم الذي يفتقر للعدل والشفافية والحكم الرشيد
إن نمط التسيير الذي يمارسه نظامنا الحالي لا يختلف عن ذلك الذي كانت تمارسه الأنظمة السابقة ولم يفضى إلى تنمية ولا إلى تقدم فإذا كان الرئيس عاجزا عن تغيير أساليب الإدارة القديمة فإننا نحن قادرون على ذلك وعارفون بمفاتيح التغيير البناء الذي يفضى التقدم فى شتى المجالات لو وجدنا سبيلا لذلك
إن التعليم الجيد الشامل والكامل والمناهج التربوية الجيدة والأسرة التربوية التى تحث على العلم وتربي الأجيال على الثقافة والفكر والشعب الذي يفضل العلم على الجهل ويحترم حملة العلم والثقافة ولا يقدم عليهم الجهلة والأميين والدولة التى تحترم شعبها وتقدر جهود المتعلمين والمثقفين الذين ينتجون العلم والثقافة هذه المنظومة هي التى تساعد على التقدم وعلى التنمية فلا يمكن أن يتقدم بلد بممارسة السياسة على الجهل ولا بالتطبيل والتصفيق للسياسيين حتى وإن كانوا جهلة وفتح المنابر على مصراعيها لهم فى حين يتم إغلاقها أمام المثقفين والمفكرين والتقدميين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وعن الفساد والظلم والغبن والإهمال وإضاعة الجهد والوقت والمال فيما لا فائدة فيه لا على البلد ولا على الشعب ولا على الدولة ، لقد كتب فريد بلحاج نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقالا فى منشورات مجلة البنك الدولي حول فقر التعليم فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جاء فيه :
في الوقت الذي نحتفل فيه باليوم الدولي للتعليم هذا الشهر، فإن محور التركيز لعام 2023 هو "الاستثمار في البشر وإعطاء الأولوية للتعليم" والذي بات أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث أنه على مدى العقد الماضي، مرت المنطقة بتحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية تكتونية، أدت إلى عجز كبير في أداء رأس المال البشري، وعلى الأخص في قطاع التعليم، مما يستوجب علينا تحريك ومعالجة هذه المسألة ذات الأثر الكبير على تنمية الأجيال.
التعلم - بدءاً من الإلمام بمهارات القراءة والكتابة والحساب، وصولاً إلى المهارات الأساسية والتفكير النقدي - أمر ضروري، لكن ملايين الأطفال في جميع أنحاء منطقتنا يتخلفون عن اللحاق بالركب بشكل أكبر، وذلك نظراً لعمق التأثير الناجم عن إغلاق المدارس في أثناء جائحة كورونا.
ولنكون صريحين ولا نتجنب القضايا الهيكلية الحقيقية التي يواجهها قطاع التعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فنحن نعلم جميعاً أنه وحتى قبل تفشي الجائحة، فقد بلغ معدل فقر التعلم - وهو نسبة الأطفال غير القادرين على قراءة نص أساسي وفهمه في سن العاشرة - 60% وهي نسبة صادمة وغير مقبولة. وبسبب إغلاق المدارس، من المتوقع في هذه الآونة أن يزيد معدل فقر التعلم في المنطقة بنسبة 10% أخرى على الأقل.
وفيما بين عامي 2020 و2022، أغلقت المدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أبوابها لمدة 22 أسبوعاً في المتوسط، أي ما يعادل نصف سنة دراسية. وعلى الرغم من محاولات التعليم عن بعد، تُظهر البيانات الحديثة أن الطلاب لم يحققوا في المتوسط أياً من مكاسب التعلم المعتادة. ولذلك، فإن كل شهر أمضاه الطلاب خارج جدران المدرسة كان يعني خسارة شهر من التعلم.
إن العواقب قصيرة الأجل وخيمة، أما التكاليف طويلة الأجل فهائلة، فالتعلم إحدى اللبنات الأساسية لرأس المال البشري، الذي هو أساس التنمية الاقتصادية المستدامة. ويتوقع بحثنا أن هذه الانتكاسات التعليمية - إن لم يتم علاجها - قد تكلف طلاب اليوم في المنطقة 10%من دخلهم السنوي في المستقبل، أو ما مجموعه 800 مليار دولار من مكتسباتهم المالية المفقودة على مدى حياتهم.
وتضيف خسائر التعلم بعداً آخر للأزمات المتعددة التي تواجهها المنطقة اليوم، حيث يتطلب تفشي التضخم وارتفاع أعباء الديون وتغير المناخ استجابات فورية، مما يفرض ضغوطاً ثقيلة على البلدان التي لديها حيز محدود في ماليتها العامة بالفعل. وقد كان لذلك تداعياته على الإنفاق على التعليم، والذي ينخفض كثيراً عن مستوياته في عام 2019 في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة متباينة، تخصص فيها بعض البلدان تمويلاً كبيراً للتعليم، مستفيدة من الموارد غير المتوقعة. ولكن البعض الآخر، بسبب عدد من العوامل بما في ذلك الاضطرابات وعدم الاستقرار، تخلف كثيرًا، مما أدى إلى أن يبلغ المتوسط الإقليمي للإنفاق على التعليم 3.8% من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما يقل عن المتوسط العالمي البالغ 4.5%. وفي خضم إدارة الأزمات العاجلة، يجب على الحكومات مواصلة التركيز على الأهداف الإنمائية طويلة الأجل التي تبني القدرة على الصمود وتعزز الرخاء. ويُعد القيام باستثمارات قوية وذكية وتخصيص المزيد من الموارد بطريقة فعالة في مجال التعليم إحدى أفضل الطرق للوفاء بالوعد الخاص بتحقيق مستقبل أفضل.
إن الارتقاء بمستوى نواتج التعلم يتطلب اعتماد سياسات واستثمارات متعددة الأوجه ومنها: فتح المدارس بصفة دائمة سواء شخصياً أو افتراضياً، حسب الحاجة أو الإمكان؛ وزيادة ساعات التدريس؛ ومواءمة التعليم مع مستويات تعلم الطلاب؛ والتركيز على مهارات القراءة والكتابة والحساب ومهارات التعلم الأساسية؛ وضمان أن يكون كل معلم على استعداد جيد، وأن يكون لديه الحافز، وأن يكون مواظباً على الحضور، وأن يتقاضى أجره في المواعيد المحددة وتعزيز دورة وتقدير مركزه الاجتماعي من خلال حملات التوعية العامة. يمكن القيام بذلك، حتى في البلدان التي عصفت بها الصراعات مثل لبنان وسوريا واليمن.
في حين أننا لا نحاول التطرق إلى القضية الشائكة المتمثلة في الاختلافات اللغوية في جميع أنحاء المنطقة، فإننا بحاجة إلى الاعتراف بأن اللغة العربية الفصحى المعاصرة هي الأداة الرئيسية للمعرفة - بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتدريب على اللغات الأخرى على طول الطريق لتحقيق الكفاءة.
وتعمل بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على اتخاذ إجراءات تحقق نتائج واعدة، نذكر منها:
• في المغرب، وُضعتْ استعادة خسائر التعلم في صميم إصلاحات التعليم. وجربت الحكومة برنامجاً لاستعادة التعلم مقتبساً من نهج "التدريس على المستوى المناسب"، وكشفت التقييمات عن تحسن كبير في مستوى الطلاب المشاركين في المواد الأساسية الثلاثة: اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الفرنسية.
• قام كل من الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات بإعداد إستراتيجيات محددة لتحسين مستوى الإلمام بالقراءة والكتابة باللغة العربية في الصفوف الدراسية الأولى مع وضع أهداف تعليمية وخطط عمل طموحة.
• تتزايد مشاركة بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التقييمات الدولية للطلاب، مثل برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) ودراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS). ففي عام 2022، أجرت مصر أول تقييم وطني للصف الرابع لمحو الأمية والرياضيات في اللغة العربية. ويُعد القياس ضرورياً للتمكن من التوجيه الصحيح للإجراءات التدخلية في المجالات التي تشتد الحاجة إليها. وتؤدي مشاركة نتائج التقييم مع الجمهور إلى بناء الوعي العام والمساعدة في حشد الجهود لدى طائفة كبيرة من أصحاب المصالح المكتسبة.
• يُعد الالتحاق بمدارس رياض الأطفال، حيث تتطور مهارات القراءة والكتابة في مرحلة مبكرة، أمراً بالغ الأهمية أيضاً. ويساند البنك الدولي توسيع نطاق برامج رياض الأطفال الجيدة في جميع أنحاء المنطقة. فعلى سبيل المثال، أعيد تأهيل 237 فصلاً دراسياً في الأراضي الفلسطينية العام الماضي، وفي الآونة الأخيرة أطلقت الحكومة سبع شراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
• تقديم التحويلات النقدية للأسر التي لديها أطفال في سن الدراسة، وتوجيه مساندة إضافية للفئات الأكثر احتياجاً، من شأنه أن يساعد الطلاب الأكثر عرضة لخطر التسرب. ويُعد توافر عوامل الصحة والتغذية والمأوى من المتطلبات الأساسية للتعلم، ومن جانبه يساند البنك الدولي الحكومات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ببرامج للتحويلات النقدية توفر شريان حياة أساسياً للأسر الأشد احتياجاً.
وبلدان المنطقة لديها فرصة لاستعادة فاقد التعلم وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات منسقة تدعمها استثمارات قوية وذكية. ويعتبر البنك الدولي أكبر ممول خارجي بمجال التعليم في العالم، كما أنه شريك لديه التزام صارم نحو بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذا المجال.
ومع عمل جميع أصحاب المصلحة معاً - الحكومات والأسر وأرباب التربية والتعليم وشركاء التنمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص - يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تقوم بالتغيير المطلوب لإحداث تحول إيجابي في نواتج التعلم، وبذلك تنجز وعدها بتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً للجيل الحالي من أبنائها. لذا فقد حان وقت العمل الآن!
وهنا نذكر السيد بلحاج أن هذه الأوضاع المتردية فى هذه المنطقة قد ساهم البنك الدولي فى ترديها عن طريق السياسة التى يفرضها على الأنظمة هناك والتى عن طريقها يمنحها بعض القروض ذات الفوائد المعينة فهو يتدخل فى سياسة الأقتصاد ولا يتدخل فى سياسة الأنظمة الفاسدة التى لا تطبق معايير العدل والشفافية ونموا الأقتصاد مرتبط بالعدل فى التوزيع بين أفراد الشعب وبالإدارة الصالحة والناجعة
وكان على البنك الدولي من خلال سياسته هذه المفقرة للشعوب فى هذه المنطقة أن يخلق جوائز مثل جوائز نوبل للناشطين المصلحين فى هذه البلدان لكي يعوض بشيء ولو قليل عن الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن سياسة تدمير رأس المال البشري لصالح رأس المال المتوحش .
فإذا كانت الحكومات تقدم وتفضل من لا ينتجون الثقافة ولا العلم على الذين ينتجونهما فمعنة ذلك أنها تفضل الجهل على العلم ومن يفضل الجهل على العلم سوف لن يتقدم فى الدنيا وهو فى الآخرة من الخاسرين
يقول الكاتب الظفيري فى موقع اليوم
ضع في بالك.. أن الشعوب لا تتقدم إلا بالعلم، والمجتمعات لا ترتقي إلا بالثقافة، والأفراد لا يصعدون إلا بالمعرفة..
العلم للمرء والشعوب كالهواء والغذاء.. المتعلم ينمو عقليًا وصحيًا وفكريًا، والجاهل يترهّل ويتضاءل.. وفي عصر التقنية والانفجار المعرفي المتدفق اليوم، المتعلم يستفيد ويقطف ثمار الحضارات.. والجاهل يزداد جهلًا وبُعدًا فيعيش مسافات ضوئية بينه وبين التقدم!
أخبار متعلقة
جودة التعليم وسوق الحياة
جودة التعليم وسوق الحياة
اكتشفيه قبل أن يقتلك
اكتشفيه قبل أن يقتلك
صراع المرجعيات والفكر الإصلاحي
صراع المرجعيات والفكر الإصلاحي
ماذا قالوا عن العلم؟أول آية نزلت في قرآننا الخالد: «اقرأ باسم ربك الذي خلق».. وفي آية أخرى قال تعالى: «وقل رب زدني علمًا»، لم يأمر الله تعالى نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالاستزادة من شيء إلا من العلم.. وفي الحديث: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة).ولشيخنا الجليل الشافعي هذه الأبيات:
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً
تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ
فكبِّر عليه أربعًا لوفاته
وقال الرائع ابن القيم: حاجة العباد إلى العلم كحاجتهم إلى المطر، بل أعظم، وأنهم إذا فقدوا العلم فهم بمنزلة الأرض التي فقدت الغيث.. وعدّ عبدالرحمن الكواكبي في كتابه «طبائع الاستبداد» أن: «من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل».. ويقول أحمد ديدات: أشرس أعداء الإسلام مسلم جاهل يتعصب لجهله ويشوّه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي.. واعتبر أبو حاتم الرازي أن اليوم الذي يمر عليك دون أن تقتبس علمًا فأنت ظالم لنفسك.. حيث يقول: مَن أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه أو فرض أدّاه أو مجد أثله أو حمد حصّله أو خير أسَّسه أو علم اقتبسه فقد عقّ يومه وظلم نفسه. حتى الغرب تحدثوا عن أهمية العلم: فقال آدم سميث: العلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والخرافات.. ولنابليون: مَن فتح مدرسة أقفل سجنًا! فالعلم واقٍ من الانحرافات. وإليكم معادلة تعتبر بحق أجمل معادلة بين الجهل والعلم: الجهل مع الفقر = إجرام.. الجهل مع الثراء= فساد.. الجهل مع الحرية = فوضى.. الجهل مع السُلطة= استبداد.. الجهل مع الدين = إرهاب..
لكن ما يحصل إذا استبدلنا مكان الجهل العلم، تأمل ماذا يفعل العلم بالجهل؟: العلم مع الفقر = قناعة.. العلم مع الثراء = إبداع.. العلم مع الحرية = سعادة.. العلم مع السُلطة = عدل.. العلم مع الدين = استقامة.
وأخيرًا..
العلم نور ينير بصائرنا وأفكارنا ودروبنا، والجهل ظلام.. العلم يبني الخير وسبب في الإصلاح، والجهل يحيي الخرافات ويهدم الفضيلة.. العلم زينة وحضارة.. والجهل عذاب وتخلف.. ألم الدراسة لحظة وتنتهي، وإهمالها ألم يستمر مدى الحياة. علّموا أولادكم هذه العبارات التحفيزية، وانقلوا لهم روائع الأخيار وقصصهم في الحرص على التعلم والتنقيب عن المعرفة، واتركوا عنكم عبارات السخرية، واحجبوا عنهم تثبيت المثبطين ونكت الغافلين!
* قفلة..
لا أخطر من الجهل والجهلاء إلا أنصاف المتعلمين، يرتكبون الحماقات، ويضللون الناس، وببّغاوية يرددون مصطلحات لا يفهمونها، فتعسًا لهم!
وجاء فى مدونة موقع موضوع :
العلم نور والجهل ظلام العلم هو منارة الحياة ونورها الساطع الذي لا ينطفئ أبداً، وهو اليد التي تُمسك بالعالم لتقوده إلى حيث التطور والعزة والرفعة، وهو الحياة بأسمى معانيها، والشمس التي تشرق دوماً ومن كل الجهات، أما الجهل فهو ظلام الحياة الدامس، والفكر المنغلق الذي يرفض التطور والتقدم، وهو عدو الحياة ولعنتها الكبيرة، فالجهل لا يكون في شيءٍ إلى شانه، أما العلم فلا يكون في شيءٍ إلا زانه، وشتان ما بين العلم والجهل، أحدهما يدٌ تبني، والأخرى تهدم، فالعلم يبني الأمم والعقول والدول، أما الجهل فإنه يهدم كل جميل، بل إنه ينسف جميع أسس الحياة الجميلة لتصبح غارقةً في التخلف. مهما تحدثنا عن العلم وفضله في الحياة، فلن نوفيه ولو جزءًا صغيراً من حقه، فبفضله تطورت كل المجالات بما فيها الطب والزراعة والصناعة ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات، كما أنه حسّن من نوعية الحياة وزاد في جودتها، فأصبحت أكثر سهولةً ورفاهيةً، فبفضله أصبح العالم قريةً صغيرةً، نصل إلى من نريد فيها بدقائق معدودة، كما أصبحت الأمراض المستعصية القاتلة تزول بمجرد إجراءٍ طبيٍ بسيط، وكل هذا بفضل العلم الذي أنتج عقول العلماء ودلّهم على كل ما هو مفيد، حتى أن الحياة في البيوت أصبحت أسهل وأكثر رفاهية، ولو أردنا أن نذكر فضل العلم في جميع مناحي الحياة فلن نستطيع أبداً أن نحصرها. يُساهم الجهل في نشر ثقافة الموت والتخلف، لأنه يمنع التطور والتقدم، ويُعيد الدول والمجتمعات إلى العصور البدائية الأولى، التي لم تكن تعرف من أشكال العلم والتطور، فمن كان لا يؤمن بالعلم، ويجد في الجهل درباً سهلاً يسيرُ فيه، فهو بكل تأكيد لم يذق حلاوة العلم، لأن الجهل دربٌ لا خير فيه ولا نور، بل هو ظلامٌ دامس يجعل الإنسان غارقاً في تخلفه وأمراضه وهفواته الكثيرة التي ليس لها حل، كما أن الجهل يُضيع الوقت والجهد ويجعل العمر يمرّ هباءً منثوراً، بعكس العلم الذي يجعل للعمر والأيام معنىً جليلاً وعظيماً. من فضل الله تعالى على عباده أنه حثهم على طلب العلم، وجعل للعلماء منزلةً عظيمة وأجراً كبيراً، أما الجهل فلا يجني أصحباه منه إلا الظلام والتخلف، فهو ظلمة لا أجر فيها ولا ثواب، بل إن الجاهل يتحمل وزر تقاعسه عن طلب العلم، لأن طلب العلم فريضة، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على مكانة العلم الرفيعة، وفي هذا يقول الشاعر: العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم ويكتب عن الفرق بين العلم والجهل فيقول :
الفرق بين العلم والجهل يساعد العلم على تطوير الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الجرائم، ومعدلات الفقر المرتفعة، ونسبة البطالة، في حين يساعد الجهل على تفشي مثل هذه الأمور. يوفر الجهل بيئة خصبة لنمو التطرفات، والأحزاب القائمة على الأصل، أو العرق، أو الدين، أو الجنس، مما يؤدي إلى ضياع الأمم وتدهورها، في حين يؤكد العلم على أن الناس متساوون لا فرق بينهم، مما يضعهم كلهم على أرضية واحدة، إلى جانب قدرته على خلق معايير أخرى للمفاضلة فيما بينهم مبنية على أخلاقهم الرفيعة، ومقدار اندماجهم في مجتمعاتهم، وحجم الإضافات الإيجابية التي أحدثوها خلال حياتهم، مما يحفّزهم على التقدم، والتطور، بدلاً من التأخر، والتراجع. يُصعِّب الجهل من قدرة الإنسان على تسيير أمور حياته، في حين يعتبر العلم وسيلةً مهمّة لتسهيل حياة الناس، وخير دليل على ذلك حجم المخترعات الكبير، الذي جعلها متوفرة دائماً بين أيدي كافة الناس؛ نظراً لانخفاض أسعارها، وفعاليتها الكبيرة في حياة الإنسان اليومية. يساعد العلم على جعل الإنسان قادراً على استغلال الثروات الطبيعية وتوظيفها في عملية التطور، والتقدم، أما الجهل فيجعل الإنسان غير قادر على مراوحة مكانه، فلا يحدث له التطور المنشود. يحرر العلم الإنسان من الأوهام، والأفكار السلبية، والعبودية للآخر القوي، فهو قادر على منحه قوة لا نظير لها، على عكس الجهل الذي يجعل منه كائناً تابعاً للآخرين، غير قادر على امتلاك إرادته، أو على الأقل التحرر من الأوهام التي تسيطر عليه. يجعل العلم الإنسان قادراً على معرفة مزاياه، وقدراته التي يمتكلها، ممّا يساعده على أن يكون كائناً مميزاً، وفعالاً، أما الجهل فهو يعمي الإنسان عن الضوء الموجود في داخله، والذي لا يحتاج إلا إلى قليلٍ من النظر فقط. يحسن العلم من أوضاع الإنسان الصحية، الأمر الذي يساعد على زيادة معدلات الأعمار، أما الجهل فهو قادر على بث الأمراض الجسدية بين الناس، وانتهاك خصوصية الجسد باسم المعتقدات الخرافية التي تجلب الويلات لمعتنقيها
وبلد سكانه لا يقؤون ولا يكتبون وليس فيه إقبال كامل على القرائة والكتابة محكوم عليه بالتخلف مدى الحياة ولا شك أن الزهد فى القرائة والكتابة أغلبه ينجم عن زهد النظام الحاكم فيهما فلو كان يشجع عليهما بالمال وبالسياسة العلمية والثقافية ويفضلهما على غيرهما من الأنشطة لكان إقبال الناس عليهما أحسن وأكثر وهذا ما يجعلنا نجزم بأن السياسة التى ينتهجها بلدنا حاليا سوف لن تفضي إلى تقدم وإنما تكرس المسلكيات المؤدية لأستمرار الجهل والتخلف والفساد والأمية وحب المال والجاه على حساب حب العلم واحترام المتعلمين .

فيديو