كان الحكم بعد النبي صلى الله عليه وسلم خلافة يختار أهل الحل والعقد خليفة للمسلمين ويبايعونه حتى يموت ولما تولى معاوية الخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه له بذلك فى مسودة أتفاق بينهما لحقن دماء المسلمين ومن شروط الأتفاقية أن تعود الخلافة للحسن بعد موت معاوية ظل الأمر على ذلك الحال حتى مات الحسن رضي الله عنه عندها اصبح معاوية يفكر فى من يلي الخلافة بعده وكان زعماء قريش أهل الحل والعقد فى المدينة المنورة مثل الحسين بن على وعبد الرحمان بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معظم هؤلاء ينتقدون حكم معاوية وخروجه على علي بن أبي طالب وكان معاوية يعلم ذلك ويحار كيف يتصرف معه وكان والي معاوية فى العراق المغيرة بن شعبة أحد دواهي العرب المشهورين وفى مصر عمرو بن العاصي وهو داهية العرب العرب وكانت بين عمر والمغيرة منافسة فذات يوم قال عمرو لمعاوية أتجمع للمغيرة مال العراق وسلطة العراق أتمن أن ينقض عليك ويزيحك عن الخلافة وهو من هو كما تعلم فأرسل معاوية رجلا وكلفه بتولي بيت مال العراق وترك للمغيرة حكم السلطة وحل النزاعات بلا مال فلما علم المغيرة بذلك ذهب إلى معاوية فوجده مهموما بشأن من يخلفه فأشار عليه بتولي إبنه يزيد بن معاوية ولم يكن ذلك فى حسبان معاوية لأن زعماء قريش لن يقبلوا خلافة المفضول حسب ظنه وطبقا كما كان عليه الحال فوقعت هذه الفكرة على معاوية موقعا وجعل يهيء إبنه لتولي ولاية العهد والخلافة من بعده ثم نصحه المغيرة بتقليص سلطة عمر بن العاصي فى مصر وولاية مصر انتقاما منه لمشورة عمرو السابقة بشأن المغيرة ففعل معاوية ذلك وكان يرتاح لمثل ذلك فهو داهية مثلهم واشتغال الدواهي بالمنافسة والصراع البيني يؤمن له الخلافة من الطمع فيها وعند ما حانت حجة ذلك العام حج معاوية بالناس ثم ذهب إلى المدينة وأجتمع بزعماء قريش اهل الحل والعقد وطلب منهم البيع لإبنه يزيد فقالوا له نحن بايعناك أنت ومادمت حيا فلن نبايع أحدا لا بيعتين معا فى عنق رجل ثم إنهم نصحوه بعد تولي إبنه قائلين أن ذلك عمل كسرى وقيصر وليس معمول به فى فالإسلام أما عبد الله بن الزبير فقال له بدهاء إن كنت مللت من الخلافة فأتركها وهلم نبايع إبنك ، ومعاوية إذا ترك الخلافة اصبح الأمر للمسلمين ولن يبايعوا إبنه لأنه مفضول فهم معاوية صعوبة تمرير بيعة إبنه فصعد المنبر وشكر جميع زعماء قريش وقال أنهم بايعوا لولي عهده إبنه يزيد ثم نثر أكياس الذهب على الجمهور وانتهي الأمر بعد ذلك ارسل إلى ولاته فى الأقطار لأخذ البيعة لإبنه يزيد .
