إذا لم نغير من عاداتنا القديمة فى ممارسة الحكم فلم يتغير شيئا من الممارسات السلبية

خميس, 05/12/2022 - 10:23

علينا أن نغير من  العادات التى تمنعنا من التقدم ونغير العادات التى تكرس الظلم وتحول دون إحقاق العدل فبالعدل يصلح كل شيء وبالظلم يفسد كل شيء وعلينا أن نحد من ممارسة الغبن مع بعضنا خاصة فى الشأن العام لأن الشأن العام ملك مشاع لكل فرد وليس حكرا على مجموعة ولا على طائفة ولا على حزب كما أنه علينا أن نتحلى بالمسئولة ونغير ما بأنفسنا ونسمع نصح الناصحين ونعمل بما اقرب إلى التقوى والعدل إن الله تبارك وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنهم والنفوس المتحجرة التى ترى أن كل ما تقوم به هو عين الصواب فاسدة ومريضة ولا يمكن أن تتغير والنفوس التى لا تتغير لن يغير الله ما بها بنص القرآن العظيم نحن لدينا تقاليد وممارات فى الحكم خاطئة تماما وفاسدة وإذا لم نغيرها ستكون وبالا على مستقبل بلادنا وعلى تقدم ونماء شعبنا وعلى ولاة الأمور فى بلادنا أن يدركوا ذلك ويعملوا على تغييره بأسرع ما يمكن لكي تتحرر العقليات من القيود السلبية وتتفجر الطاقات الوطنية وتنصهر فى بوتقة الوطنية دون أن تكون هناك مجموعة تحتكر السلطة وتحتكر المنافع فتولد الغضب وتمنع المساواة والأستفادات العمومية من إمكانات البلد وتشل الطاقات وتحول دون الفيض الإلهي الذي وعد به من يغير ما بنفسه وهو وعد صادق إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ومن اصدق من الله قيلا ؟ إن الله لا يخلف الميعاد إن بعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف وعدم تمسكنا بسنة نبينا عليه الصلاة والسلام جعل أمورنا لا تستقيم ودولتنا لا تتقدم واحوال معيشة شعبنا تتدهور كلما طال عمر النظام فى بلادنا لماذ ؟ لأن نظامنا يسلك الطرق التى تتفرق به عن سبيل الله قال تعالى :

وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

وجاء فى تفسير هذه الآية الكريمة ما يلي :

قال الإمامُ أحمد بن حنبل: حدَّثنا الأسود بن عامر شاذان: حدَّثنا أبو بكر -هو ابن عياش- عن عاصم -هو ابن أبي النّجود- عن أبي وائل، عن عبدالله -هو ابن مسعود- t قال: خطَّ رسولُ الله ﷺ خطًّا بيده، ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، وخطَّ عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السُّبل، ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153].

وكذا رواه الحاكم عن الأصم، عن أحمد بن عبدالجبار، عن أبي بكر ابن عياش به، وقال: صحيحٌ ولم يُخرجاه.

وهكذا رواه أبو جعفر الرَّازي وورقاء وعمرو ابن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعودٍ مرفوعًا به نحوه.

وكذا رواه يزيد بن هارون ومسدد والنَّسائي، عن يحيى بن حبيب بن عربي وابن حبان من حديث ابن وهبٍ. أربعتهم عن حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائلٍ، عن ابن مسعودٍ به.

وكذا رواه ابنُ جرير عن المثنى، عن الحمّاني، عن حماد بن زيد به.

ورواه الحاكمُ عن أبي بكر ابن إسحاق، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد به كذلك، وقال: صحيحٌ ولم يُخرجاه.

الشيخ: وهذا الحديثُ له طرقٌ وأسانيد جيدة، وهو واضحٌ في بيان هذه الآية؛ فإنَّ الرسولَ ﷺ خطَّ خطًّا مستقيمًا وقال: هذا سبيل الله، ثم خطَّ عن يمينه وعن شماله -يعني خطوطًا- فقال: هذه السُّبُل يعني الخطوط، يعني: هذه الطّرق الأخرى المعوجّة المخالفة للصِّراط المستقيم، على كل سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثم قال: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ.

والمعنى: الزموا الطريق الواضح الذي سار عليه نبيُّكم عليه الصلاة والسلام، وسار عليه أصحابُه، وبيَّنه كتابُ الله، وبيَّنته السُّنة، فالزموه وسيروا عليه، وهو توحيد الله وطاعته، واتِّباع شريعته، وتعظيم أمره ونهيه، ودعوا ما خالف ذلك، هذا هو الصِّراط المستقيم.

 

وإذن فشلنا لأننا لم نعمل بما جائنا من عند الله وحاولنا نقليد ما عند ما عند المخالفين لدين الله فلم نستطع لأنهم لديهم عاداتهم وتربيتهم فى ممارسة شأنهم تجعلهم يلتزمون بعملهم ويطقبون قوانينهم بحذافيرها ويحرصون على ذلك أشد الحرص بينما نحن نقوم بسن قوانين ربما لا تكون مدروسة ولا مفصلة على مقاس بلدنا ولا على حياة شعبنا ولا على ثقافته الدينية الإسلامية فنعجز عن تطبيقها لأنها فيها الثقرات الكثيرة التى تحول دون تطبيقها بصرامة لهذا السبب لم نتقدم إلا فى الظلم والغبن والفساد فأنعكس ذلك على تربية ابنائنا وراحت الأجيال تتنافس فى انواع الأنحراف والشذوذ فأنطبق علينا مثل الرخمة مع الغراب فأراد أحدهما أن يقلد مشية الآخر فعجز عنها وفقد مشيته الطبيعية

على مدار الساعة

فيديو