كيف غاب أتحاد الكتاب والأدباء عن الأحتفال بيوم الأستقلال الذي كان يواكبه قبل بضع سنوات

ثلاثاء, 11/29/2022 - 09:09

الجواب يكمن فى سياسة الأفتراس النظام الفاسد يفترس المؤسسات الثقافية والأجتماعية والإعلامية ذات الشعلة الوطنية الإصلاحية كان آخر عهد لوجود أتحاد الكتاب والأدباء على خريطة الساحة الثقافية هو زمن رئيسه الراحل المرحوم كابر هاشم حيث كنا نجتمع ونكتب القصائد ونؤلف الكتب ونحتفل بالمواسم الوطنية ونحاضر فى جميع المواضيع الثقافية والأجتماعية وكان الأتحاد بشقيه الفصيح والشعبي عبارة عن نهضة علمية وثقافية يصدر مجلته ويدعم استصدارت كتب أعضائه وغيرهم من المؤلفين والكتاب فى البلد رغم شح موارده المالية وكان يحتضن المقاومة الوطنية ويرعي الأنشطة التى تحيي ذكراها وكان بعيدا عن التملق للأنظمة الحاكمة لا يعترض على شيء من افعالها ولا يناصبها العداء ولا يتدخل فى شئونها السياسية لأنه مؤسسة ثقافية بحت وليس منبرا من منابر السياسية وكان الوزير المكلف بالثقافة يفتتح مهرجانات الأتحاد المنتظمة كل سنة دون أن يسمح الأتحاد للسلطة التنفيذية أن تتدخل فى شؤونه الثقافية والأجتماعية
لكن الوضع إنقلب رأسا على عقب عندما تدخلت السلطة فى شئون الأتحاد وجرته إلى المحاكم ثم وضعت عليه موظفين من عندياتها يقودون مكتبه التنفيذي بأوامرها ففسد الأتحاد وابتعد عنه جل المثقفين الأحرار وتوقف نشاطه فأصبح لا يصدر شيئا من المؤلفات ولا حتى مجلته كما توقف مهرجانه فمنذ سنوات لم يقم بمهرجان واحد ولم يعد يهتم بالمثقفين الأعضاء فى الأتحاد وبدلهم ببعض الأقرباء والمقربين من أعضاء الكاتب التى تنصبهم الحكومة عليه ثم قامت الحكومة بتقسيمه إلى نصفين بعد ما حدث صراع بين أعضاء المكتب على تقاسم مخصصات الأتحاد المالية وهكذا اصبح أتحادين حكوميين يقتصر دورهما على مكاتبهما التنفيذية المعينة من طرف الحكومة ولم يعد أتحادا واحدا مستقلا للكتاب والأدباء وبالتالي فقد بريقه ونهضته الثقافية والأجتماعية وجمهوره ومصداقيته والكثير من أعضائه المثقفين النشطين الذين طالما أنعشوا الثقافة والإعلام فى البلد ، رحم الله أتحاد الكتاب والأدباء واسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
أحد أعضاء أتحاد الكتاب والأدباء

على مدار الساعة

فيديو